محلل: تركيا–أردوغان تعيش في وهم الماضي أكثر من الحقائق على أرض الواقع

عرب وعالم

اليمن العربي

اعتبر محلل سياسي، أن (تركيا–أردوغان) تعيش في وهم الماضي أكثر من الحقائق على أرض الواقع.

 

وقال الدكتور منذر الحوارات، المحلل السياس الأردني، في قراءته لأسباب ودوافع التوجه التركي الحالي، إن تركيا خلال النصف الثاني من العقد الأخير تحاول أن تصعد كقوة إقليمية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، عقب الفراغ "الجيو سياسي" الذي تركه الخروج الأمريكي.

 

وأضاف في تصريحات وفقا لـ"العين الإخبارية": "تعتقد أنقرة أنها من القوة والإمكانات ما يؤهلها لنشر نفوذها ووجودها في أكثر من موقع بمنطقة الشرق الأوسط، وأجزاء عديدة من أفريقيا، لأنها تدرك المميزات التي ستتمتع بها هناك فيما لو حققت سيطرتها".

 

كما تسعى أنقرة، بحسب الخبير "الحوارات"، لأن يمتد نفوذها لآسيا الوسطى ومنطقه القوقاز لتحقيق أهداف اقتصادية، بعد إذكاء الصراع في المنطقة عبر تقديم الدعم الكبير لأذربيجان في مواجهة أرمينيا، حيث إن الصراع قريب جدا من مناطق حيوية تمر بها أنابيب النفط إلى روسيا، وتمر منها خط سكة حديد فيما يسمى طريق الحرير.

 

أكد "الحوارات" أن (تركيا–أردوغان) تعيش في وهم الماضي أكثر من الحقائق على أرض الواقع، حيث تحاول أن تصعد كلاعب دولي كبير تحت زعم أنها وريثة الإمبراطورية العثمانية، وهو ما دلل عليه ما رافق مشهد تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، والذي حاولت من خلاله أن تقطع مع الأتاتوركية وأوروبا، وتعيد الوصل والصلة بماضي الخلافة العثمانية لإعادة إحيائها.

 

وينوه المحلل السياسي الأردني إلى أن إيقاظ وهم الخلافة لن يكون في مصلحة ما تقول تركيا إنه حلمها، لأن الإرث العثماني محمل بالدماء بشكل كبير، وهو ما سوف يخلق جبهة كبيرة مضادة لها، وهذا ما يجري الآن بعد اتساع دائرة المعادين لأنقرة.

 

 

وحذر "الحوارات" من أن التمدد المبالغ فيه لتركيا سيؤدي لعواقب قد تؤدي لإشعال المنطقة، والدخول في مواجهات عسكرية، وهو ما بدى واضحا من التصعيد المتبادل بين تركيا واليونان والتي كادت أن تصل إلى الحرب وحافة الهاوية.

 

وفي تفسيره للعوامل التي أغرت نظام أردوغان على التوسع المفاجئ خارجيا، قال "الحوارات": "تحاول أنقرة استغلال غياب الدولة الوطنية، والانقسامات والصراعات الداخلية في عدد من دول المنطقة، فضلا عن غياب الردع الدولي، وهو ما ساعد الأخيرة على التدخل وفرض إرادتها ونفوذها على غرار ما جرى من تدخلات في ليبيا وسوريا".

 

ومما ساهم في توغل أنقرة بشرق البحر المتوسط ما وصفه "الحوارات" بحالة "التغاضي والتلاهي الأمريكي، وهو ما يصعب الأمور ويعطي لأردوغان دورا كبيرا في المنطقة.

 

وتساءل: إزاء الحلم التركي في استعادة أوهام الخلافة إلى أي مدى سترضى أو تقبل الأطراف الدولية بدور تركي متنامٍ يوقظ التاريخ ومشاعر الحقد التاريخية بينها وبين أوروبا خاصة؟