تعذيب "الأغبري".. تمييع حوثي للجريمة ورعب على المعتقلين

أخبار محلية

اليمن العربي

بدأت مليشيا الحوثي الانقلابية بتمييع جريمة التعذيب البشعة التي تعرض لها الشاب اليمني "عبدالله الأغبري"، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلاب منذ 5 أعوام.

 

وأثارت تلك القضية حالة من الرعب في أوساط أسر المعتقلين والمخفيين قسريا بسجون الانقلاب من مصير مماثل.

 

وقالت مصادر حقوقية إن المليشيا الحوثية رفضت السماح لخمسة محامين تبرعوا للدفاع عن القضية، بحضور جلسات التحقيق مع المتهمين الخمسة بالجريمة.

 

وأشارت المصادر إلى أن المخاوف تزايدت من مساعي مليشيا الحوثي لحجب شهادات الجناة والقيام بتزوير محاضر التحقيق بهدف حماية المتهم الرئيسي بالجريمة، والذي تحاول وجاهات قبلية تبرئته من الجريمة.

 

وبدأ التمهيد الحوثي بتمييع الجريمة، عندما قامت المليشيا ببث ما أسمتها بـ"اعترافات" للجناة الخمسة، أعلن فريق الدفاع عن المجني عليه رفضها بشكل كلي، كونها كانت ملقنة وتهدف إلى تحريف القضية.

 

وقال محامون إن المليشيا الحوثية تسعى لحرف مسار القضية، باعتبار مجرد "ضرب واعتداء أفضى إلى الموت"، وليس تعذيبا عمديا، لأن الجناية الأولى عقوبتها الدية والسجن لعدة سنوات فقط، وليس القصاص كما هو الحال في القتل العمد.

 

وأثار التلاعب الحوثي بملف القضية وعدم تقديم الجناة إلى محاكمة عاجلة من سخط الشارع اليمني، الذي واصل وقفاته الاحتجاجية للمطالبة بسرعة القصاص من الجناة وتحقيق العدالة.

 

وأكد مصدر مقرب من أسرة المغدور به عبدالله الأغبري أن أولياء الدم يرفضون دفن نجلهم ويطالبون بالقصاص أولا من الجناة قبل كل شيء.

 

مصير مرعب للمعتقلين

ودقت جريمة التعذيب البشعة التي تناوب فيها 5 أشخاص على تعذيب الضحية طيلة 6 ساعات، ناقوس الخطر حول مصير آلاف المعتقلين والمخفيين قسرا في سجون المليشيا الحوثية بصنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب.

 

وأبدت العشرات من أسر المخفيين قلقها الكبير من وضع أهاليهم بالسجون الحوثية، كون المتهم الرئيسي بجريمة تعذيب الأغبري يعمل ضابطا فيما يسمى بـ"جهاز الأمني الوقائي" التابع للمليشيا الحوثية بصنعاء، خاصة أن كاميرا مراقبة فضحت جريمة التعذيب الأخيرة وحولتها إلى قضية رأي عام.

 

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني إن جريمة تعذيب الشاب عبدالله الأغبري من قبل ضابط في الأمن الوقائي الحوثي و4 آخرين، تذكّر بمأساة آلاف المختطفين والمخفيين قسريا في معتقلات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والذين يتعرضون لأقسى صنوف التعذيب النفسي والجسدي.

 

وذكر الوزير اليمني، في سلسلة تغريدات على "تويتر" أن جريمة التعذيب الوحشي وقتل الشاب ‎عبدالله الاغبري، كان يمكن أن تمر بهدوء كباقي الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بشكل يومي بحق المواطنين في مناطق سيطرتها وآلاف المختطفين في معتقلاتها، لولا تسرب مشاهد الجريمة البشعة التي وثقتها كاميرا مراقبة‏ وتحولها لقضية رأي عام.

 

وأعرب الوزير اليمني عن أسفه للصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي إزاء الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات المروعة التي تمارسها مليشيا الحوثي بشكل يومي بحق المدنيين بمناطق سيطرتها في انتهاك صارخ وغير مسبوق لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لافتا إلى أن ذلك يمثل وصمة عار في جبين الإنسانية.

 

ويقبع في السجون الحوثية أكثر من 7 آلاف متعقل ومخفٍ قسريا فضلا عن أكثر من 7 آلاف أسير حرب ترفض المليشيا الحوثية تطبيق اتفاق ستوكهولم بشأن تبادلهم، على الرغم من التفاهمات الأولية التي تمت في العاصمة الأردنية عمّان مطلع العام الجاري.