كارثة صافر.. "قنبلة اليمن الموقوتة" أوشكت على الانفجار والخطر يهدد مصر والسعودية

أخبار محلية

اليمن العربي

منذ سنوات عديدة، وتحذر الحكومة اليمنية الشرعية من كارثة تهدد كافة الدول المطلة على البحر الأحمر، وطالبت المجتمع الدولة مرارًا بالتدخل العاجل وإنقاذ الموقف.

الكارثة مركزها مرفأ رأس عيسى النفطي على سواحل اليمن بالبحر الأحمر، ولكن خطرها يتعدى الحدود ليصل إلى السعودية ومصر وإريتريا.

تتمثل الكارثة في خزان "صافر" العائم "المتهالك" قرابة ساحل مدينة الحديدة اليمنية، والذي يحتوي على أكثر من مليون و100 ألف برميل نفطي خام، ووصفته حكومة اليمن بأنه أشبه بـ"قنبلة موقوتة".

 

القنبلة توشك على الانفجار

حذرت المملكة العربية السعودية، مجلس الأمن الدولي، من أن خزان صافر العائم أوشك على الانفجار، أو تسريب كافة محتواه من النفط، ما يحدث كارثة بيئية كبرى.

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، قال عبد الله المعلمي، السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، إن سلطات المملكة شاهدت بقعة نفطية على مسافة خمسين كيلومتراً إلى الغرب من خزان صافر العائم.

وأضاف السفير السعودي في رسالته، لاحظ الخبراء أن أنبوباً متصلاً بالسفينة ربما انفصل عن الدعامات التي تثبته في القاع.

وأشار السفير السعودي، إلى أن خزان صافر وصل لحالة حرجة للغاية، وبات الوضع خطيرًا جدًا ويجب معالجته فورًا، حيث يهدد بكارثة على كل الدول المطلة على البحر الأحمر، وخاصة اليمن والسعودية ومصر.

 

البرلمان العربي يحذر من الكارثة

وجه الدكتور مشعل بن فهم السُّلمي رئيس البرلمان العربي نداءً إلى المجتمع الدولي محذراً من الوضع شديد الخطورة الذي وصلت إليه ناقلة النفط "صافر" الراسية في ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة، غربي البلاد.

وأكد السلمي، فى بيان، أن الناقلة، التي لم تخضع للصيانة منذ 5 سنوات، تواجه خطر تسريب مليون ومائة ألف برميل من النفط الخام الأمر الذي يُنذر بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية تتخطى آثارها اليمن وتُشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلامة البيئية في الدول المُطلة على البحر الأحمر.

وحمَّل رئيس البرلمان العربي "ميليشيا الحوثي الإيرانية المسؤولية الكاملة عن منع الفريق الأممي من إجراء عمليات الصيانة للخزان منذ عدة أشهر مع توافر الموارد المالية اللازمة لصيانته".

وشدد على ضرورة التحرك الدولي الفوري والعاجل لتمكين فريق الأمم المتحدة الفني من القيام بعملية صيانة الخزان أو تفريغه الأمر الذي أصبح لا يتحمل التأجيل لتفادي هذه الكارثة الإنسانية الكبرى.

 

وزراء البيئة العرب يحذرون

دعا مجلس وزراء البيئة العرب في ختام اجتماعه، الاثنين الماضي، إلى اتخاذ إجراءات حازمة وعاجلة لتفادي أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر، حال تسرب النفط من خزان صافر.

وطالب الوزراء العرب، الأمانة العامة للجامعة العربية بالمتابعة مع الهيئات الإقليمية والدولية والدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن لتنفيذ قرارات المجلس بشأن صافر، وتوفير الآليات المناسبة لتفادي كارثة بيئية محتملة.

كما دعا الوزراء العرب، لمجتمع الدولي والمبعوث الأممي للضغط على الحوثيين، للسماح للهيئات الإقليمية والدولية بصيانة الخزان "صافر".

 

الحكومة اليمنية: الكارثة تصل مصر والسعودية

حذرت الحكومة اليمنية، في شهر أغسطس الماضي، من كارثة هائلة تفوق انفجار العاصمة اللبنانية بيروت، بمئات المرات.

وكتب مجلس وزراء اليمن، عبر موقعه الرسمي على "تويتر": "نحذر بشدة من مخاطر كبيرة حال انفجار أو غرق ناقلة النفط صافر، وندق ناقوس الخطر حتى يتم تدارك الأمر قبل وقوع كارثة بشرية واقتصادية وبيئية تفوق انفجار بيروت بمئات المرات".

وأبدت الحكومة اليمنية تخوفها من انفجار أو غرق وشيك لناقلة صافر "المتهالكة"، التي تحوي أكثر من مليون برميل نفط، خاصة بعد تسرب المياه إلى غرفة المحركات.

واتهم معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، ميليشيا الحوثي بمنع الفريق الفني التابع للأمم المتحدة من إجراء أعمال الفحص والصيانة لناقلة النفط "صافر"، وذلك منذ 5 سنوات.

وأضاف "الإرياني" عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، أن الباخرة "صافر" تحوي أكثر من مليون برميل من نفط مأرب، وهي متهالكة تمامًا وقد تنفجر في أي وقت، وحال وجود تسرب نفطي سيؤدي حتمًا إلى كارثة بيئية هائلة قد تصل إلى السعودية وإريتريا والسودان ومصر.

 

قنبلة "صافر" الموقوتة

أصبحت ناقلة النفط صافر "قنبلة موقوتة" تهدد بكوارث بشرية وبيئية واقتصادية، حيث أنها باخرة متهالكة تمامًا بعدما تعرض جسمها للتآكل والتهشم، فقد مر على إنشائها 44 عامًا تقريبًا.

وترسو الباخرة صافر، على بُعد 4.8 ميل بحري من ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وذلك منذ مارس 2015.

ويبلغ وزن الباخرة حوالي 410 آلاف طن، وتحمل على متنها أكثر من مليون برميل نفط خام، وترتبط بأنبوب نفطي مع حقول صافر بمحافظة مأرب، وقد يصل طوله نحو 428 كيلو متراً، ما سيؤدي هذا التسرب النفطي إلى حدوث كارثة كبرى حال انفجارها.

وقال مارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إحدى إحاطاته لمجلس الأمن، إن خطرها يمثل "قنبلة موقوتة"، وإذا انفجرت يمكن أن نرى ساحلاً متلوثاً على طول البحر الأحمر، من مضيق باب المندب إلى قناة السويس.

وسيتسبب التسرب النفطي من الباخرة صافر، إلى موت الكثير من الكائنات البحرية بكافة أنواعها بشكل مباشر، وتراكم نسبة كبيرة من السمية في أنسجتها حتى المدى البعيد، ما يؤدي لإصابة الإنسان بأمراض مزمنة كالسرطان أو الفشل الكلوي، حال تناولها.