"الخليج":  تركيا تعمدت إشعال نيران الحرب الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا

عرب وعالم

اليمن العربي

أبوظبي - اليمن العربي   قالت صحيفة إماراتية، بعد عشر ساعات من المفاوضات في موسكو بين وزيري الخارجية الأرميني زوهراب منتساكانيان ونظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومشاركة وزير الخارجية سيرجي لافروف، وافق البلدان الجاران على وقف إطلاق النار في إقليم ناجورنو كاراباخ، الذي اندلع يوم 27 سبتمبر /الماضي ودخل وقف النار حيز التنفيذ بعد ظهر أمس، كمقدمة لتبادل الأسرى واستعادة الجثث بين الجانبين، على أن يتولى الصليب الأحمر القيام بهذه المهمة الإنسانية. وتابعت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأحد تابعها "اليمن العربي"، رغم أهمية هذه الهدنة الإنسانية، إلا أنها تفتح الباب لمباشرة محادثات لتسوية النزاع التاريخي الذي أدى إلى سلسلة من الحروب، وإلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كان أعنفها بين عامي 1991 و1994، والتي أسفرت عن مقتل نحو 30 ألف شخص، وانتهت إلى هدنة هشة. ولفتت إلى أن وزير الخارجية الروسي لافروف، أعرب عن أمله في أن تتحول الهدنة إلى وقف شامل لإطلاق النار، والبدء بمحادثات «جادة» لتسوية النزاع، وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن البلدين «سيباشران بواسطة الرؤساء المشاركين في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مفاوضات جوهرية بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في ناجورنو كاراباخ» ، ويمكن القول إن الرئيس الروسي تمكن من نزع فتيل الأزمة قبل أن يمتد نارها إلى المنطقة، لكن ذلك يحتاج إلى إقناع الطرفين بضرورة تقديم تنازلات مؤلمة، والتخلي عن شيء مما يعتبرانه حقوقاً تاريخية أو قومية، كما يحتاج أولاً إلى توقف أنقرة عن التدخل المباشر في الأزمة، والتخلي عن سياسة التحريض والتعبئة الدينية والقومية، وإرسال أفواج مرتزقتها للمشاركة في معارك «سلطانها أردوغان» الذي يحلم بأن يمتد ظله إلى ما كان يسمى ولايات عثمانية. وقالت إذا صمدت الهدنة، ودخل البلدان في مفاوضات جدية، فإن ذلك يعتبر انتصاراً دبلوماسياً مهما لموسكو التي تقيم علاقات متوازنة بين البلدين، رغم أن لديها اتفاقية أمنية مع أرمينيا. إلا أن هذه الاتفاقية لا تشمل إقليم كاراباخ الذي أعلن الاستقلال بعد المعارك التي جرت في مطلع تسعينات القرن الماضي إثر انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو إقليم لا تعترف به إلا أرمينيا. وأشارت إلى أن العقبة الرئيسية التي تواجه المفاوضات، هي المواقف المتعارضة للبلدين إزاء إقليم كاراباخ، ذلك أن أرمينيا تعتبره جزءاً من أراضيها، بحكم أن غالبية سكانه من الأرمن، في حين تعتبره أذربيجان أيضاً جزءاً من أراضيها بموجب القانون الدولي، وترى أن أي تسوية يجب أن تحدد فيها أرمينيا إطاراً زمنياً للانسحاب من الإقليم، وهو موقف تؤيده تركيا، التي تعمدت إشعال نيران الحرب الأخيرة بادعاء أنها وأذربيجان «شعب واحد في بلدين». وأكدت "الخليج" في ختام افتتاحيتها أن «الهدنة» الروسية تحتاج إلى مسامير سياسية لتثبيتها، كي تكون منطلقاً لمفاوضات وحل سلمي.