خبير: أردوغان يعيش تحت وطأة هاجس وهمي عنوانه العودة إلى زمن الإمبراطورية العثمانية

عرب وعالم

اليمن العربي

انتقد خبير لبناني سياسات أردوغان معتبراً أنه يريد العودة إلى زمن الإمبراطورية العثمانية.

 

وقال الخبير الاستراتيجي اللبناني والعميد المتقاعد ريشار داغر، نحن أمام حقيقة واضحة، أن الرئيس التركي أردوغان يعيش تحت وطأة هاجس وهمي عنوانه العودة إلى زمن الإمبراطورية العثمانية، وممارسة الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بكل ما فيها من ثروات وموارد للطاقة، إضافة إلى محاولة تشييد زعامة إسلامية تركية عالمية تسعى لقيادة العالم الإسلامي والكلمة الفصل فى جميع النزاعات الإقليمية.

 

وأردف: جميع ممارسات نظام أردوغان سواء من القمع وتقييد الحريات، أو تشديد القيود على حرية التعبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وصولا لإثارة الحروب والنزاعات عبر التدخلات العسكرية في الخارج من خلال سياسات تصادمية، سواء مع اليونان وقبرص أو في الداخل الليبي أو مؤخرا في منطقة القوقاز، كل هذه الممارسات تقع تحت عنوان واحد، وهو الميل الشديد للعودة لزمن الإمبراطورية العثمانية بكل ما تعنيه العودة.

 

تحول جذري في السياسات التركية

 

داغر شدد أيضا على أن سياسات أردوغان في هذا المجال تشكل تحولا جذريا في السياسات التي اعتمدها جميع القادة والسياسيين الذين حكموا تركيا منذ عام 1923 وحتي اليوم، والتي كانت سياساتهم ترتكز على الابتعاد عن كل ما يذكر الإمبراطورية العثمانية وتحولت معهم البلاد إلى دولة علمانية ذات توجهات غربية عصرية.

 

ونوه الخبير الاستراتيجي اللبناني إلى أن تركيا استطاعت في وقت سابق أن تمارس أدوارا هامة، خاصة عندما كانت تتماشي مع التوجهات الغربية، لا سيما أنها عضو فاعل في حلف شمال الأطلسي، وكانت نقطة ارتكاز أساسية في الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.

 

واستدرك: "لكن اليوم تغير كل ذلك وأصبحنا نرى أنقرة تنفصل عن مسارها الذى تأسس بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، لتأخذ منحى مختلفا تتواجه فيه مع العالم والقوى الكبرى، وتعمل على زعزعة الاستقرار كما نرى فى ليبيا، ومناطق الغاز".

 

وذكر موقع "غريك سيتي تايمز" مؤخرا أن "ميتين غلونك"، النائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، نشر تغريدات تدعو إلى "تركيا الكبرى" تمتد من جبال كردستان وشمالي سوريا إلى ليبيا، مرورا بتونس التي تشكل بوابة أوروبا بالضفة الجنوبية للمتوسط، مع إسناد توفره الدوحة التي تتخذها أنقرة قاعدة بوجه دول الخليج، وأخرى في الصومال على مقربة من باب المندب بالبحر الأحمر، كما يشمل المشروع التوسعي أيضا اليونان وقبرص.

استفزاز لأوروبا والغرب

 

ورأى داغر أن المنحى الذى يعتمده أردوغان منذ سنوات وحتى اليوم باتت دلائله واضحة في أكثر من مجال، وأبرزها تحويل الكنائس التاريخية في تركيا إلى مساجد، وتمثلت الخطوة الأولى في تحويل كنسية آيا صوفيا وكنيسة شورى في إسطنبول، وفي هذا الإجراء ما يشكل استفزازا للمشاعر المسيحية لأوروبا والغرب.

 

وزاد: من الدلالات التي تقدم عليها السياسات الاستفزازية لأردوغان استقباله مؤخرا وفدا من حركة حماس في لحظة الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، كأنه بذلك يثير العقبات والمشاكل مجددا فى وجه الولايات المتحدة.

 

وحول دافع العودة إلى ما وصفه بـ"النظام العثماني البائد"، قال "أردوغان يحاول إنقاذ شعبيته المتدهورة في الداخل التركي، تحت وطأة الانهيارات الاقتصادية والمالية التي تعاني منها البلاد".

 

وأكد داغر أن "المغامرات التركية تهدف إلى تعزيز الموارد التركية، لأن مشروعه الإمبراطوري يتطلب موارد هائلة لا يستطيع أن يؤمنها في ظل الأوضاع التي تعاني منها تركيا، إلا بالدخول لعالم النفط والغاز".

من يردع تركيا؟

 

وردا على سؤال من يردع تركيا؟ أجاب داغر: "هناك قوى إقليمية ترفض الدور التركي الحالي وسوف تتصدى له، علاوة على الدور الأوروبي الحازم والحاسم الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي مؤخرا والنبرة العالية في وجه أردوغان ما أجبره على التراجع عن التنقيب في المياه اليونانية، ثم القوى العظمى مثل أمريكا والتي لن تسمح للنظام الأردوغاني في تركيا بتجاوز الحدود المسموح له بها".

 

ودلل داغر باجتماع أخير لوزيري الخارجية الأمريكي واليوناني، اتفقا خلاله على تعزيز التعاون الاستراتيجي فيما بينهما في رسالة موجهة مباشرة ضد أردوغان، وقبلها بأسابيع رفعت الولايات المتحدة الحظر ضد تصدير الأسلحة إلى قبرص بعد عقود طويلة من ممارسة هذا الحظر.

 

وتابع الخبير اللبناني "هناك أيضا قرار بوقف تصدير محركات للطائرات التي تستعملها تركيا لصناعة المروحيات، وهناك عدة خطوات واضحة للعلن بدأت تتخذ، من جانب القوى العربية والأوربية وأمريكا".

 

وأردف "تقود كل هذه العوامل إلى استنتاج بأن مشروع أردوغان الإمبراطوري الواهم سيمنى بهزيمة بالغة ولن يكتب له النجاح".

 

وكان الاتحاد الأوروبي أعطى تركيا إنذارا نهائيا في نهاية أغسطس/آب الماضي بسبب عمليات التنقيب، مهددا بفرض عقوبات إضافية.

 

ولم يسبق أن توحدت المواقف الدولية في انتقاد تركيا كما حصل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إذ تعرضت أنقرة لأكبر كم من الانتقادات بسبب سياساتها وانتهاكاتها