"الخليج" تتحدث عن لبنان و«جهنم» الطائفية!

عرب وعالم

اليمن العربي

تساءلت صحيفة خليجية، "هل هي مجرد زلة لسان، أم إنها تعبير عن واقع الحال وما يحمله المستقبل، أن يقول الرئيس اللبناني ميشال عون خلال مؤتمر صحفي عقده في القصر الجمهوري، رداً على سؤال حول: لبنان إلى أين في حال لم يتم تشكيل الحكومة؟ «..إن البلاد تتجه إلى جهنم»!".

 

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الأربعاء تابعها "اليمن العربي"، هذا القول الصادر عن رأس الدولة اللبنانية هو جرس إنذار لكل القادة السياسيين وزعماء الطوائف بأن يتدبروا أمرهم، ويخرجوا من دائرة المحاصصة والحسابات الشخصية والولاءات الطائفيبة والمذهبية قبل فوات الأوان، لأن البلد يواجه انهياراً على كل المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، إضافة إلى إذكاء النعرات الطائفية التي لا بد أن تولد انفجاراً كبيراً، قد يدخل البلاد فعلاً في جحيم الاقتتال، واستعادة الحرب الأهلية التي استمرت خمسة عشر عاماً، وأكلت معها الأخضر واليابس، ودمرت بلداً جميلاً مع آلاف القتلى والجرحى والمفقودين. وكأن أمراء الحرب إياهم الذين خلعوا «الكاكي» وارتدوا الثياب المدنية وما زالوا يتحمكون برقاب البلاد والعباد، لم يشبعوا من الدم والدمار والمحاصصة والفساد والسطو على المال العام، ولا يريدون لهذا البلد أن يكون وطناً يستحق الحياة، ولا يريدون للمواطن الذي يذوق الأمرين كل يوم، وبات يقترب شيئاً فشيئاً من حافة الجوع والفقر المدقع، أن يكون مواطناً يشعر بكرامته وإنسانيته.

 

وتابعت "اعتقد الكثيرون أن الفاجعة التي ضربت لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آغسطس/ آب الماضي وما خلفه من كارثة بشرية وعمرانية، ستوقظ لدى هؤلاء بعض الضمير والأخلاق والإنسانية، أو أن التظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير ورفض الطائفية والتخلص من كل الطبقة السياسية، سوف تجبر هؤلاء على القبول بالحد الأدنى من الإذعان لمطالب السواد الأعظم من اللبنانين، لكن يبدو أن الذين يعيشون في أبراجهم العاجية صمّوا الآذان، وقرروا التصدي للإرادة الشعبية بمزيد من التصلب والنكران، والإصرار على التمسك برفض أي تغيير ممكن.

 

ومضت "حتى عندما وافقوا على المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون لتشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين غير الحزبيين ولمهمة محددة هي القيام بإصلاحات مالية واقتصادية ومحاسبة الفاسدين، فإنهم كانوا يمارسون شيئاً من الخداع لكسب الوقت فقط.

 

وبينت "الخلاف القائم هو حول حقيبة وزارة المالية التي يتمسك بها ثنائي «حركة أمل» و»حزب الله»، ويرفض الآخرون إعطاءها لهما، الأمر الذي شكل مأزقاً أمام تأليف الحكومة خلال المهلة المفترضة للمبادرة الفرنسية، بما يهدد بانهيار التأليف، وإدخال لبنان في أتون صراعات دينية ومذهبية بدأت تلوح في الأفق من خلال مواقف القادة الدينيين والسياسيين إزاء محاولة الاستئثار بهذه الوزارة.

 

وقالت الصحيفة "هذا الخلاف لا جذور سياسية له، إنما أساسه طائفي ومذهبي يستند إلى نظام طائفي كريه لا يولد إلا الحروب الأهلية والانقسامات والصراعات التي تتولد جراء مواقف قيادات طائفية تستخدم الطائفة والمذهب مطية لتحقيق أهداف ومصالح وأجندات لا علاقة لطوائفهم بها.

 

واختتمت "لهذا، فإن «جهنم» التي تحدث عنها عون، يمكن أن تكون خياراً مفضلاً لأرباب الطائفية وحماتها كي يحافظوا على «مزرعتهم»، ويمنعوا تحويلها إلى وطن