"الخليج": الكويت ستتجاوز محنة غياب أميرها

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة إماراتية، في افتتاحيتها بعنوان " أمير الإنسانية. وداعاً" .. صحيح أن الموت حق، ومنتهى كل حيّ، وهو قدرنا وقضاء الله الذي لا يُردّ، لكنه الموت الذي يترك في القلب لوعة وأسى ووجعاً، خصوصاً إذا غيّب قامة تاريخية بحجم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي توفي يوم أمس عن 91 عاماً..

 

وأضافت صحيفة "الخليج"، بوفاة أمير الإنسانية نعزي أنفسنا وشعب الكويت وحكومتها والأمتين العربية والإسلامية، لأن الفقيد لم يكن كويتياً فقط، بل كان عربياً صميماً، وإنسانياً استحق لقبه عن جدارة، إذ كان جسر محبة وخير وتواصل، كرس حياته لخدمة وطنه والأمة العربية والعالم، وكان لدول الخليج العربي ومجلس التعاون نصيب من جهده والعمل من أجل المزيد من منعته ورفعته وتعزيز العلاقات الخليجية في شتى الميادين.

 

و أضافت الصحيفة انه كان للشيخ صباح رحمه الله على طول مسيرته السياسية، كرئيس لمجلس الوزراء ووزير للخارجية، وفي كل المواقع الأخرى التي خدم فيها دولة الكويت منذ العام 1962، إلى أن تولى مقاليد الحكم العام 2006، دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات بين الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكرس حالة استثنائية من العلاقات بين البلدين الشقيقين تقوم على الاحترام المتبادل والود والتفاهم الذي انعكس على كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً أن للكويت أيادي بيضاء في دولة الإمارات منذ ما قبل قيام الاتحاد، وهو دور لا يزال محفوراً بالشكر والامتنان لدى شعب الإمارات.. لذلك كان لغياب الشيخ صباح الأحمد وقع الفاجعة في دولة الإمارات، وبادر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" إلى نعي الفقيد، مؤكداً أن الإمارات "فقدت برحيله زعيماً من أبرز أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته، ودافع عن قضايا العروبة والإسلام بصدق وإخلاص، وكان من رواد العمل الخليجي المشترك وأسهم مع إخوانه القادة في تعزيز مسيرة التعاون لدول الخليج العربية"، وأشار إلى مناقب الفقيد في مجال العمل الإنساني وجهوده في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء "حيث عمل دون كلل على تقوية البنيان العربي وتعزيز تماسكه".

 

كما نعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ووصفه بـ "أبو الكويت الحاني، وقلب الخليج النابض، وأمير الإنسانية النبيل"، كذلك نعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي وصفه بـ "الوالد والقائد العربي الكبير، ورجل الحكمة والتسامح والسلام، وأحد الرواد الكبار في العمل الخليجي المشترك»، وأشار إلى أن مواقفه في خدمة وطنه وأمته والإنسانية «ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال".

 

و اكدت الصحيفة ان مواقف الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه،ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال الكويتية والخليجية والعربية كقائد عربي فذّ كرس حياته للخير والسلام والوئام، فما ترك قضية عربية إلا وكان له دور فيها كعامل خير ووفاق، لأنه كان يرى أن المسؤولية تقتضي العمل من أجل الوطن والأمة وبذل كل جهد لحمايتهما وتعزيز دورهما، وصد الأذى عنهما.

 

وتابعت انه كما يقال "في الليلة الظلماء يفتقد البدر".. كم كنا بحاجة إلى حكمة ودور وحنكة الشيخ صباح الأحمد الصباح في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا والمنطقة، والتهديدات والمخاطر التي تحيق بهما، لكن ما باليد حيلة، فإرادة الله أقوى، ومشيئته أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإذ يعز علينا رحيل أمير الكويت، فلأن حضوره لم يكن عادياً، ولأن هناك ما يربط بين القلب والقلب، إنها المحبة الصادقة. ففي بعض الغياب حضور كثيف فيه صور من الوفاء والصدق..وإذا كان ليس في الفجيعة أقسى من الغياب، وليس في الغياب أوجع من رحيل من تقدّر ومن تحب، فإن رحيل الشيخ صباح الأحمد الصباح سيظل في الخاطر والبال.

 

و عبرت صحيفة الخليج في ختام افتتاحيتها عن الثقة بأن الكويت ستتجاوز محنة غياب أميرها، وستواصل مسيرته.. كما أننا نثق بحسن اختيار الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد، وأن يكون خير خلف لخير سلف