صحيفة: خطر تنظيم داعش مازال قائما

عرب وعالم

اليمن العربي

تحت عنوان " داعش.. خطر قائم" .. قالت صحيفة "الخليج" حين تتوالى التقارير الأمنية والعسكرية من العراق وسوريا وليبيا وفي دول أخرى من العالم عن وجود تحرك مثير لخلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، تتأكد القناعة بأن هذا الخطر مازال قائماً ولم ينته بعد، وما زال التغلب عليه يتطلب الضغط والتنسيق من جميع القوى والأطراف. فما تحقق، منذ تشكل التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، باهر وإنجاز عسكري كبير، لكن بذرة التطرف ما زالت تستوطن في بعض المناطق، ويمكن أن تستشرس حين تتوفر لها الشروط.

 

ولفتت إلى أنه في الأيام الماضية خاض الجيش السوري معارك ضارية، هي الأعنف منذ فترة، ضد التنظيم الإرهابي في صحراء حمص، بينما يشن الجيش العراقي عمليات يومية في المحافظات الوسطى والشمالية، بالتوازي مع بيانات عن ضبط أوكار وأسلحة وقيادات وخطط، تشير إلى أن التنظيم المتطرف يحاول إحياء نشاطه الإجرامي مستغلاً بعض التطورات السياسية والميدانية، منها السجالات العراقية حول الانتخابات وتغيير قوانينها واحتمالات تعديل الدستور بعد الحراك الشعبي لتحسين الأوضاع المعيشية. أما الأهم، فيتعلق بقرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الانسحاب التدريجي من العراق، وتهديد السفارة الأمريكية بإغلاق أبوابها بسبب الهجمات التي تشنها عليها ميليشيات طائفية، وقد تكون بعض الخلايا «الداعشية» وراء فتح ثغرات أمنية وإرباك الأجهزة المتصدية لها.

 

وأضافت أن التحسب للخطر الإرهابي لم ينقطع والتنسيق بين دول المنطقة مازال قائماً ويعتمد على استراتيجيات استباقية لتجنب ما حدث عام 2014.

 

وهذا ما عبر عنه وزير الخارجية المصري سامح شكري أثناء لقائه في القاهرة نظيره العراقي فؤاد حسين، حين قال إن المحادثات بين الطرفين تناولت التصدي للإرهاب الذي يحاول تثبيت مواقعه من جديد. وربما لم تكن صدفة أن جاء هذا اللقاء بعد يوم من كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي رفض فيها التصالح مع الإرهاب وداعميه، وإشارته إلى أن هذه الظاهرة الخبيثة ما زالت تكيد لمصر وتسعى إلى ضرب الاستقرار الإقليمي. وبعد كشف ما تضمنته رسائل وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، تظل كل الفرضيات قائمة، ولا مناص من حسن الاستعداد وتحصين الأوطان من كل المخاطر والمفاجآت.

 

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إنه قد يكون تنظيم «داعش» وتفرعاته قد تلقت ضربات عسكرية حاسمة، وهو أمر محتوم سلفاً. لكن المعركة لم تنته، وميدانها الرئيسي اليوم يتشكل من أفكار هدامة وخطابات تحريضية وحواضن اجتماعية وسياسية مازالت تراهن على بعث الفوضى والعبث بالخرائط، خصوصاً في ظل تشابك نقاط التوتر والصراعات في المنطقة والعالم. وحتى لا يقع المحظور مجدداً لا يجب التهوين من أي تطور، والمواقف الحازمة المكافحة للإرهاب وداعميه لا يجب أن تتراخى في مواصلة المعركة ضد عدو لا يكتفي بتغيير أسلحته وأدواته، وإنما يسعى إلى التكيف مع الضغط للمحافظة على مشروعه المدمر