من مصر إلى أمريكا.. تحول درامي في تطبيق إنستجرام

تكنولوجيا

اليمن العربي

من مصر إلى السويد وأمريكا، مر تطبيق إنستجرام الشهير للصور بتحول درامي في طبيعة مستخدميه وأغراضهم، ليصبح سلاحا في أيدي أصحابا القضايا الإنسانية العميقة.  

 

كانت صور الشواطئ والأطباق الشهية تترك مساحة قليلة للشعارات البيئية والنسوية عبر "إنستجرام"، غير أن حركة مناهضة العنصرية ووباء كوفيد-19 سرّعا تحوّل الشبكة إلى منصّة محببة لدى الناشطين بعد عشر سنوات على إطلاقها.

 

مصر 

 

 في مصر، شكّل حساب على "إنستجرام" بعنوان "أسالت بوليس" ("شرطة التحرش") شرارة انطلاق حركة نسوية ضد التحرش الجنسي، خصوصا من خلال نشره شهادات من ضحايا هذه الارتكابات الشائعة في البلاد.

 

ويفيد الناشطون والجمعيات خصوصا من تنوع الأدوات التي تقدمها "إنستجرام"، ومن إمكانية نشر منشورات بنسق "طويل" تتيح لهم على سبيل المثال عرض سلسلة أفكار وحجج مختلفة لدعم قضاياهم.

 

أمريكا

 

أما في أمريكا، فتقول ريبيكا ديفيس التي أنشأت سنة 2016 حساب "رالي أند رايز" المخصص للالتزام السياسي في القضايا اليومية "شعر مستخدمون كثر ببعض الازدراء إزاء فكرة نشر صورة كوب من العصير لدى التفكير بما يحلّ بالناس من البطالة والأمراض والعنصرية وما إلى ذلك".

 

وخلال الأشهر الماضية، ازداد عدد متابعيها بأكثر من الضعف، من 10 آلاف إلى 24 ألفا.

 

وتوضح الشابة المتحدرة من نيويورك "الأمر لا يعني أننا لم نعد قادرين على نشر صور جميلة، لكن بات هناك بحث عن التوازن".

 

وفي مايو/ أيار الماضي، أثار مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد خنقا تحت ركبة شرطي أبيض، موجة تظاهرات في الولايات المتحدة رفضا للعنف الممارس من جانب الشرطة والتمييز العنصري المستمر حتى اليوم.

 

وبالموازاة، انعكست تدابير الحجر المتصلة بوباء كوفيد-19 ازديادا كبيرا في الوقت الذي يمضيه المستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي. وعلى مشارف الانتخابات الأمريكية وفي ظل انتشار الأخبار الكاذبة، "يتوق الناس بشدة إلى نصائح وإرشادات للتحرك"، وفق ريبيكا.

 

وقد تكاثرت أيضا في الفترة الأخيرة الدعوات لتوقيع العرائض أو تقديم التبرعات أو توجيه رسائل نصية إلى هواتف المسؤولين.

 

وسلّم مشاهير بينهم هيلاري كلينتون وكورتني كارداشيان إدارة حساباتهم مدة 24 ساعة لشخصيات من الأمريكيين السود بهدف إيصال صوتهم على نطاق أوسع.

 

وتقول إميلي باترسون المسؤولة عن شبكات التواصل الاجتماعي في منظمة "إيه سي أل يو" النافذة للدفاع عن الحقوق المدنية، إن "إنستجرام أداة أكثر فعالية في التعبئة السياسية من المنصات الأخرى".

 

هذه الإمكانات السياسية لتطبيق تشارك الصور الذي تخطى عدد مستخدميه المليار في 2018، لم تُكتشف في 2020.

 

فقد شكّل العام 2016 منعطفا أول في هذا المسار مع إطلاق خاصية القصص (ستوريز)، وهي منشورات تزول تلقائيا بعد 24 ساعة. وقد أضافت الشبكة تدريجا أدوات لتشارك المضامين.

 

كما أن أفراد الفئات المستهدفة بصورة خاصة من الحركات السياسية، وهم المراهقون والبالغون الشباب، ناشطون بقوة عبر "إنستجرام".

 

السويد

 

واستقطبت الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ من أجل المناخ آلاف الشباب من حول العالم دعما لكفاحها، خصوصا عن طريق "إنستجرام".

 

وقد أظهرت "إنستجرام" فعالية في حشد مزيد من الداعمين للقضايا البيئية، وهو ما تجلى بعد انتشار صور دببة قطبية تخسر موائل عيشها الطبيعية أو حيوانات كوالا مصابة بعد حرائق أستراليا.