"لولاكم لكان المسلمون إخوة".. رسالة جزائرية لجماعة الإرهاب

عرب وعالم

اليمن العربي

لم يعد سلاح منصات التواصل الاجتماعي فعالاً لدى جماعة الإخوان وذبابهم الإلكتروني في الجزائر، فقد تحولت تلك المواقع إلى كابوس لهم مع بروز حملة شعبية واسعة "تلقائية وعفوية".

 

لم تبرز تلك الحالة فقط منسوب الرفض الشعبي الواسع للجزائر للإخوان، بل كشفت عن وعي جماعي من خطر الأفكار والأجندات الإخوانية والدول الراعية لها ولإرهابها، وفق ما أظهرته تعليقاتهم ومنشوراتهم عبر منصات التواصل.

 

ولعل أبرز جملة بات يتداولها الجزائريون في مواقع التواصل كانت "لولا الإخوان المسلمون لكان المسلمون الإخوة"، سواء في التعليقات أو المنشورات المنتقدة لدور الإخوان المشبوه في بلادهم وبقية الدول العربية.

 

وتزامن إطلاق الجزائريين لتلك العبارة مع تكثيف الذباب الإخواني من ترويجه للمخططات الشيطانية للرئيس التركي رجب أردوغان في ليبيا والمنطقة، وأخرى تتعلق بالدفاع عن التيارات الإخوانية الجزائرية.

 

واختصر الجزائريون مواقفهم من المواضيع التي ينشرها الذباب الإخواني عن تركيا أو قطر أو إخوان الداخل بعبارة واحدة حملّت الإخوان مسؤولية الخراب والفتنة والتفرقة التي يعيشها المسلمون والعرب اليوم نتيجة أفكارهم وأفعالهم الهدامة، المبنية على كل أنواع الإرهاب.

 

أحد المغردين الجزائريين باسم "عبد الرحمن بولسنام" رد على تغريدة لمفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، تباكى فيه على الأيتام والأرامل و"من فقد الوطن"، متناسياً فتاويه الشاذة التي دمرت أوطاناً وشعوباً بأكملها كما فعل مع سوريا وليبيا.

 

ورد الجزائري بتغريدة أحرجت مفتي الإرهاب، قال فيها: "اليتيم والمسكين وفاقد الوطن، هذا كله بسبب فتاويكم الضالة المضلة، لولا الإخوان المسلمون لكان المسلمون إخوة، حسسبنا الله ونعم الوكيل".

 

بينما ذهب مغرد آخر إلى تغيير اسم الإخوان إلى "خوان" في تعليق له على موضوع يتعلق بالدور القطري والتركي في المنطقة، اعتبر فيها أن "الخوان المسلمين خنجر مسموم في ظهر الأمة الإسلامية واليد الضاربة لأهل الكفر أجمع في الأمة".

 

فشل مخطط الذباب

 

وسعى الذباب الإخواني الإلكتروني في الأشهر الأخيرة إلى محاولة الترويج لـ"بأن عموم الجزائريين يقاسمون النظرة ذاتها حول الأوضاع العربية مع السياسة التركية والقطرية".

 

غير أن رد الجزائريين كان بطريقة عفوية وتلقائية بشكل غير مسبوق على ما يعتبرونه محاولات لـ"تشويه صورة الجزائريين وأخونتهم".

 

واللافت أن حملات الذباب الإخواني تراجعت في الأسابيع الأخيرة مع ردود أفعال الجزائريين القاسية والواعية التي لم تكن وفق حملة منظمة كما جرت عليه العادة بهاشتاجات أو ترندات تلخص مواقفهم من قضايا معينة.

 

حتى إن بعضهم دعا السلطات الجزائرية إلى "حل التيارات الإخوانية"، فيما أجمعت تعليقات كثيرة على "العلاقة الوطيدة بين الإخوان والخيانة"، أو كما يسميهم الجزائريون "الخوانجية".

 

وعن إخوان الداخل، أبانت التعليقات عن حجم الهوة الكبيرة بين التيارات الإخوانية والجزائريين، ومدى معرفتهم بحقيقة نفاقهم وتلونهم السياسي، واعتبر أحدهم أن "الخوانجية يفعلون أكثر من المستحيل من أجل حياتهم، ومستعدون لبيع البلاد لأن ذلك سهل عليهم، هم أخطر الأحزاب على الإطلاق".

 

وآخر اختصر موقفه من الإخوان بالقول إنه "لا هير في بني الإخونج، حربائيون متلونون، لا مبدأ، لا دين، لا أخلاق، يتحالفون ويتعالفون حتى مع الشيطان"، بينما قال المغرد "أمين حشلاف" إن الإخوان "يتجارون بكل شيء، لا حياء ولا حشمة".

 

ورد آخرون على الذباب الإخواني الإلكتروني المروج لإرهاب أردوغان في المنطقة واستعماله التيارات الإخوانية سلاحاً ضد دولهم، بدعوة الجزائريين إلى "تتبع سياسات أردوغان لفهم عقلية الإخوان الذي يدعي حب الفلسطينيين وقضيتهم، لكنه لم يقم لو مرة بضربة عسكرية ضد إسرائيل، في مقابل قتل دباباته وطائراته العرب والمسلمين في سوريا والعراق وليبيا".

 

ونشر "الصديق أكرم الشاوي" صورة تظهر حالة الذل والهوان التي يعيشها الإخوان مع الرئيس التركي، أظهرت "إخوانياً يقبل قدم رجب أردوغان"، وكتب عليها مقولة منسوبة لرئيس تركيا، جاء فيها: "نجحنا في صنع عبيد لنا في الدول العربية يدافعون عن سياساتنا وثقافتنا ضد أبناء بلادهم".

 

وأمام الكم الهائل من ردود أفعال الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتبين مرة أخرى – وفق المراقبين والخبراء – أن بضاعة الإخوان وتركيا وقطر باتت كاسدة أمام منسوب الوعي الجماهيري الكبير.

 

وانقلب معه سحر منصات التواصل الذي استعله تنظيم الإخوان لإثارة الفتنة والتفرقة بين الجزائريين وعموم العرب والمسلمين، ليكشف ويفضح المزيد من مخططاتهم ونواياهم الهستيرية ضد الشعوب والدول.