أوبك.. 60 عاما من إدارة سوق النفط ببراعة

اقتصاد

اليمن العربي

تحتفى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بمرور 60 عاما على تأسيسها وممارسة دورها كأهم كيان فاعل في سوق النفط العالمي، لاسيما خلال الأزمات المتعددة التي شهدتها السوق على مدار 6 عقود.

 

يعود تأسيس منظمة أوبك إلى عام 1960 في محاولة لكسر هيمنة شركات النفط العالمية على الأسواق، ولعب الدول المنتجة دورا في حركة العرض والطلب، ومن ثم التسعير.

 

انطلقت المنظمة من مؤتمر بغداد قبل 6 عقود حيث شاركت 5 دولة في تأسيس أوبك، هي السعودية والكويت والعراق وإيران وفنزويلا.

 

وخلال الفترة من 1961 حتى 2018 انضمت 11 دولة منتجة أخرى، هي الإمارات، والجزائر، وليبيا، وقطر، وإندونسيا، ونيجيريا، والإكوادور، وأنجولا، والجابون، وغينيا الاستوائية، وأخيرا الكونغو.

 

انسحبت لاحقا قطر وإندونسيا والإكوادور، ليستقر عدد الأعضاء الآن عند 13 عضوا.

 

كان يقع مقر المنظمة في السنوات الخمس الأولى في جنيف بسويسرا، قبل أن ينتقل إلى العاصمة النمساوية فيينا حتى يومنا هذا.

 

أهداف المنظمة

 

تعكف منظمة أوبك على تحقيق 3 أهدف رئيسية، في مقدمتها توحيد وتنسيق سياسات النفط بين الدول الأعضاء لضمان أسعار عادلة ومستقرة لمنتجي النفط.

 

وتشمل الأهداف استمرار الإمدادات من البترول بشكل منتظم للدول المستوردة، بالتوازي مع ضمان جني أرباح عادلة للبلدان المستثمرة في هذه الصناعة.

 

وحققت منظمة أوبك، نجاحات كبيرة على مدى العقود الماضية في الحفاظ على التوازن في الأسواق من خلال العرض والطلب وتفادي إغراق السوق بالنفط أو تقييد الإنتاج بدرجات كبيرة تؤدي إلى انهيار كبير في الأسعار.

 

تساهم الدول الأعضاء بمنظمة أوبك مجتمعين بقرابة 43.5% من إنتاج العالم من النفط الخام.

 

كما تستحوذ هذه الدول على نحو 81.9% من إجمالي الاحتياطات العالمية، أغلبها بمنطقة الشرق الأوسط التي تضم قرابة 65.36٪ من إجمالي احتياطات المنظمة.

 

أزمات متعددة 

 

شكلت أوبك رقما مهما في معادلة إدارة سوق النفط، لاسيما وقت الأزمات التي بدأت بالصراع العربي الإسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي.

 

خلال الأزمة قرر أعضاء المنظمة خلال عامي 1973 و1974 رفع الأسعار من 3 دولارات للبرميل إلى نحو 12 دولارا، مع فرض حظرا على الصادرات الموجهة للولايات المتحدة الأمريكية.

 

وبعد مرور عشرات السنوات واجهت أوبك انهيار أسعار النفط في منتصف عام 2014، وعلى إثره هوى سعر البرميل دون مستوى 27 دولارا، ما دفع المنظمة إلى التنسيق مع 10 دول منتجة من غير الأعضاء وعلى رأسها روسيا لخفض الإنتاج.

 

وفي ضوء ذلك تشكلت مجموعة أوبك بلس عام 2017 التي نفذت استراتيجية لخفض الإنتاج من أجل خلق توازن بين العرض والطلب.

 

وتجلت أهمية هذا التحالف خلال جائحة فيروس كورونا التي هبطت بسعر عقود النفط دون الصفر في سابقة تاريخية وسط زيادة الإنتاج من قبل السعودية ورسيا.

 

ولكن سريعا تدارك الجميع الموقف، وتم تخفيض الإنتاج، ونجح التحالف في الصعود بأسعار النفط لمستويات مناسبة.