تناقضات أردوغان تكشف مصداقية خطاباته ومزاعمه

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت تناقضات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مصداقية خطاباته ومزاعمه، حيث صرح قبل سنوات أنه تعرض للتعذيب في سجن يتريس عام 1979، مع أن السجن لم يشيد إلا بعد عامين من التاريخ المزعوم.

 

وقال أيضا إنه تخرج في جامعة مرمرة في 1981، رغم أن الجامعة نفسها لم تكن موجودة في ذلك الوقت، في تضارب منح الأتراك قناعة راسخة بأن تناقض الرجل مع نفسه سينعكس حتما على إدارته للسياسة الخارجية للبلاد، وهذا ما حصل بالفعل.

 

حروب كلامية وتصريحات غير مسؤولة فضحت الضياع في الخطاب وهشاشة بدت عاجزة عن تحمل تبعات الألغام والأشواك السياسية التي يزرعها في كل مكان، لتكون النتيجة فوضى كلامية بعيدة عن الاتساق، مغرقة في التناقض.

 

وخلال مشاركته بافتتاح الدورة التشريعية الـ27 للبرلمان التركي، ألقى أردوغان كلمة ناقض كل سطر فيها الآخر تقريبا، حيث هاجم منطقة الخليج، مستثنيا قطر حليفته، قبل أن يعود ليشيد بمناقب أمير قطر الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

 

وبعد فقرات مشحونة بذات التضارب، أكد أردوغان بشكل علني حلمه بعودة الاحتلال إلى الجزيرة العربية، في تأييد لتقارير إعلامية بدأت أبواقه الإعلامية، منذ أشهر، بالترويج لوهم جديد يخطط لبدئه من اليمن عبر حزب الإصلاح الإخواني.

 

تلويح بالاحتلال يفضح النوايا الحقيقية لرئيس لطالما زعم تنديده بجميع أشكال الاستعمار، ويؤكد أن جميع الشعارات التي تضج بها خطاباته ليست سوى بروباغاندا (دعاية كاذبة) يفترشها طريقا لاستعادة وهم الامبراطورية الضائعة.

 

وحين وقعت الإمارات وإسرائيل معاهدة سلام مؤخرا، قامت الدنيا ولم تقعد في أنقرة، وخرج أردوغان وحاشيته بتصريحات مستنكرة لم تمنح نفسها حتى فرصة إلقاء نظرة على التاريخ القريب.

 

فأردوغان المستنكر ليس سوى الرجل نفسه الذي هاجم إسرائيل عقب اغتيال زعيم حركة حماس أحمد ياسين فى 2004، ولكنه في نفس العام نفذ تدريبا عسكريا مشتركا مع إسرائيل.

 

هو أيضا نفس الشخص الذي هاجم شيمون بيريز بمؤتمر دافوس 2009 في سويسرا، وانسحب من الجلسة غاضبا، ولكنه أرسل لاحقا وفدا يستجدي رضا إسرائيل، ويؤكد حرص أردوغان على علاقة جيدة جدا مع تل أبيب.

 

وقال أردوغان إنه لم يكن على علم بالانقلاب المزعوم في 2016، وإن صهره هو من أخبره، كما زعم أنه لم يتمكن حينها من الاتصال برئيس المخابرات.

 

غير أن رئيس الأركان قال في شهادته أمام البرلمان التركي إن رئيس المخابرات اتصل بقائد الحرس الشخصي لأردوغان لإبلاغه بأمر الانقلاب.

 

وفى عام 2010، بادرت منظمات للمجتمع المدنى لفك الحصار عن غزة وأرسلوا أسطولا بحريا أطلقوا عليه اسم "أسطول الحرية".

 

وانطلقت الرحلة على متن سفينة تركية "مافي مرمرة" لكنها استهدفت بهجوم إسرائيلي أسفر عن مقتل 10 أتراك، ما تسبب في توتر العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب، وقال أردوغان إنه أعطى شخصيا الإذن للسفينة بالانطلاق.

 

لكن، وبتحسن العلاقات بعد سنوات، استاءت عائلات الضحايا، فخرج أردوغان ليقول إن الحادثة لم تكن لتحدث لو أن السفينة حصلت على الإذن قبل الانطلاق.

 

لطالما تبجح أردوغان بين عامي 2004 و2006، بأن تركيا جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير.

 

لكن، وعقب الاحتجاجات التي اشتعلت بالعالم العربي انطلاقا من 2011، قال أردوغان بانفعال، ردا على سؤال صحفي حول تورط أنقرة في المشروع الذي تسبب فى كل هذا الدمار والخراب، إن الاتهام لا أساس له من الصحة ولا يوجد ما يثبت تلك التصريحات