تركيا تواصل تغذية صراع قره باغ برغم تحذيرات المجتمع الدولي

عرب وعالم

اليمن العربي

تواصل تركيا تغذية الصراع القائم في إقليم ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان، في وقت يطالب المجتمع الدولي من الرئيس رجب طيب أردوغان بوقف إرسال المرتزقة إلى المنطقة.

 

وكدت كندا على لسان، رئيس الوزراء جاستن ترودو أن بلاده تتحرى معلومات عن استخدام قوات أذربيجان، التي تخوض قتالا ضد القوات الأرمينية، تكنولوجيا كندية للطائرات المسيرة جرى تصديرها في بادئ الأمر إلى تركيا.

 

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر الهاتف، عن الأزمة بين أذربيجان وأرمينيا، داعين إلى إنهاء القتال في المنطقة بشكل كامل.

 

كما أشار الزعيمان الروسي والفرنسي إلى وجود مرتزقة سوريين أو ليبيين أرسلتهم تركيا إلى المنطقة.

 

تركيا من جانبها تنفي إرسال مرتزقة إلى مسرح القتال معلنة أن كل المعلومات التي تدور حول هذا الشأن تعد غير صحيحة، وتقول إن دعمها لأذربيجان يمثل جزءا من المشروع التركي لتوحيد الشعوب الناطقة باللغة التركية.

 

وقال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، إن بلاده تتحرى معلومات عن استخدام قوات أذربيجان، التي تخوض قتالا ضد القوات الأرمينية، تكنولوجيا كندية للطائرات المسيرة جرى تصديرها في بادئ الأمر إلى تركيا.

 

وكانت جماعة "بروجكت فلاوشيرز" الكندية لمراقبة الأسلحة قالت إن مقطعا مصورا لضربات جوية نشره سلاح الجو في أذربيجان يشير إلى أن الطائرات المسيرة مجهزة بنظم تصوير واستهداف من إنتاج "إل.ثري هاريس ويسكام"، وهي الوحدة الكندية التابعة لشركة إل.ثري هاريس تكنولوجيز.

 

وتدعم تركيا أذربيجان التي تخوض قواتها قتالا منذ نهاية سبتمبر/أيلول على إقليم ناغورني قرة باغ المتنازع عليه.

 

وتؤكد مصادر مختلفة عكس تصريحات تركيا تمامًا، حيث تم تداول صورا لمرتزقة سوريين تم إرسالهم إلى ناغورني قره باغ.

 

وتشير المصار إلى أن هؤلاء المرتزقة الذي دفعهم النظام التركي هم الذين ذهبوا من سوريا إلى ليبيا، والمقدر عددهم بالآلاف.

 

 ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحقيقًا يقول إن المتمردين السوريين تم تعيينهم من قبل شركات تركية، مع مهمة الانضمام للمنطقة لشن الحرب هناك.

 

ويوضح المختصون أن الفائدة من ذلك أن هؤلاء المرتزقة سيسمحون للرئيس التركي أردوغان بالتواجد في أذربيجان دون تقديم جيشه.

 

ليس كل شيء، فتركيا متهمة أيضا من قبل الأرمن بإرسال طائرات مقاتلة لمسرح القتال في قره باغ.

 

واتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، الجمعة، تركيا "بالتقدم مرة أخرى على طريق الإبادة الجماعية".

 

وقال باشينيان: "جيش أنقرة يقود بشكل مباشر هجوما لقوات أذربيجان على القوات الأرمينية حول إقليم ناغورني قرة باغ".

 

وأضاف لصحيفة "لو فيجارو": "الوضع أخطر بكثير (من الاشتباكات السابقة في عام 2016). سيكون من الأنسب مقارنته بما حدث في عام 1915 عندما قُتل أكثر من 1.5 مليون من الأرمن في أول إبادة جماعية في القرن العشرين".

 

من شأن التدخل العسكري التركي المباشر في صراع القوقاز أن يشكل نقطة تحول رئيسية وتدويل للصراع.

 

وتنشط نشطة للغاية في هذا الصراع، كما أنها الدولة الوحيدة التي لم تطلب وقف إطلاق النار.

 

ومنذ بدء الأعمال العدائية، لم تتوقف أنقرة عن الإدلاء بتصريحات مثيرة للقلق حيث قالت: "نعم، ستفعل تركيا ما هو ضروري إذا طلبت منها أذربيجان مساعدة عسكرية، نعم، تركيا عازمة على مساعدة أذربيجان في استعادة أراضيها المحتلة، نعم تركيا تدعم أذربيجان".

 

وترجع إبادة الأرمن إلى عام 1915 إبان انهيار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

 

وقامت حينها الدولة العثمانية المنهارة بتهجير أجداد الأرمن وقتلهم، وتقدر أعداد الضحايا في هذه الأحداث بنحو 1.5 مليون أرميني، كما تصنف أكثر من 20 دولة المجزرة التي ارتكبها الأتراك بـ"الإبادة".

 

ووفق المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي، كان الجنود العثمانيون يقيدون الأرمن ويأخذونهم خارج المدينة حفاة وشبه عراة، وحال تسنح لهم الفرصة يعمدون إلى ذبحهم ثم يختطفون نساءهم وأطفالهم ويجهزون عليهم سحلا أو حرقا أو عبر تركهم لأشهر بلا أكل حتى تنهشهم الأوبئة والأمراض، فيقضون جراء ذلك.

 

وخلال السنوات الأخيرة، توالت الاعترافات الدولية بمجازر الأرمن، مؤكدة أن تلك المذابح على يد العثمانيين "جريمة ضد الإنسانية