من ليبيا إلى القوقاز .. جرائم دموية يرتكبها أردوغان ونظامه بسبب تجارب الدرونز

عرب وعالم

اليمن العربي

من ليبيا وسوريا والعراق إلى حرب القوقاز.. يسعى  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تحويل تلك الصراعات إلى حقل تجارب لطائرته "الدرونز"، وذلك في مسعى خائب من تركيا لاستغلال أزمات تلك البلدان للتوسع في المنطقة وإظهار نفسها كقوة عظمى.

 

وبحسب العين الإخبارية، فإن التدخل الأردوغاني السافر واستغلاله لتلك الحروب وآخرها النزاع في القوقاز، أظهرته فيديوهات تصور الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات المسيرة "الدرونز" الآذرية على أهداف أرمينية في النزاع التاريخي المستمر منذ 3 عقود بين البلدين حول إقليم ناغورني قره باغ.

 

وبحسب مراقبين فإن تلك الصور أثارت المخاوف من أن أذربيجان قد حصلت على طائرات "بايراكتار" المسيرة التركية، وهي خطوة أثارت انتقادات على الصعيد الدولي.

 

وتقوم وزارة الدفاع الآذرية بتوزيع صور التقطها طائرات استطلاع مسيرة، تبين طبيعة المناطق المستهدفة، وكذلك أشرطة التقطها طائرات مسيرة "انتحارية"، وهي طائرات محملة بالمتفجرات ترتطم بأهدافها وتنفجر.

 

وضمن تلك الأشرطة ما نشرته أرمينيا حول لحظة ارتطام صاروخ مضاد للطائرات بطائرة تشبه إلى حد بعيد طائرة أنتونوف-2 ثنائية الأجنحة التي تعود للحقبة السوفياتية.

 

وكانت شركة بايكار التركية المملوكة لصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قامت بتطوير هذه الطائرات المسيرة قبل بضعة سنوات، وبإمكان الطائرة المسيرة العمل بشكل ذاتي ويمكن استخدامها لأغراض الاستطلاع وتحديد الأهداف.

 

وتعد طائرة (TB2) المسيرة رائجة بسوق هذا الصنف من الطائرات، واستخدمتها تركيا في عملية "درع الربيع" التي نفذتها قواتها في سوريا في فبراير/ شباط 2020، وقبل ذلك في ليبيا ضد قوات الجيش الوطني الليبي لدعم مليشيات فايز السراج.

 

وتصف الصحف التركية طائرات "تي بي 2" بأنها "وطنية"، لكن 7% من مكوناتها مستوردة.

 

أكثر الطائرات المسيرة جذبا للانتباه في الصراع الحالي بين أرمينيا وأذربيجان هي طائرات "بايراكتار "TB2التركية، وذلك بحسب موقع " بي بي سي" عربي.

 

وبحسب خبراء فإن غالبية الأشرطة التي يوزعها وينشرها الجيش الآذري لعمليات القصف في إقليم ناغورني قره باغ، تم تصويرها بواسطة هذا النوع من الطائرات.

 

وكان الرئيس الآذري إلهام علييف قد أعلن في الخامس من أكتوبر / تشرين الأول الحالي أن بلادة تمتلك عددا من هذه الطائرات المسيرة.

 

وفي حزيران/ يونيو الماضي، أوردت تقارير إعلامية تقارير تحدثت عن أن وزارة الدفاع الآذرية تأمل في استلامها في المستقبل.

 

ويعتقد أندريه فرولوف، رئيس تحرير نشرة "صادرات الأسلحة" الروسية، في تصريحاته لـ" بي بي سي" أن أذربيجان كانت تخزّن هذه الطائرات سرا، أو أنها بدأت في استلامها قبل إندلاع القتال الحالي بوقت قصير.

 

وفي هذا الصدد قالت صحيفة "التايمز"، أيضاً إن الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي على إقليم ناغورني قره باغ، أصبح بمثابة حقل التجارب للطائرات دون طيار التركية.

 

وأكدت الصحيفة البريطانية أنه خلال النزاع الأخير جاء كثير من الضربات التي نفذتها أذربيجان بطائرات دون طيار (درونز) وليس مقاتلات أو مدفعيات.

 

وأكدت، في تقرير، أن تركيا تحاول استغلال الأزمة الأرمينية الأذرية للتوسع في المنطقة وإظهار نفسها كقوة عظمى.

 

أرمينيا لم تشتر أي طائرات مسيرة في الفترة الأخيرة، والسبب في ذلك يعود إلى أن يرفان ربما أخطأت في تقدير مدى التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة الآذرية، بحسب الخبير الروسي أندريه فرولوف.

 

وقال فرولوف لبي بي سي الروسية، إنه :"لم يعلنوا عن أي خطط لشراء طائرات مسيرة.. وبما أن هذه الطائرات غير متوفرة لدى روسيا".

 

ويضيف:" بالنسبة للطائرات المسيرة المنتجة محليا في أرمينيا التي يتحدثون عنها، فلا أثر لها على الإطلاق".

 

يذكر أن أرمينيا تنتج طائرات مسيرة استطلاعية خفيفة تدعى "كرونك" (أي الرافعة)، ولكن عدد هذه الطائرات المشارك في حرب إقليم ناغورني قره باغ غير معروف".

 

ويقول فرولوف إن أرمينيا اشترت أنظمة "تور" الصاروخية المضادة للطائرات من روسيا، وهي أنظمة تتمكن من اسقاط الطائرات المسيرة، ولكن لم ترد أي تقارير تتحدث عن نشرها في جبهات القتال.

