ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية في إيران بنسبة تصل إلى 700%

اقتصاد

اليمن العربي

ارتفعت أسعار الأسمدة الكيماوية في إيران بنسبة تصل إلى 700%، بينما يشعر المزارعون الذين يتعرضون لمشكلات عديدة بسبب الجفاف وعدم الكفاءة في إدارة السوق المحلية بالقلق من تدمير الزراعة في البلاد.

 

وأوردت وكالة أنباء مهر الإيرانية (شبه الرسمية)، الثلاثاء، نقلا عن شركات الخدمات الزراعية المساندة التابعة لوزارة الزراعة، أن سعر عبوة الأسمدة الكيماوية وزن 50 كيلوجراما ارتفع من 140 إلى 500 ألف تومان إيراني (1 دولار= 4200 تومان طبقا لسعر الصرف الحكومي) مسجلا زيادة غير مسبوقة قدرها 700 %، وفقا للعين.

 

وكشف محمد شفيع ملك زادة، رئيس اتحاد المزارعين الإيرانيين، أن مضاعفة أسعار الأسمدة ومدخلات الإنتاج الأخرى قضت على طموح صغار المزارعين الذين تقل مساحة حقولهم عن هكتارين بسبب زيادة تكلفة الإنتاج.

 

ولفت زادة إلى أن حوالي 80 % من المزارعين الإيرانيين هم مزارعين صغار، وبالتالي قد يحجمون عن الزراعة بسبب صعوبة تدبير النفقات.

 

وارتفعت تكاليف الإنتاج الزراعي في إيران بشكل كبير في الأيام العشرة الماضية، حيث سجلت نفقات إنتاج محصول القمح على سبيل المثال زيادة بنسبة 200 % مقارنة بالعام الماضي، وفق زادة.

 

يري مراقبون أنه بالإضافة إلى تهديد الاكتفاء الذاتي من الحاصلات الزراعية، فإن الأزمات الزراعية ستجعل من الصعب للغاية على الفئات ذات الدخل المنخفض الوصول إلى الغذاء بسهولة، وسيتعرض الأمن الغذائي للخطر في إيران.

 

ويضاف غلاء سعر الأسمدة المفاجئ في إيران إلى قائمة من المشكلات التي يتعرض لها المزارعون المحليون منها تفشي الجفاف والإدارة غير الفعالة للمياه في البلاد.

 

 

وكذلك تدني جودة الأسمدة والبذور المستوردة نتيجة معاملات المقايضة لتصريف مخزونات النفط الخام الراكد بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران منذ عامين.

 

وتشمل قائمة المشكلات الزراعية خلال السنوات الأخيرة ارتباك سياسات الدعم الحكومية للمزارعين، فضلا عن العجز والتدخلات المتكررة بإدارة توزيع المنتجات الزراعية في الأسواق المحلية، إلى جانب تصدير المنتجات لجني العملة الصعبة.

 

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لمزارعين إيرانيين يتخلصون فيها من محصولاتهم في الأيام الأخيرة تعبيرا عن سخطهم بسبب التجاهل الحكومي وغلاء أسعار الأسمدة والبذور.

 

وقالت صحيفة كيهان لندن المعارضة التي تصدر بالفارسية من بريطانيا، إن "ارتفاع قيمة بيع الأسمدة الكيماوية خطوة كبيرة من جانب وزارة الزراعة الإيرانية نحو تدمير المجال الزراعي في البلاد".

 

وسيشكل القرار تهديدا خطيرا للأمن الغذائي للبلاد في وقت دفع فيه تفشي فيروس كورونا المستجد البلدان الأخرى للتركيز بشكل أكبر على إنتاج الأغذية وتخزينها، وفق الصحيفة.

 

وأكدت الصحيفة المعارضة أن المزارعين الذين لم يعودوا يقدرون على إنتاج المحاصيل سيهاجرون إلى المدن بسبب الافتقار إلى الإمكانات والبنية التحتية الاقتصادية في المناطق الريفية، وسوف ينخرطون حتما في وظائف وهمية.

 

وحذرت من أن هذا الاتجاه سيقود إلى العديد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك زيادة رقعة العشوائيات بضواحي المدن الكبيرة.