أكاديمي بجامعة عدن: تصريحات وزير الخارجية حول النخبة الحضرمية تثير الدهشة والاستغراب

أخبار محلية

اليمن العربي

قال الدكتور بدر فضل العرابي عضو هيئة التدريس بجامعة عدن فيما يخص وصف وزير الخارجية محمد الحضرمي النخبة الحضرمية بالمليشيات، وأضع خط أحمر تحت (الخارجية) لما لتلك الوزارة ،في أي نظام ودولة،من مكانة ووقار وتمثيل عالي للدول؛ يحتم على من يشغل حقيبتها أن يكون على قدر عالي من الحصافة والدوبلماسية والثقافة وصاحب خطاب سياسي مطل على الجميع في الداخل والخارج ؛ كونه يمثل الأمة والدولة لدى المجتمع الدولي والخارج ؛ أما أن يضع نفسه ممثلاً لطرف أو حزب سياسي واحد، أو يبني أطروحاته بضغط ودوافع جهوية ضد أطراف حزبية وسياسية أو جهوية مقابلة، في الصراع السياسي القديم والجديد في الداخل فإن ذلك يثير الدهشة والاستغراب.

 

وأضاف العرابي في تصريحات خاصة بأن النخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية والأحزمة الأمنية، التي تم تأسيسها بعد تحرير المحافظات الجنوبية من سيطرة مليشيات الحوثي التي انقلبت على النظام هذه النخب والأحزمة الأمنية وقوات المقاومة الجنوبية والمقاومة في المحافظات الشمالية مضافة إليها هي حامية المحافظات المحررة جنوباً من تمدد المليشيات الحوثية ،وهي القوات المحافظة على أمن تلك المناطق والمحافظات؟.

وأوضح أن وصف وزير الخارجية اليمني للنخب والأحزمة الأمنية وألوية المقاومة الجنوبية، جنوباً، بالمليشيات_ لا يخرج عن إطار الهاجس الجهوي العدائي للجنوب والجنوبيين من قبل النخب السياسية الشمالية ؛ منذ عام ١٩٩٤م ،بعد إتمام اجتياح القوات الشمالية الجنوب وتفكيكها الجيش والقوات المسلحة الجنوبية وسيطرتها على العتاد والسلاح ،ثم تسريحها القوة البشرية في الجيش الجنوبي أنذاك وإحالة قطاع كبير منها للتقاعد والفصل من الخدمة العسكرية والوظيفة العسكرية ؛ لضمان تحويل الجنوب الشريك في صيغة الوحدة اليمنية ، إلى أرض وجغرافيا صالحة للضم، وتحويلها إلى إقطاعيات وأرض مملوكة لرموز من القوى العسكرية والقبلية ونخب الفكر المتطرف الشمالية، ولمن ساندهم من الجنوبيين ،في اجتياح الجنوب وإخضاعه بالقوة والسلاح ،بعد قرار ممثليه حل الوحدة اليمنية والعودة لماقبل ١٩٩٠م ،في ٢١/ مايو/ ١٩٩٤م .

ومن ثم فأي كيان عسكري جنوبي منظم يمتلك السلاح ، ويظهر في الراهن ؛ يظل مهدداً ومقلقاً لتلك القوى التي حز ويحز في نفسها وجود قوى عسكرية جنوبية ،تحد من استمرار عبثهم وفسادهم بالجغرافيا والثروة والإنسان جنوباً وشمالاً .

 

وحول إعداد النخب والأحزمة الأمنية وألوية المقاومة الجنوبية؛ فإن ميدان القتال مع المليشيات الحوثية جنوباً وطردها لتلك المليشيات من المحافظات الجنوبية قد أثبت بما لايدع مجال للشك،احترافية بنيتها العسكرية وقدرتها على التكتيك القتالي وصناعتها للنصر وصد أي قوة عسكرية ، ومواجهتها وحسم المعركة معها لصالحها ؛ ولعل ماحدث من هزيمة لقوات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري ،التي غزت الجنوب في عام ٢٠١٥م خير دليل على مدى استحقاقها لأن تغدو قوة عسكرية وأمنية يعتمد عليها في الحاضر والمستقبل .

 

 

وقال إن سعي بعض القوى السياسية وأطراف من الشرعية اليمنية ،في التشويه بالنخب الجنوبية ( الحضرمية أو الشبوانية والأحزمة الأمنية الجنوبية وألوية المقاومة الجنوبية ) فإن ذلك يدل على اتساع مساحة القلق من إنفلات قبضة القوى العسكرية والقبلية والنخب السياسية، وقوى الإرهاب والتطرف التي تقاسمت الجنوب وثرواته ، كغنائم حرب ،بعد احتلال الجنوب في يوليو ١٩٩٤م ، وكذا شعور تلك القوى بما يهدد مصالحهم الرأسمالية والاستثمارية ومصادر تدفق الأموال إلى حساباتهم ،بعد تقاسمهم الفئوي والقبلي للثروات وتحويلها إلى أملاك شخصية بالشراكة بين تلك القوى .

وأشار أن منح النخبة الحضرمية والشبوانية والأحزمة الأمنية في المحافظات الجنوبية، يمثل جرس إنذار للقوى المسيطرة على الشرعية اليمنية، وفرقها العسكرية التي تركت الشمال تحت سيطرة الانقلابيين واتجهت جنوباً؛ وإذا ما تُرك وعُهد للنخب الجنوبية والأحزمة الأمنية الجنوبية، حماية المحافظات الجنوبية الغنية بالثروات سيجعل تواجد الفرق العسكرية الشمالية في كل من شبوة وحضرموت والمحافظات الجنوبية ،غير مجدي ، ويظهرها قوة عسكرية فائضة، مما سيجعلها أمام الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي مدعاة لكثير من الشكوك الدولية في مدى ولائها لقوى محلية وإقليمية مشبوهة.