صحيفة أمريكية : أردوغان المتهور يؤجج صراع أذربيجان وأرمينيا

عرب وعالم

اليمن العربي

ألقت صحيفة "واشنطن بوست"، الضوء على التدخلات التركية الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، معتبرة أنها تؤجج القتال الدائر بين البلدين، والذي كان مجمداً منذ عقود.

 

وبحسب الصحيفة، تسبب انهيار الاتحاد السوفيتي في اندلاع سلسلة من الحروب الحدودية في أوراسيا، والتي تركزت في النزاع الأكثر دموية في ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة جبلية يقطنها الأرمن داخل أذربيجان.

 

وبعد أن طردت القوات الأرمينية الأذريين من المنطقة واستولوا على الأراضي المجاورة، أدى وقف إطلاق النار لعام 1994 إلى خلق أحد "الصراعات المجمدة" التي تطارد منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي.

 

الأسبوع الماضي، بعد سنوات من الهدوء، اندلع القتال مرة أخرى، مع احتمال كبير جداً لتجدد المذابح التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وتعطيل إمدادات الطاقة الأوروبية، وجذب القوى المجاورة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه "كما هو الحال دائماً، هناك روايات متضاربة حول الجهة التي بدأت إطلاق النار. ولكن ما يبدو واضحاً هو أن حاكم أذربيجان الأوتوقراطي إلهام علييف، شن هجوماً لاستعادة الأراضي التي فقدتها بلاده في التسعينيات، ويفعل ذلك بدعم مباشر من تركيا".

 

واعتبرت واشنطن بوست أن تركيا تنفذ "مناورة طائشة تعكس تقلص نفوذ الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب والطموحات المتزايدة لنظيره التركي رجب طيب أردوغان".

 

وأوضحت الصحيفة "كانت تركيا ذات يوم حليفاً موثوقاً به في حلف شمال الأطلسي، يلتزم بالأولويات الاستراتيجية للغرب. لكن في السنوات الأخيرة الماضية، سعى أردوغان بشكل متزايد إلى تحويل بلاده إلى قوة جيوسياسية قائمة بذاتها، حتى في الوقت الذي قام فيه بتفكيك ديمقراطيتها".

 

وتابعت "في الأشهر القليلة الماضية، زودت أنقرة بالعتاد والمقاتلين والمرتزقة جانب واحد من الحرب الأهلية الليبية. ورفعت خطر نشوب حرب مع اليونان بشأن المياه المتنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وتدخلت لصد محاولة من قبل الحكومة السورية لاستعادة محافظة إدلب الشمالية".

 

وأضافت الصحيفة "الآن يقدم أردوغان دعمه الكامل للهجوم الأذربيجاني، بينما يطالب أرمينيا بالانسحاب من ناغورنو كاراباخ. وفقاً لفرنسا وروسيا، بالإضافة إلى تقارير مستقلة من قبل وكالات إخبارية، نقلت تركيا مئات المرتزقة السوريين إلى ساحة المعركة، وبحسب التقارير، قامت طائرة تركية من طراز F-16 بإسقاط طائرة حربية أرمينية يوم الثلاثاء".

 

ولفتت إلى أن "مبادرة أردوغان، أجتت الخلاف مع روسيا، التي لديها قاعدة عسكرية في أرمينيا وتعهدت بالدفاع عنها من أي عدوان. وتجاهل هو وعلييف حتى الآن الدعوات لوقف إطلاق النار من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، في بيان مشترك. ورعت هذه الدول الثلاث محادثات السلام بين أرمينيا وأذربيجان لسنوات، لكن علييف قال ، إن "أي عملية تفاوض غير واردة"، بسبب ما قال إنها "مطالب غير مقبولة من أرمينيا".

 

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول: "ليس من الواضح إلى أي مدى ستذهب روسيا لوقف الهجوم التركي الأذري. لكن من مصلحة الولايات المتحدة وقف القتال واستئناف المفاوضات. سيتطلب ذلك كبح جماح علييف وأردوغان وطموحاتهما المبالغ فيها. يجب على ترامب، الذي كان معجباً صريحاً بالرجل التركي، أن يطلب منه التنحي"