"الخليج": المعركة التي يخوضها العراق جزء من معركة عربية شاملة

أخبار محلية

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "بعدما نجح العراق بمساعدة المجتمع الدولي ممثلاً في تحالف محاربة الإرهاب في القضاء على تنظيم «داعش»، بدأ معركة جديدة لا تقل أهمية وخطورة تتعلق باستعادة هيبة الدولة وسيادة القانون بعيداً عن نوازع الطائفية والفساد وثقافة التشفي والإقصاء.. لافتة إلى أن الحكومة العراقية الجديدة بقيادة مصطفى الكاظمي أبدت الكثير من النوايا الطيبة لإصلاح ما أفسده السابقون، وبدأت مبكراً العمل لمصلحة الوحدة الوطنية والاستماع إلى أصوات الشارع، وهي تعرف أن الطريق الذي تسلكه مزروع بالألغام ومحفوف بالتدخلات الخارجية الصريحة والمبطنة. يضاف إلى ذلك أن الوضع الأمني يشهد خروقاً خطرة عبر الاستهداف الصاروخي المتكرر للمنطقة الخضراء شديدة التحصين ومطار بغداد الدولي، وزرع العبوات الناسفة في مسالك قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

 

وذكرت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي"، أنه بسبب هذه التطورات تأزمت العلاقة بين بغداد وواشنطن التي هددت بإغلاق سفارتها وسحب جميع قواتها، إذا لم تتحرك الحكومة بحزم وتوقف رشقات القذائف التي تطلقها بعض الميليشيات الطائفية وتكثفت في الفترة القليلة الماضية، وفي أكثر من مناسبة تعهّد قادة العراق بفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد أجهزة الدولة. وعملياً، بدأت هذه المهمة الشائكة بحملة عسكرية وأمنية واسعة النطاق أسفرت عن التوصل إلى «خيوط مهمة» بضبط عدد من الخلايا المسؤولة عن إطلاق الصواريخ واستهداف البعثات الأجنبية.

 

وأضافت أن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط صرح قبل يومين بأن الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة وأشار بالاسم إلى التدخلات الإيرانية والتركية في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وفي ما يخص العراق، فإن العالم كله يعرف أن إيران تتدخل فيه بدعم بعض الميليشيات الموالية لها، وحاولت طويلاً اختطاف السلطة السياسية لخدمة أجندتها ومصالحها الإقليمية. أما تركيا فقد بغت كثيراً وأصبحت تحتل أجزاء من الأراضي العراقية بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، وارتكبت، على مدار سنوات، سلسلة من الانتهاكات الجسيمة، متجاهلة الدعوات الصادرة من بغداد والدول العربية المطالبة باحترام سيادة العراق والالتزام بمبادئ حسن الجوار، لكن ظلت كل الدعوات والنداءات مثل الصرخات في البرية لا يستجيب لها غير الصدى.

 

وذكرت أن المعركة التي يخوضها العراق جزء من معركة عربية شاملة يجري خوضها أيضاً في سوريا وليبيا واليمن ولبنان لاستعادة الدولة وصيانة حرمتها الجغرافية والتاريخية ، ولقطع الطريق على تلك الخطط والمؤامرات يجب دعم المشروعات الوطنية وترسيخ سلطة الدولة وتعزيز السيادة ومنع الإرهاب والتطرف من التغلغل، فكراً وميليشيات، واحترام المواطنة ومحاربة الفساد واجتثاثه.

 

ولفتت إلى أنه في هذا السياق هناك محاولة عراقية جادة يدعمها تصميم على تنظيم انتخابات شفافة تعيد للشعب الثقة في الدولة ومؤسساتها. ولا يتحقق هذا الهدف إلا بالتوافق على قانون انتخابي شامل وشفاف ومحرر من الانتهازية وسطوة السلاح والمحسوبية. فالعراق الذي يحاول أن ينهض لن يستطيع ذلك دون أن تتوفر النزاهة وتتحقق الإرادة الفعلية لجميع مواطنيه.

 

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها إن الحصانة الحقيقية للدول تكمن في انسجام القيادة والشعب، وحين تصبح هذه المعادلة قائمة لن تكون هناك خشية من الأعداء والطامعين مهما استأسدوا وتسلحوا وتآمروا. وإذا توفرت الإرادة الصادقة فإن بإمكان العراق، ذي التاريخ العريق، أن ينجح في هذا الاختبار ويعود قوياً كما كان وسنداً لأمته العربية، فالتاريخ لا يعيد نفسه، ولكن مسارات المجد والرفعة يحتاج قطعها إلى تخطيط وصبر وحكمة