القمة العالمية للصناعة: الهيدروجين يعيد صياغة سلاسل الطاقة العالمية

اقتصاد

اليمن العربي

أكد مشاركون في جلسات المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، التي تختتم أعمالها اليوم السبت أن التوجه الداعم لتطوير الهيدروجين كمصدر للطاقة سيساهم في إعادة صياغة سلاسل الطاقة العالمية ،وخلق فرص للدول النامية للعب دور مهم في هذا القطاع.

 

 وألقت إليزابيث وينكلماير بيكر، أمين دولة للشؤون البرلمانية في الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا، كلمة افتتاح للجلسة أعقبها نقاش أداره هولجر لوش، نائب المدير العام لاتحاد الصناعات الألمانية، حول " اقتصاد الهيدروجين العالمي وجهود التحول إلى صناعة مستدامة وإنشاء سلاسل عالمية جديدة للقطاع الصناعي" .

 

وقالت وينكلماير بيكر " تهدف سياستنا الصناعية إلى تحويل الصناعة الأوروبية إلى صناعة أكثر التزامًا بالبيئة، وبالتحول الرقمي وأكثر قدرة على التعامل مع الأزمات.

 

وأضافت" لا شك أن سلاسل القيمة الأوروبية المبتكرة والاستراتيجية والتي توظف أرقى التقنيات الرقمية ستلعب دورًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف، ونحن مصممون على مواصلة تعزيز الانتقال نحو الطاقة النظيفة، ويسمح الهيدروجين الذي يتم إنتاجه بطريقة صديقة للبيئة بخفض انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة، لا سيما في الصناعة والنقل ".

 

وشارك في جلسة النقاش كل من أرمين شنيتلر، الرئيس التنفيذي لشركة "سيمنس إنيرجي"، والرئيس التنفيذي لرابطة الهندسة الكهربائية والتقنيات الإلكترونية وتقنيات المعلومات، والدكتورة كريستين ويستفال، المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية وعضو المجلس الوطني للهيدروجين، ودانيل ميلز، مدير إنتاج الطاقة النظيفة والهيدروجين في شركة "بي أو سي" التابعة لمجموعة لايند الأسترالية.

 

ويرى العديد من الخبراء أن إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة قد يكون الطريقة الوحيدة الأكثر فعالية للحد من انبعاثات الكربون الضارة ومعالجة تحدي التغير المناخي.

 

 وتطرق الخبراء المشاركون في الجلسة لمناقشة التحديات التي تعيق بناء سوق عالمية للهيدروجين والدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه السوق في الحد من انبعاثات الكربون.

 

وأشارت الدكتورة كيرستن ويستفال إلى أن مصادر الطاقة المتجددة غيرت مشهد الطاقة العالمي وأن الهيدروجين يمكن أن يكون له تأثير مماثل في المستقبل .

 

وقالت وينكلماير بيكر " كثيرًا ما يشار إلى الهيدروجين على أنه "نفط المستقبل"، لكن علينا أن نقطع شوطًا طويلًا قبل أن نرى سوقًا عالمية للهيدروجين تماثل سوق النفط الحالية، وفي حال تم إنشاء سوق عالمية للهيدروجين، فاعتقد بأنها ستكون مختلفةً كليًا عن أسواق النفط، خاصة وأن الهيدروجين يمكن إنتاجه باستخدام الطاقة المتجددة

 

 

وتابعت"هذا من شأنه أن يؤدي إلى تطوير سلاسل قيمة للطاقة توفر العديد من الفرص لكل من الدول الغنية بالطاقة المتجددة وللدول المتقدمة في مجال تكنولوجيا الطاقة "

 

وأضافت  " يوفر الهيدروجين الكثير من الفرص، وستشكل الشراكات العالمية وطبيعتها عاملًا حاسمًا في الطريقة التي سيتم من خلالها الاستفادة من هذه الفرص، وهذا أمر مهم للغاية من وجهة النظر السياسية والجغرافية الاقتصادية، ويتطلب تحديد المشاريع المشتركة عبر سلاسل الطاقة العالمية.

 

 أما بالنسبة للنفط، فقالالأمر مختلف كليًا، حيث يلعب الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية والبنية التحتية الدور الرئيسي في تشكيل سوق النفط العالمية، وقد استغرق العالم وقتًا طويلًا لبناء نظام عالمي لتجارة النفط، ولذلك آمل أن يتم تطوير بناء نظام عالمي لسوق الهيدروجين بسرعة أكبر وبطريقة مختلفة".

 

وأشارت  الدكتورة كريستين ويستفال إلى أن الاهتمام المتزايد بالهيدروجين يعود إلى دوره في الحد من انبعاثات الكربون، خاصة بعد تنامي الدعوات المطالبة بوقف الأضرار المتزايدة التي تسببها النشاطات الصناعية والاقتصادية للمناخ، والإدراك المتزايد لأهمية وضع برامج أكثر مراعاة للبيئة للمساهمة في التعافي من أزمة الوباء، داعية إلى ضرورة اغتنام فرصة الاهتمام المتزايد بقضايا المناخ لدعم التوجه إلى الهيدروجين كمصدر للطاقة وتعزيز حصته في السوق.

 

وقالت: " أعتقد أن دعم الدول لهذا التوجه في حزم التحفيز سيشكل خطوة مهمة للغاية لتشجيع التحول في مجال الطاقة، ويحتاج ذلك إلى بناء علاقات ثنائية متينة، وبناء شراكات في مجال الاستيراد والتصدير، وتأسيس مبادئ عالمية لحوكمة قطاع الهيدروجين.

 

 من جهته، قال دانييل ميلز : " تشهد الطاقة المتجددة نموًا كبيرًا وتكتسب حصة أكبر من سوق الطاقة، إلا أن إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة غالبًا ما يتم خلال النهار، عندما يكون الطلب على الكهرباء في أدنى مستوياته، وهو ما يشجع على استخدام الفائض من الكهرباء التي تم توليدها لإنتاج الهيدروجين ".

 

وأضاف ميلز : " على الصعيد الآخر، تشهد أسعار الطاقة ارتفاعًا كبيرًا خلال فترة ما بعد الظهر، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا للقطاع الصناعي وخاصة الصناعات التحويلية، ونهدف إلى استخدام الهيدروجين كآلية للتخزين للمساعدة في استغلال الفائض الكبير لمصادر الطاقة المتجددة خلال النهار للاستفادة منه لاحقًا لتغطية احتياجات القطاع الصناعي والمنازل من الطاقة".