أرمين لاشيت.. الأقرب لخلافة ميركل في حكم ألمانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

مع انطلاق شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، بدأ العام الأخير للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في السلطة بعدما قررت ترك السياسة طواعية بنهاية الفترة التشريعية الحالية في خريف 2021.

 

لكن ملف خلافة ميركل لا يزال مفتوحا على مصراعيه، وإن كان رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا "غرب"، أرمين لاشيت، صاحب الحظ الأوفر. 

 

وتجرى الانتخابات التشريعية في سبتمبر/أيلول 2021، في وقت تتوقع فيه استطلاعات الرأي أن يحقق تكتل الاتحاد المسيحي "يمين وسط" المكون من تحالف حزبي الاتحاد المسيحي "حزب ميركل"، وشقيقه الأصغر، النشط فقط في ولاية بافاريا "جنوب"، الحزب الاجتماعي المسيحي، أكثرية الأصوات، وبالتالي يشكل الحكومة المقبلة.

 

ووفق آخر استطلاع رأي أجراه معهد كانتار لقياس اتجاهات الرأي العام "خاص"، ونشر قبل 3 أيام، فإن الاتحاد المسيحي يتصدر نوايا التصويت بـ36%، يليه حزب الخضر "يسار" بـ18%، ثم الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط" بـ16%.

 

لكن ملف خلافة ميركل داخل الاتحاد المسيحي ،الذي يحكم البلاد من 2005، وبالتالي على رأس الحكومة الألمانية، لا يزال مفتوحا؛ فالحزب الديمقراطي المسيحي لم يستقر بعد على رئيسه الجديد بعد استقالة الرئيسة الحالية أنغريت كرامب كارنباور قبل أشهر، فيما يبدو الحزب الاجتماعي المسيحي أكثر استقرارا في ظل وجود رئيسه القوي ماركوس زودر، حاكم بافاريا.

 

ولاختيار شخصية لقيادة الاتحاد المسيحي في الانتخابات المقبلة، تصبح فيما بعد المرشح لتشكيل الحكومة الألمانية، يجب أولا حسم ملف رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي، ثم الوصول لتوافق بين الحزبين المشكلين للتكتل حول من يقوده في الاقتراع. 

 

ويجري الحزب الديمقراطي المسيحي انتخاباته الداخلية نهاية العام الجاري، إذ يتنافس على رئاسته لاشيت، وزعيم الكتلة البرلمانية للحزب سابقا، فريدرش ميرتس، والنائب البارز نوربرت رونتغن، لكن رئيس حكومة شمال الراين الأقرب لحسم المنصب.

 

ورغم أن ماركوس زودر، أكثر شعبية من لاشيت على المستوى الاتحادي، بل إن استطلاعات الرأي تضع الأول في المرتبة الثانية بين أكثر السياسيين شعبية في البلاد بعد ميركل، ألا أن فوز لاشيت المرجح برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي يجعله الأقرب لقيادة تكتل الاتحاد المسيحي في الانتخابات المقبلة، وبالتالي يكون المرشح الاوفر حظا لحكم ألمانيا بعد المستشارة الحالية.

 

ووفق شبكة "بي آر 24" الألمانية، فإن فوز أرمين لاشيت برئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي وتعيينه وزير الصحة الأربعيني يانس شبان نائبا له كما أعلن في وقت سابق، سيوحد الحزب خلفه.

 

 ومن ثم، يذهب للتفاوض مع زودر، والحزب الاجتماعي المسيحي "الحزب الأصغر"، وهو الطرف الأقوى، وبالتالي سيحسم رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا المفاوضات لصالحه ويكون خليفة المستشارة الحالية، وفق المصدر ذاته.

 

امتداد لميركل 

 

قيادة أرمين لاشيت المتوقعة للاتحاد المسيحي في الانتخابات المقبلة، ومن ثم تشكيله الحكومة المقبلة في حال فاز الاتحاد بالأكثرية كما تتوقع استطلاعات الرأي، لن يدشن بداية عصر جديد في السياسة الألمانية، وإنما ستكون فترته امتدادا لحكم ميركل، وفق تقرير لصحيفة "دي فيلت" الألمانية.

 

وفيما يعتبر زودر محافظا ومتشددا في ملف الهجرة، فإن لاشيت على النقيض يعد أحد أهم أركان معسكر ميركل، ويتبنى أفكارا شديدة الليبرالية، ومنفتحة في ملف اللاجئين، ويؤيد المجتمع متعدد الثقافات والأعراق، حسب موقع "فيلت فروينده" الإخباري الألماني.

 

وفي تصريحات سابقة، قالت لاشيت "لا يتعين علينا النظر إلى التنوع العرقي والثقافي في بلادنا على أنه تهديد، بل كفرصة وتحدٍ".

 

كما أن أولويات لاشيت في برنامجه الانتخابي ستكون التعليم والصحة والأمن الداخلي، ورفض التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف"، حزب المعارضة الرئيسي بسبب توجهاته المتطرفة، تماما مثلما فعلت ميركل في الانتخابات السابقة في 2017.

 

وفي نهاية 2018، أعلنت ميركل "66 عاما" تنازلها عن رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي. كما أعلنت المستشارة المعروفة بالمرأة الحديدية، انسحابها نهائيا من الحياة السياسية بنهاية الفترة التشريعية الحالية في خريف 2021. لكن هذا الخروج يخلق فراغا كبيرا في السياسة الألمانية، خاصة بعد نجاح ميركل في قيادة البلاد بنجاح كبير في أزمات منها تفشي جائحة كورونا المستجد.