مقاتل سوري يفضح الدور التركي بأذربيجان

عرب وعالم

اليمن العربي

عرضت عليه تركيا وظيفة للحراسة في أذربيجان، فقبل أملا بوضع مادي أفضل، لكنه وجد نفسه متمركزا بخط النار في إقليم ناغورنو قره باغ، عالقا وسط صراع لا يعرف حيثياته ولا أطرافه.

 

هذه شهادة لمقاتل سوري جندته شركة أمنية تركية، تؤكد أن دور أنقرة في الحرب الراهنة بين أذربيجان وأرمينيا بلغ حد الدعم عبر المرتزقة، تماما كما فعلت في سوريا وليبيا، ما يفند الرواية التركية.

 

تضمنت الشهادة تفاصيل إرسال المقاتل لدعم الجبهة الأذرية بالإقليم المتنازع عليه، وترجمت التدخل التركي السافر في أحدث فصول الصراع الأذري الأرميني.

 

خداع

 

بدورها، صحيفة "الجارديان" البريطانية اعتبرت أن إرسال ألف مقاتل سوري يعملون لصالح شركة أمن تركية خاصة، فضلًا عن دعم أنقرة الصريح لأذربيجان ضد أرمينيا في أسوأ قتال بين الدولتين المتجاورتين منذ عام 1994، يهدد بزعزعة الوضع الراهن في القوقاز.

 

وفي وقت سابق، قال سوريون بمحافظة إدلب للصحيفة البريطانية إن قادة عسكريين ووسطاء زعموا أنهم يمثلون شركات أمنية تركية، عرضوا عليهم العمل في حراسة مراكز المراقبة ومرافق النفط والغاز في أذربيجان بعقود تمتد لفترة ثلاثة أو ستة أشهر.

 

وعرضوا عليهم مبالغ مالية بقيمة 10 آلاف ليرة تركية شهريًا (ألف جنيه إسترليني)، وهو مبلغ مالي ضخم بالنسبة لسوريين عالقين داخل عقد زمني من الحرب والفقر.

 

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصطفى خالد، الذي طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي كونه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام، إنه سجل في تلك المهام يوم 18 سبتمبر أيلول الماضي.

 

وأضاف أنه يتمركز حاليا بمنطقة تتعرض لقصف متواصل منذ الأحد الماضي.

 

خالد (23 عامًا)، القادم من مدينة إدلب، أوضح أنه سافر ضمن وحدة تتألف من ألف سوري من فرق السلطان مراد وسليمان شاه والحمزة المدعومة من تركيا، والتي غادرت، قبل أكثر من أسبوع، معبر حوار كلس الحدودي مع تركيا إلى قاعدة عسكرية في غازي عنتاب.

 

وفي اليوم التالي، توجهوا إلى إسطنبول ثم إلى أذربيجان على متن طائرات شحن عسكرية، في رواية أكدتها بيانات موقع "فلايت رادار"، الذي يتتبع تحركات الطائرات، فضلًا عن صور وإحداثيات المواقع حصلت عليها "الجارديان".

 

ويبدو أن السوريين الذين أرسلوا إلى الإقليم المتنازع عليه كانوا يرتدون الزي الأزرق اللون، الذي يعتبر أمرًا معتادًا بالنسبة لحرس الحدود الأذري، وفق المصدر نفسه.

 

واستطرد خالد يروي تفاصيل قصته: "كنت مترددًا في المجيء إلى هنا في البداية؛ لأنني لم أمتلك أدنى فكرة عن هذه الدولة ولا أتحدث لغتها. علمت أن هناك اشتباكات بين البلدين، لكني لم أكن أعرف أنني قادم إلى ساحة حرب. كنت أعتقد أنه مجرد عمل في الحراسة".

 

وأضاف: "جئت إلى هنا لجني المال وللحصول على حياة كريمة في سوريا حيث ظروف الحياة هناك بائسة. أعتبر هذه وظيفة، ولا شيء آخر".

 

وقتل نحو 200 شخص بالفعل خلال الاشتباكات المستمرة بين أذربيجان وأرمينيا، بينهم 10 سوريين على الأقل، و30 مدنيًا.

 

وتنكر تركيا وأذربيجان وجود سوريين في إقليم ناغورنو قره باغ، واتهمتا أرمينيا بإرسال سوريين ومليشيات كردية عراقية إلى المنطقة، لكن دون تقديم دليل على الاتهامات