 

ويستخدم الأرمينيون عددا من قاذفات صواريخ أرض-جو السوفيتية من طراز "أوسا" و"ستريلا" في ناغورني قره باغ، وقد تمكنت هذه الصواريخ من اسقاط عدة طائرات آذرية مسيرة بالفعل.

 

وكان للأشرطة المصورة للغارات التي تنفذها الطائرات المسيرة على مواقع في إقليم ناغورني قره باغ أثرا على جمهور الإنترنت الذي يتابعها بشغف ويناقشها بحرارة ويتبادلها من خلال منابر التواصل الاجتماعي.

 

وقال الزعيم الأرميني لإقليم ناغورني قره باغ، أرايك هاروتيونيان، اليوم الأحد، إن أذربيجان استخدمت صواريخ وطائرات مسيرة للهجوم على عاصمتنا ومدن أخرى.

 

وأضاف أن الصواريخ التي استخدمتها أذربيجان للهجوم علينا كانت "تركية الصنع"، لافتاً إلى أن "أذربيجان استعانت بوحدة عسكرية تركية لشن هجوم ضدنا يوم إعلان وقف إطلاق النار".

 

وقبل حرب القوقاز والأزمة بين أرمينيا وأذربيجان، أن استخدمت تركيا هذه الطائرات بالفعل في ليبيا، وضد حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق وسوريا وشرقي تركيا، ولمراقبة السفن في البحر المتوسط.

 

وقالت شركة "آيروورز"، المتخصصة في مراقبة الحروب، ومقرها لندن، إن طائرات الدرونز التركية استخدمت في 268 ضربة جوية بليبيا، عندما كانوا يحاربون لصالح حكومة فايز السراج الإخوانية في طرابلس.

 

كما تسببت الطائرات في سقوط 67 قتيلًا مدنيًا، بالرغم من أن باحثين قالوا إن هذه الحصيلة أقل بكثير عما تسببه الأسلحة التقليدية، خاصة وأن الحمولة الصغيرة لطائرات "تي بي 2" تجعلها مفيدة للغاية في الضربات محددة الأهداف.

 

وذكر أوليفر إمهوف، الباحث بشركة "آيروورز" أنها "طريقة رخيصة جدًا لهم للمشاركة، وطريقة سهلة للغاية لهم للتدخل، خاصة في صراع تستخدم تركيا بالتأكيد الطائرات دون طيار للتوسع كقوى عظمى".

 

وفي مايو /آيار الماضي، تمكنت المراصد العسكرية الرسمية في ليبيا من حصر نحو 104 من مجموع ما أسقطته دفاعات الجيش الوطني الليبي من الطائرات التركية المسيرة في سماء ليبيا أغلبها من نوع "بيراقدار تي بي 2".

 

وسبق ذلك بأسبوع واحد أن قال المركز الاعلامي لغرفة عمليات الكرامة إن دفاعات الجيش الليبي أسقطت نحو 90 طائرة تركية مسيرة من نوع "بيرقدار" إلى جانب أنواع أخرى.

 

ويقول الخبير العسكري الليبي، محمد منصور، في تصريحات سابقة وفقا لـ" العين الإخبارية" إن الدرونز التركية المستخدمة في سوريا وليبيا هي من أنواع "بيرقدار" و"أنكا أس" والتي تتشابه خصائصها الفنية مع درون "هيرون" الإسرائيلية، نظرا لتعاقدات سابقة بين تركيا وإسرائيل في هذا المجال قبل أن تقوم تركيا بتصنيع درونز خاصة بها.

 

وأوضح منصور، أن العيب الرئيس لدرون "بيرقدار" التي ظهرت خلال المعارك الليبية، وجعلتها صيدا سهلا لدفاعات الجيش الليبي وحتى الأسلحة الخفيفة هو مداها المحدود الذي لا يتعدى 150 كيلو متر وهو ما يحتاج اقتراب محطة التوجيه.

 

وكانت وثيقة للبرلمان الألماني مؤرخة بـ3 أغسطس 2020، أكدت في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، أن "تركيا قامت بتوسيع أسطولها من الطائرات بدون طيار بشكل مكثف خلال السنوات الأخيرة".

 

وأوضحت الوثيقة أنه  "في 2015، أنتجت تركيا أول طائرة مسيرة للاستطلاع عن طريق شركة يمتلكها سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

 

وأضافت: "وفر أردوغان مبالغ ضخمة لتمويل المشروع ليس فقط من ميزانية الدفاع، ولكن أيضا من صندوقه الرئاسي، وفي النهاية تبقى هذه الأموال عمليا داخل عائلته".

 

وتابعت"مع الوقت تطورت الطائرة بيرقدار TB2 ، وبات بإمكانها حمل ذخيرة وصواريخ مضادة للدبابات والدروع، يمكنها توجيهها بدقة معقولة". وتابعت "زاد عدد الطائرات المسيرة من هذا الطراز من 38 إلى 94 خلال العامين الماضيين".

 

وينظر أردوغان إلى برنامج طائرات الدرونز باعتبار مصدر فخر وطني، ومكون مهم لهدفه الخاص بالاكتفاء الذاتي من المعدات الدفاعية بحلول عام 2023.

 

وتشير صحيفة "التايمز" البريطانية في هذا الصدد، إلى أن الإنفاق الدفاعي التركي تضاعف تقريبًا إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي من عام 2015 إلى 2018.

 

والعام الماضي، أنفق نظام أردوغان 1.67 مليار دولار على التطوير الدفاعي، متجاهلا الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في تركيا، وصراخ مواطنيه إزاء الأزمة المالية بالبلاد