دميرتاش يطالب المحكمة الأوروبية بموقف حازم ضد استغلال أردوغان للقضاء

عرب وعالم

اليمن العربي

شن صلاح الدين دميرتاش المعارض التركي المعتقل والرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي، هجوما على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، مطالبا إياها باتخاذ موقف حازم ضد استخدام استغلال المحاكم في بلاده من قبل النظام الحاكم.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها دميرتاش من محبسه في ولاية أدرنة، شمال غربي تركيا، خلال مقابلة صحفية مع صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، بحسب ما ذكره، الأربعاء، الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك" التركية.

 

وانتقد دميرتاش القابع في سجون الرئيس التركي رجب طيب أردغان منذ 4 أعوام، في تصريحاته، محكمة حقوق الإنسان الأوروبية "بسبب تقييمها المتأخر لطلبات المعتقلين من أمثاله من السياسيين، ولفشلها في وقف استغلال أردوغان للمحاكم في البلاد لتحقيق مصالحه".

 

وشدد المعارض على "عدم قانونية كافة حالات عزل رؤساء البلديات الأكراد من حزب الشعوب الديمقراطي، رغم انتخابهم وتعيين وصاة بدلًا منهم"، مضيفًا لم يتبقَ لدينا حتى فتات الفتات من الديمقراطية".

 

وأشار إلى أنه وغيره من المعتقلين السياسيين "ننتظر لسنوات حتى تصدر الهيئات الدولية ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية قرارًا بشأن حالتنا، بالرغم من تأكيد المؤسسات الدولية وإثباتها عدم حيادية واستقلالية المحاكم والجهاز القضائي التركي".

 

وتابع قائلا: "محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تستغرق وقتا طويلا للغاية كي تصدر قرارا، بل وإن أصدرت قرارًا في النهاية بشأن وجود انتهاك لحقوق الإنسان، فإن قرارها لا يترجم لنتائج ملموسة".

 

وشدد في الوقت ذاته على أن "الشعب التركي هو من سيخلص بلاده من وضعها الحالي، وأن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية يمكنها أن تدعم بقراراتها المناضلين من أجل التغيير في البلاد".

 

واعتقل دميرتاش عام 2016 عندما كان رئيسًا لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعه فيجان يوكسك داغ الرئيسة المشاركة للحزب، على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بعدة قضايا، منها أحدات شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2014 الدامية التي وقع فيها قتلى كانوا يتظاهرون ضد عدم اتخاذ نظام أردوغان موقفًا واضحًا ضد تنظيم داعش عند احتلاله مدينة عين العرب(كوباني) ذات الأغلبية الكردية في سوريا.

 

ومن قبل انتقدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان استمرار اعتقال دميرتاش، وقالت إن ذلك انتهاك من نظام أردوغان لحريته.

 

وفي وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري، زار رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، روبرت سبانو، تركيا، ما عرضه لانتقادات شديدة لقصر زيارته على لقاء أردوغان، وعدد من المسؤولين الحكوميين فحسب.

 

وخلال زيارته تركيا التي حصل فيها على الدكتوراة الفخرية من جامعة إسطنبول، وجهت باشاك دميرتاش، زوجة صلاح الدين دميرتاش دعوة لرئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، لزيارة مدينة دياربكر جنوب شرق تركيا لمعرفة حقيقة الأوضاع في تركيا بعيدا عن الرواية الرسمية.

 

وفي تصريحات أدلت بها خلال مقابلة تلفزيونية، اليوم الأربعاء، قالت الزوجة بشاك "لم أتلق أية رد على الدعوة التي وجهتها لرئيس محكمة حقوق الإنسان الأوروبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

 

وأشارت إلى أن "الظروف المعيشية للمعتقلين والمحكومين في السجون التركية باتت سيئة للغاية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث زادت انتهاكات حقوق الإنسان بشكل كبير".

 

وأردفت قائلة: "لعل تجاهل وزير العدل اتخاذ التدابير اللازمة بكل شفافية، أمر يثير الشكوك والمخاوف لدينا"