أطماع الرئيس التركي تطيل أمد الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

عرب وعالم

اليمن العربي

رجح جايدز ميناسيان، الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية بباريس، أن تستمر المواجهات بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناغورني قره باغ لفترة طويلة هذه المرة، بسبب دور تركيا الذي يشعل الوضع بالقوقاز.

 

وقال ميناسيان خلال مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، إن أطماع تركيا في القوقاز، واعتبارها أن هذه المنطقة تابعة لها بحكم انتماء هذا الجزء من القوقاز للإمبراطورية العثمانية السابقة، يجعلها تواصل إشعال نار الحرب.

 

وأضاف، أن تركيا تريد من أذربيجان ألا توقف القتال، لأهدافها التوسعية، فهي ترغب في السيطرة على تلك المنطقة. 

 

وحول موقف روسيا من الصراع في ناغورني قره باغ، قال ميناسيان: "تشعر روسيا بالحرج لأن الأحداث تجري على أراضي الاتحاد السوفيتي السابق.

 

 

وتابع، تلك الأوضاع جعلت أمام روسيا سيناريوهين، إما أن تقرر التعاون مع تركيا، أو تقترب من مجموعة "مينسك" المسؤولة عن إيجاد حل مع فرنسا والولايات المتحدة وفي هذه الحالة تعارض تركيا وجهاً لوجه.

 

وعن أهمية إقليم ناغورني قره باغ لتركيا، قال، الأستاذ بمعهد الدراسات السياسية بباريس، إن أنقرة تسعى أن يكون هناك تقارب مع أذربيجان وإيران، عبر هذا الإقليم.

 

 

واليوم الخميس، استخف الرئيس أردوغان، بالجهود الدولية لوقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ، حيث المواجهات الدامية بين أذربيجان وأرمينيا.

 

وخروجا عن المنطق والأعراف الدولية، التي ترتكز على وأد الصراعات بين الدول، اعترض أردوغان على "اشتراك الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في منطقة القوقاز".

 

ولطالما يجاهر أردوغان بعدائه لأرمينيا، وخلال الصراع المشتعل حاليا، سكب الزيت على النار، داعما أذربيجان تارة، وداعيا أرمينيا إلى إنهاء ما وصفه بـ" باحتلالها لأراضي أذربيجان" تارة أخرى، نافخا سمه بالصراع المشتعل الذي أودى بحياة أكثر من 30 ألف شخص حتى الآن.

 

بل تمادى الرئيس التركي في أحقاده بتصريحات مليئة بالتوتر والعدائية لأرمينيا، وحديث لا يخلو من الشر ولغة التهديد والوعيد، مؤكداً أن أذربيجان "باتت مضطرة إلى حل مشاكلها بنفسها شاءت أم أبت.. تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان بكل الإمكانيات".

 

وواصلت تركيا في سكب الزيت على نار الأزمة، بمطلب وزير الدفاع التركي خلوص أكار، لدولة أرمينيا، قائلاً: "يجب أن توقف أرمينيا هجماتها على الفور وتعيد المرتزقة والإرهابيين الذين أتت بهم من الخارج وتنسحب من أراضي أذربيجان".

 

الدعم التركي لأذربيجان، الذي نفاه وبشكل قاطع أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لم يتوقف عند حد التصريحات العدائية أو مساعي أنقرة لإشعال الصراع التاريخي بين الطرفين، بل وصل إلى إرسال مرتزقة سوريين موالين لأردوغان للقتال بجانب القوات الأذرية.

 

وتقول أرمينيا عن الدعم التركي لأذربيجان، إن تركيا نقلت نحو 4000 مسلح من شمال سوريا إلى أذربيجان للمشاركة في القتال الدائر حاليا بين باكو ويريفان بشأن إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه.

 

وعبر سفيرها لدى روسيا، فاردان توغانيان، أكدت أرمينيا، أن المسلحين السوريين يشاركون في العمليات القتالية بإقليم ناغورني قره باغ بجانب القوات الأذرية.

 

أما وزارة الخارجية الأرمينية فمن جانبها أكدت تلقي جارتها أذربيجان دعما سياسيا وعسكريا من تركيا، في ظل مواجهات دامية بين البلدين.