البرلمان الالماني يوثق درونز تركية مخصصة للقتل والإغتيال

عرب وعالم

اليمن العربي

دأبت تركيا على استخدام الطائرات المسيرة "الدرونز" المصنعة محليا في الهجمات الموجهة في سوريا والعراق وليبيا، وكذلك لتنفيذ اغتيالات خارج نطاق القانون في صفوف حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة "إرهابيا".

 

وفي هذا الإطار، ذكرت وثيقة للبرلمان الألماني مؤرخة بـ3 أغسطس 2020، وفقا لـ "العين الإخبارية"  أن "تركيا قامت بتوسيع أسطولها من الطائرات بدون طيار بشكل مكثف خلال السنوات الأخيرة".

 

وأوضحت "في 2015، انتجت تركيا أول طائرة مسيرة للاستطلاع عن طريق شركة يمتلكها سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

 

واضافت: "وفر أردوغان مبالغ ضخمة لتمويل المشروع ليس فقط من ميزانية الدفاع، ولكن أيضا من صندوقه الرئاسي، وفي النهاية تبقى هذه الأموال عمليا داخل عائلته".

 

وأضافت "مع الوقت تطورت الطائرة بيرقدار TB2 ، وبات بامكانها حمل ذخيرة وصواريخ مضادة للدبابات والدروع، يمكنها توجيهها بدقة معقولة". وتابعت "زاد عدد الطائرات المسيرة من هذا الطراز من 38 إلى 94 خلال العامين الماضيين".

 

وتابعت "تركيا تستخدم الطائرات المسيرة لانتهاك القانون الدولي وتنفيذ هجمات في سوريا والعراق وليبيا"، مضيفة "كما أنها الدولة الوحيدة التي تستخدم هذا النوع من الطائرات لأغراض قتالية داخل أراضيها، وبالتحديد في استهداف حزب العمال الكردستاني".

 

وأضافت "لكن هجمات الطائرات المسيرة داخل الأراضي التركية أدت مرارا وتكرارا إلى حدوث إصابات بين المدنيين".

 

وبصفة عامة، تملك تركيا ما يقرب من 100 من الطائرات طراز "بيرقدار 2"، تقوم إجمالا بـ6 آلاف ساعة طيران شهريا، وتستخدم في داخل الأراضي التركية في تتبع واستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني.

 

ووفق تقارير تركية رسمية، فإن هذا النوع من الدرونز قتل 449 شخصا في شمال غرب سوريا في الفترة بين يناير وأبريل 2018، كما قتل العديد من الأشخاص في شمال العراق. وتذيع القنوات التلفزيونية الرسمية مقاطع فيديو لعمليات الدرونز التركية، وبعض هذه الطائرات تحمل توقيع أردوغان نفسه.

 

وفي الداخل التركي، قتلت الدرونز أكثر من 400 شخص، أعلنت أنقرة مرارا أنهم أعضاء بحزب العمال الكردستاني، لكن في الحقيقة، كان العديد منهم من المدنيين، وفق موقع "انفوشبيبار" السويسري المعني بالتوثيق المستقل للمعلومات في المجالات السياسية.

 

وذكر الموقع السويسري في تقرير سابق "في دولة تفتقر للشفافية واحترام حقوق الإنسان أو حتى حق مواطنيها في الحياة، فإن تواجد مثل هذا النوع من الطائرات، يعد خطرا كبيرا، ومصدرا جديدا لانتهاك الحقوق الأساسية".

 

وفي 31 أغسطس 2017 على سبيل المثال، قتلت طائرة مسيرة شخص وأصابت 3 آخرين في مقاطعة هكاري التركية، وادعت السلطات أنهم "إرهابيين تابعين لحزب العمال الكردستاني"، إلا أنهم كانوا مجموعة قرويين عاديين في الطريق لقريتهم لقضاء بعض الوقت مع الأهل بمناسبة إجازة عيد الأضحى، حسب الموقع ذاته.

 

لم يتوقف الأمر عن استخدام النظام التركي الدرونز ضد شعبه، وقتله العديد من المدنيين دون رحمة، بل وسع استخدامها في عدوانه على الأراضي السورية خلال الثلاثة أعوام الماضية، ما تسبب في مقتل العديد من المدنيين في منطقة شمال غرب سوريا، وفق الموقع السويسري.

 

أما في ليبيا، قامت أنقرة بتهريب طائرات "بيرقدار 2" إلى طرابلس الليبية عبر البحر منذ أبريل 2019، وفق ما نقلته مجلة "دير شبيجل" الألمانية عن مصادر في حكومة فايز السراج.  ووفق المصادر ذاتها، فإن خبراء أتراك في تسيير هذه الدرونز منتشرون في طرابلس.

 

وكشفت مصادر عسكرية ليبية رفيعة قبل أشهر، أسماء الطاقم التركي المسؤول عن جلب الطائرات المسيرة والمرتزقة السوريين، إلى ليبيا، وبرز في هذا الإطار اسم "الباي تاراكان" وهو مقدم بالجيش التركي من القوات الخاصة المسؤول الحالي عن مدافع الهاون الموجه والدرونز.

 

لكن الطائرات المسيرة التركية ليست بالقوة التي تصورها أنقرة، إذ تتعرض في سماء سوريا وليبيا، باستمرار لنيران دفاعات جوية لا تعد متقدمة بأي حال من الأحوال، ويسقط العديد منها، ما يبرز فشلها ومحدودية إمكانياتها. وفي فبراير الماضي على سبيل المثال، سقط في يومين متتالين 3 طائرات بدون طيار تركية، اثنين في ليبيا، وواحدة في سوريا.

 

وفي هذا الإطار، كشف موقع "نورديك مونيتور" في مايو 2019، عن رسائل عسكرية سرية تعود لعام 2016، تظهر وجود عيوب في طائرات "بيراقدر" تتعلق بأنظمة الاتصال والقدرات الهجومية.

 

كما تعاني الدرونز التركية من مشاكل فنية مثل محدودية وزن الذخائر التي يمكن لهذه الطائرات تحملها، سواء طائرات "بيرقدار" التي تشغلها تركيا في ليبيا أو سوريا، أو الأنواع الأخرى.

 

ويتراوح وزن القذيفة التي يمكن للدرونز التركية تحملها من 45 إلى 65 كيلوجراما، كما أن المدى الإجمالي للطيران لا يتعدى 150 كيلومتر، مما يجعل الطائرة محدودة المناورة والفاعلية للغاية.

 

ومقارنة بطائرات هجومية أخرى، مثل "جراي إيجل" الأمريكية، التي يمكنها الطيران لمسافة 400 كيلومترا بشكل متواصل، فيما تستطيع حمل ذخائر تتعدى حاجز الـ 300 كيلوجرام، تعد الدرونز التركية متواضعة جدا