"العالمي للمجتمعات المسلمة" يناقش دور الشباب في تعزيز السلم المجتمعي

عرب وعالم

اليمن العربي

نظَّم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الأحد، المؤتمر الافتراضي "دور الشباب في تعزيز السلم المجتمعي"، بمشاركة نخبة من الشباب من مختلف دول العالم.

 

وناقش المؤتمر، الذي عقد عبر تطبيق "زووم" ومواقع التواصل الاجتماعي للمجلس، آليات وسبل تعزيز دور الشباب في تحقيق الرخاء والتعايش والسلام المجتمعي في دولهم.

 

 

وفي كلمته الافتتاحية والتأطيرية للمؤتمر الافتراضي، قال الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إنه لا يمكن لأي مجتمع أن ينعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلم الاجتماعي، لأن السلم ضرورة من ضرورات وبقاء وتماسك وتنمية المجتمعات ولا يتحقق السلم بجهد الدولة فقط بل بتضافر جهود كل مكونات المجتمع.

 

ودعا النعيمي إلى ضرورة أن يكون للمجتمعات المسلمة دور أساسي وريادي في تعزيز السلم الاجتماعي، وإلى الاهتمام بالشباب وإيجاد بيئة تحتضنهم وتمكنهم من أداء دورهم الإيجابي وإبراز أهمية الوعي العام لدى الشباب ومنحهم الدور المهم حفاظا على المجتمع المسلم.

 

وأشاد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة كذلك بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لدوره في التعامل مع المرحلة التي يمر فيها المجتمع المسلم في فرنسا وأوروبا.

 

وأكد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدد ثقته بالمجلس، وهذه رسالة علينا أن نتلقاها بإيجابية ونستثمرها كفرصة لتعزيز دور المسلمين في تحمل مسؤولياتهم بالمجتمع الفرنسي ككل.

 

بدوره، أكد الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، أن التغيير المجتمعي السلمي والإصلاح الديني يتحقق بمنح الثقة في قدرات الشباب، وأنه لا فرصة لإبعاد الشباب عن صناعة القرار وشراكة الابتكار الدافعة بتعزيز قيم السلم، حيث أكسبت المنجزات الشبابية الطموحة العالم قناعة وشجاعة في وضع الشباب بالميادين الفاعلة والناهضة بمجتمعاتهم.

 

وأوضح أن فئة الشباب نخبة مميزة قادرة على التأسيس للعيش المشترك، لأن الشباب والسلم سيان في التأثير والتطور، ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض بدونهما.

 

وشدد على أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يثمن دور الشباب في تجاوز العقبات واغتنام الفرص.

 

وبدأت جلسات المؤتمر بإدارة ليا محموتوفا، رئيسة اتحاد المرأة المسلمة لدول البلطيق في إستونيا.

 

ووصف زكريا بن محمد، أمين عام اتحاد الشباب المسلمين في كمبوديا، في كلمته المعنونة "الشباب والتعايش السلمي من منظور المجتمع الكمبودي"، السلام بالأوكسجين، ومن دونه لن نعيش ولا قيمة للرخاء والتنمية دون سلام.

 

وأكد أن السلام أمر مهم في كمبوديا، وحكومة بلاده تضعه كأولوية في سياستها، داعياً لتعزيز وترسيخ السلم المجتمعي أكثر وإرساء القيم.

 

وأوضح أن المجتمع المسلم في كمبوديا (%5 من السكان) ينعم بالأمن والسلام في ظل القوانين الناظمة، ويبني الدولة ويدافع عن الوطن، فضلا عن أنه متناغم بالتعايش مع البوذية والمسيحية، ويحافظ على السلم المجتمعي من خلال تنظيم البرامج التعليمية، وإرساء الحوار الديني.

 

من جانبه، قال ديمتري شوبين، رئيس مركز الشراكة الاستراتيجية للتعاون بين الثقافات في روسيا، إن بلاده ليست غنية بمواردها فقط، بل بشعوبها كذلك.

