فوضى وإهانات في أول مواجهة بين ترامب وبايدن

عرب وعالم

اليمن العربي

عاد كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن إلى حملته الانتخابية بعد مناظرة أولى عكست حدة المعركة وطغت عليها الفوضى مع تبادل الاتهامات والإهانات والهجمات الشخصية قبل 35 يوماً من موعد الاقتراع، وفقا للاتحاد.

 

ورغم الجلبة التي عمت المناظرة، بدا المعسكر الديموقراطي واثقاً من أن أداء مرشحه الذي صمد أمام هجمات ترامب، وقوفاً ومن دون أي استراحة وأثبت أنه ليس «ناعساً» كما يسميه ساخراً الرئيس الأميركي.

 

وهيمنت الإهانات الشخصية التي تبادلها ترامب ومنافسه على مضمون النقاش والملفات التي تناولاها. وأهم النقاط التي اشتبك حولها ترامب وخصمه الديمقراطي في مناظرة مساء أمس الأول، وشملت العلاقات مع روسيا والتعامل مع جائحة كورونا ونزاهة الانتخابات الرئاسية وقضية إصلاح نظام الرعاية الصحة وإنعاش الاقتصاد.

 

واتهم بايدن الرئيس الجمهوري بالتهرب من انتقاد روسيا، ووصفه بأنه «جرو» للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال: «أنا واجهت بوتين وجهاً لوجه، وأوضحت له أننا لن نقبل أيا من هذه الأمور»، متهماً ترامب بأنه «جرو بوتين، هو يرفض أن ينبس ببنت شفة عن المكافآت التي وضعت لقتل جنود أميركيين في أفغانستان»، في إشارة إلى مزاعم الإعلام الأميركي بأن عملاء للاستخبارات الروسية دفعوا أموالاً لمقاتلين قريبين من طالبان لقتل جنود أميركيين.

وكرر ترامب زعمه أن التصويت بالبريد سيؤدي إلى حدوث تزوير، ولم يؤكد بشكل واضح استعداده لقبول نتائج الاقتراع، حيث قال: «آمل أن تكون انتخابات نزيهة، لكن إذا رأيت أنه تم تزوير عشرات الآلاف من استمارات الاقتراع، فلن أتمكن من الموافقة على ذلك». وقال ترامب إنه يتوقع أن تتخذ المحكمة العليا قراراً بشأن الانتخابات وأن تنظر في بطاقات الاقتراع.

من جهته، حث بايدن الأميركيين على وضع خطة للتصويت، وتعهد بأنه لن يعلن الفوز حتى يتم التحقق من صحة النتيجة.

وحول قانون «أوباما كير»، قال بايدن إن «هناك 20 مليون شخص يحصلون على عناية من أوباما كير»، واتهم ترامب بأنه يريد أن يحرمهم من ذلك، مشدداً على أن ترامب ليس لديه أي برنامج.

من جانبه، أكد ترامب أنه قام بتعديل برنامج «أوباما كير» وأنه خفض أسعار الأدوية بنسبة 80%، وأن فريقه وضع إدارة للنظام الصحي بشكل جيد.

وحول مستجدات فيروس كورونا، هاجم بايدن بشدة أسلوب تعامل ترامب مع جائحة الفيروس، قائلاً إن «ترامب أصابه الذعر وتقاعس عن حماية الأميركيين لأنه أكثر اهتماماً بالاقتصاد».

 

وقال بايدن عن ترامب الذي حث الدول على إعادة فتح اقتصاداتها وهون من خطر الوباء «لقد أصابه الذعر أو نظر إلى سوق الأسهم».

 

ورد عليه ترامب بالقول «لقد قمنا بعمل رائع، لكنني أقول لك يا جو، لم يكن بإمكانك أبداً القيام بالعمل الذي قمنا به»، مفترضاً أنه لو كان بايدن رئيساً لمات مليونان وليس 200 ألف أميركي.

ووعد بايدن بأن تخلق خطته الاقتصادية 7 ملايين فرصة عمل وتؤدي إلى نمو اقتصادي بقيمة 1 تريليون دولار أخرى، فيما اكتفى ترامب بالقول إنه في ظل ولايته كان الاقتصاد الأمريكي «الأعظم في التاريخ»، لكنه تضرر من «الطاعون الصيني».

وحسب استطلاعات للرأي، فإن المناظرة بما اتسمت به من حيث الشكل والمضمون، لم تؤثر بشكل يذكر في مواقف الناخبين، وظل بايدن يحتفظ بتقدم طفيف على خصمه الجمهوري قبل نحو شهر من موعد الاقتراع.

ولم تحظ المناظرة الأولى بين ترامب ومنافسه بايدن سوى بمتابعة جمهور أصغر بكثير من الرقم الذي سجل قبل 4 سنوات.

ووفقاً لبيانات أولية فإن نسبة مشاهدة المناظرة جاءت أقل من 2016، إذ تابع نحو 28.8 مليون شخص شبكات البث الرئيسية مثل «إيه بي سي» و«سي بي إس» و«إن بي سي» و«فوكس»، وهو رقم أقل بكثير من عدد الذين شاهدوا المناظرة الرئاسية على تلك الشبكات عام 2016 وبلغ عددهم 45.3 مليون، وذلك حسب رويترز عن البيانات الأولية عن نسبة المشاهدة.

 

وعلقت وسائل إعلام على المناظرة بأنها جاءت باهتة، خلافاً للتوقعات التي كانت تشير إلى أنها ستكون «مناظرة نارية».

 

وقالت شبكة «سي إن إن» الأميركية إن ترامب حول مناظرته الأولى بسباق الرئاسة 2020 إلى «فوضى كارثية»، بينما تحدثت وسائل أخرى عن المشاحنات والتلاسن وتبادل الاتهامات والصراخ الذي ساد المناظرة، ما جعل المناظرة الأولى التي طال انتظارها تتحول إلى فوضى.