تساؤلات حول سبب إستياء تركيا من إستقالة السراج في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، التي أبدى فيها انزعاجه من توجه رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج لتقديم استقالته خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تساؤلات عن أسباب الانزعاج التركي ومشروعيته.

 

وقال أردوغان، إنّ ”تركيا مستاءة من استقالة السراج من منصبه“ معتبرا أنّ قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ”سيُهزم عاجلا أم آجلا“، وفق تعبيره.

 

واعتبر متابعون للشأن الليبي أنّ تصريحات أردوغان تستبطن رغبة لدى الأتراك في استمرار حكومة السراج في عملها كأداة لتحقيق الأطماع التركية في ليبيا، مشيرين إلى أن عودة الحديث عن المعارك وعن هزم الجيش يكشف رغبة تركيا في استمرار حالة الحرب في ليبيا لتحقيق أغراضها هناك.

 

وبهذا الصدد نقل موقع إرم نيوز عن المحلل السياسي الليبي محمد النالوتي، إن ”الانزعاج من استقالة السراج يعني أن تركيا مستفيدة من بقاء حكومة الوفاق في الحكم ومن استدامة الوضع كما هو عليه من تقاتل وتحشيد للقوى وتجييش لليبيين بعضهم ضد بعض لتمرير أجنداتها وإتمام صفقاتها العسكرية والتجارية وإحكام قبضتها بالكامل على ليبيا“.

 

وأضاف النالوتي وفقا لـ“إرم نيوز“، أنّ ”سر مخاوف أدوغان من مرحلة ما بعد السراج أنّ التوجه العام لدى الليبيين اليوم هو ضرورة إنهاء حالة الاقتتال والانقسام بينهم والمضي نحو تشكيل حكومة جديدة وتوحيد مؤسسات الدولة والإعداد لإجراء انتخابات تمهيدا لمرحلة الاستقرار النهائي، وهو مسار ومناخ عام غير ملائم للتحرك التركي ولا يتفق مع ما تطمح إليه“، وفق تعبيره.

 

ورأى النالوتي أنّ ”التدخل التركي في ليبيا على امتداد السنوات الأخيرة لم يكن أمرا هينا بل له تداعيات اقتصادية واجتماعية وعسكرية وسياسية، ومن مصلحة الأتراك اليوم الإبقاء على الوضع كما هو للاستفادة على جميع هذه المستويات“، مشيرا إلى أن ”حكومة السراج هي البوابة التي يعتمدها الأتراك لتحقيق كل هذه الغايات والأطماع، واستقالتها قد تعني انهيار كامل المشروع التركي في ليبيا“.

 

وفي المقابل، اعتبر المحلل السياسي عمر الورفلي أنه لا مبرر للاستياء التركي وللمخاوف التركية من استقالة أردوغان على الأقل في المرحلة الحالية، موضحا أن الاتفاقات المبرمة بين حكومة الوفاق وتركيا ملزمة لليبيين حتى بعد رحيل حكومة السراج.

 

وقال الورفلّي، وفقا لـ ”إرم نيوز“ إن ”أبرز الاتفاقات التجارية المبرمة في أغسطس/آب الماضي بين تركيا وحكومة السراج دخلت قبل أيام حيز النفاذ وصدرت بالجريدة الرسمية التركية وصارت أمرا واقعا ويمكن للأتراك الاستفادة منها، وقد لا تغيّر استقالة السراج من هذا الأمر شيئا“.

 

وأضاف أن ”المخاوف الحقيقية لدى الأتراك تكمن في أن تتغير المعادلات ويتم استقدام طبقة سياسية مناهضة للوجود التركي في ليبيا تُعهد إليها إدارة المرحلة القادمة ما قد يدفع إلى المطالبة بمراجعة الاتفاقات المبرمة“ مشيرا إلى احتمال ممارسة ضغط شعبي في هذا الاتجاه، ما يجعل المصالح التركية حينها مهددة فعلا“.

 

واعتبر الورفلّي أنّ الوجود التركي في ليبيا يمكّن أنقرة من تثبيت نفوذها وإيجاد حلفاء جدد لها بعد السراج قادرين وقابلين بالقيام بالدور نفسه والحفاظ على مصالحها هناك“