 

واستشهد بتجارب دول شمال القوقاز كنموذج لتعزيز السلم بين الأديان والأعراق، حيث تعكف داغستان على بناء مسجد باسم "مسجد النبي عيسى"، فيما تعتبر الشيشان مثالا لامعا عن السلام والأمان والرخاء الاقتصادي.

 

وأكد في كلمته بعنوان "دور الشباب الروسي في إطار المشاريع الاجتماعية"، أن المجتمع المسلم في روسيا لديه فرصة لإظهار قدراته لمصلحة المجتمع والوطن الأم من خلال مبادرات الشباب المسلم في تعزيز السلم المجتمعي، مثل صندوق دعم الثقافة في روسيا، ومبادرات الشباب في توزيع الطعام ودعم الأسر وغيرها.

 

ووجه ديمتري شوبين الشكر والتقدير للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ممثلا برئيسه الدكتور علي راشد النعيمي، على اهتمامهم بالشباب وتمكينهم.

 

وأشارت فاطمة كراج، رئيسة مكتب المرأة في الجالية الألبانية في ألبانيا، في كلمتها بعنوان "الاستثمار في الشباب لتعزيز السلام العالمي.. نموذج الجالية الألبانية المسلمة"، إلى أهمية الشباب كعنصر مهم في إيجاد الحلول للتحديات والنزاعات الدولية والإسهام في تعزيز السلم المجتمعي.

 

ودعت كراج الشباب إلى تعزيز السلم بدءا من الأسر والاستشعار بحس المسؤولية، والمشاركة في الأنشطة الإنسانية وتبني القيم الإنسانية والإسلامية ونشر السلام.

 

ولفتت إلى أن الشباب يتصدرون التغيير في المجتمعات ويتغلبون على الأنماط الذهنية بنشر رسالة التسامح، منوهة إلى مبادرات المجتمع المسلم في ألبانيا عبر تعزيز السلم في المجتمع عبر الشباب وتعزيز دور مؤسسات التعليم.

 

كما دعت عائشة عجارة، طالبة محاماة من الجامعة الإسلامية في أوغندا، إلى الاستفادة من قدرات الشباب الابتكارية، ومن عالم الإنترنت والتكنولوجيا، بتعزيز السلام الاجتماعي والعدالة الاجتماعية، وكذلك تعزيز التواصل العالمي بغض النظر عن الجغرافيا وتأسيس شبكة تجعلنا أقرب لبعضنا البعض.

 

وأوضحت في كلمتها الموسومة بـ"كيف يمكن للشباب استخدام الإنترنت لتعزيز العدالة الاجتماعية والسلام؟"، آليات تعزيز السلام والعدالة المجتمعية لدى الشباب من خلال استيضاح المعلومات الدقيقة، ونشر المعلومات الإيجابية وقيم الخير، ونشر ثقافة التسامح، وترسيخ العلاقات الإيجابية، وعدم نشر الأكاذيب.

 

وتحدث تيلا هاريسون هانت، شاب ناشط مسلم من نيوزيلندا، عن تجربة السلم المجتمعي في بلاده التي تعرضت لهجوم إرهابي العام الماضي، مؤكدا الحاجة لتعزيز السلم المجتمعي بالنظر لتحديات الشباب.

 

وأشار في كلمته "استراتيجيات تعزيز السلام الاجتماعي من خلال الشباب"، إلى تحديات الشباب في نيوزيلندا والعالم وهي الجريمة والانتحار والتطرف والهوية.

 

واستعرض استراتيجيات تعزيز السلام الاجتماعي من خلال التعامل الإيجابي ورعاية الشباب، والتعاون مع القيادات الدينية لغرس السلام ومكافحة التطرف، وتدشين الحوار الخاص بالسلم المجتمعي، والتعاون مع المؤسسات الحكومية، والاهتمام بالتعليم بدءا من الأسرة والمجتمع، وكذلك التعامل الإيجابي مع الأديان والاختلافات.

 

المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له ويعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي.

 

ويسعى المجلس من خلال عقد العشرات من المؤتمرات و الندوات و الأنشطة الافتراضية إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته ويرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.