صحيفة: اتفاق المغرب يضع حدا لتدخلات تركيا في ليبيا

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة "الخليج" خطوتان مهمتان تحققتا لإخراج ليبيا من دوامة العنف والصراع الدولي على أرضها، الأولى تمثلت بتوقيع وفدي «مجلس النواب الليبي»، و«مجلس الدولة الليبي» في مدينة بوزنيقة المغربية على المسودة النهائية للاتفاق بينهما حول المناصب السيادية بين مجلسي النواب والدولة، كخطوة أولى لإنهاء حالة الانقسام، وكسر الجمود السياسي بين الطرفين، على أن تستكمل المفاوضات في أواخر الشهر الحالي، وفي حال نجاحها، فإنها ستضع محددات المرحلة الانتقالية، لا سيما إعادة هيكلة المؤسسات وتوزيع المناصب السيادية.

وأشارت إلى أن الخطوة الثانية، التي لا تقل أهمية عن الأولى، تمثلت باتفاق ممثلي الفعاليات الليبية الأساسية التي اجتمعت في مدينة مونترو السويسرية من تقريب وجهات النظر بين هذه الأطراف، والدفع نحو استئناف الحوار السياسي بالتأسيس «لمرحلة تمهيدية للحل السياسي»، إذ تكمن من رسم خريطة طريق مستقبلية بوضع سبع توصيات ورفعها إلى لجنة الحوار السياسي المزمع انعقادها قريباً برعاية الأمم المتحدة في مدينة جنيف.

 

وذكرت أن التوصيات تمثلت باعتبار " المرحلة التمهيدية للحل الشامل" مهلة زمنية لإعداد الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مواعيد لا تتجاوز 18 شهراً، وعلى أساس قاعدة دستورية متفق عليها، كما شمل الاتفاق إعادة هيكلة السلطة التنفيذية لتتشكل من مجلس رئاسي من رئيس ونائبين، ومن حكومة وحدة وطنية مستقلة عن المجلس، واختيار أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة في إطار أعمال لجنة الحوار السياسي، على أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تراعي وحدة ليبيا وتنوعها الجغرافي والسياسي والاجتماعي، ومن ثم انتقال المؤسسات التنفيذية ومجلس النواب إلى مدينة سرت خلال المرحلة التمهيدية للحل الشامل، لممارسة مهامهم السيادية، بمجرد توافر الشروط الأمنية واللوجستية في آجال معقولة.

 

 

وقالت إذاً، نحن أمام مشهد ليبي جديد، إذا صدقت النوايا، وتمكنت الأطراف الليبية من التمرد على الوصايات الإقليمية والدولية التي حاولت وتحاول الاستحواذ على ليبيا من خلال أدوات داخلية وميليشيات مسلحة ومرتزقة، وجماعات إرهابية تعمل لحساب الآخرين.. لافتة إلى أن هذا الإنجاز، في حال المضي بتنفيذ مخرجاته سوف يضع حداً لحروب داخلية مدمرة وتدخلات خارجية معروفة المرامي والأهداف، ويعيد ليبيا إلى موقعها كدولة عربية سيدة مستقلة، والأهم أنه سوف يشرع أبواب الأمل أمام الشعب الليبي، ويعيد إليه الأمن والسلام اللذين افتقدهما طوال السنوات التسع الماضية.

وأكدت أنها بشائر أمل بعد انسداد كل السبل أمام الحل السياسي خلال السنوات المنصرمة، وإحباط كل الجهود التي بذلها أكثر من طرف عربي، واستهلاك جهود أكثر من ستة مبعوثين دوليين استقالوا من مناصبهم بعدما أصيبوا بالفشل والإحباط، حتى بدت الأزمة الليبية وكأنها عصية على أي حل.

 

وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها :" معروف أن الأزمات المعقدة والمركبة، التي تتداخل فيها عوامل خارجية وداخلية، وتتصارع حولها مصالح واستراتيجيات، ليس من السهل حلها، لكن عندما تتفق الأطراف الداخلية على الحل من منطلق المصلحة الوطنية العليا، وتضعف قدرة الخارج في التأثير على الداخل، فإن الحل يصبح متاحاً، وهو ما نأمله بالنسبة للأزمة الليبية"