مخاطر تحدق باقتصاد تركيا.. ليبيا وبايدن وشعبية أردوغان

اقتصاد

اليمن العربي

انقضى شهر أغسطس/آب بردا وسلاما على الاقتصادات الناشئة، على الرغم مما يسببه موسم الإجازات عادةً لهذه الأسواق من تراجع للعملات وتداعياتها الاقتصادية.  

 

وأرجع تقرير لوكالة بلومبرج هذا الهدوء النسبي إلى 3 عوامل: تدفقات الاستثمار الآخذة في التعافي، وبلوغ سوق الأسهم لأعلى مستوياتها على الإطلاق، وعوائد السندات الدولارية التي وصلت لأدنى مستوياتها منذ أوائل مارس/ آذار الماضي. وذلك على الرغم من التقلبات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

 

 لكن التقرير حذر الأسواق الناشئة من مواجهتها لمصاعب اقتصادية مرتقبة، مؤكدا أن السوق في تركيا سيواجه نوبة جديدة من الاضطرابات، بخلاف جميع المخاطر التقليدية، بالإضافة إلى معدلات الإصابة المتنامية بفيروس كوفيد - 19.

 

وكشف التقرير أن مكاسب الأسواق الناشئة، في أسواق الأسهم على الأقل، مدفوعة إلى حد كبير بحفنة من الشركات الصينية في الغالب.

 

وتابع: "على المدى الطويل، هناك احتمال لا مفر منه أن تبدأ مليارات التحفيز، التي يلقيها الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى في الأسواق في الانحسار. وهناك مسألة صغيرة تتعلق بالانتخابات الأمريكية، وهو حدث قد يكون له عواقب سلبية على الأسواق بغض النظر عمن سيفوز".

 

إذن ما الذي قد يخبئه باقي عام 2020 للأسواق الناشئة؟ وكيف ستلعب في العام المقبل؟.

 

وحذرت وكالة بلومبرج من مواجهة الأسواق الناشئة 5 مخاطر في الفترة المقبلة، 3 منها تهدد تركيا بشكل مباشر.

 

1 – أصدقاء ترامب

أشار التقرير إلى أنه في حالة فوز المرشح الأمريكي المعارض جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة فإن دولا مثل روسيا وتركيا والفلبين وبولندا والمجر والتي يتمتع قادتها بعلاقات وثيقة مع ترامب، ستواجه توترا في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وقال تيموثي آش، المحلل الاستراتيجي في شركة بلوباي إست ماندجمنت، التي تتخذ من لندن مقرا لها إن "بايدن سيركز على حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية كمبدأ أساسي في الشؤون الخارجية. ومن ثم نتوقع المزيد من العقوبات”.

 

2 - الصين

أوضحت الوكالة أن تنامي المشاعر المعادية للصين والقلق بشأن الأمن القومي سيتغلب على محاولات الرئيس بايدن تحويل الخلافات مع بكين إلى حوار بناء. وستزداد عزلة الصين مع إتباع بايدن سياسة مماثلة لسلفه بموافقة دول من بينها المملكة المتحدة والهند، في الوقت الذي سيمهد فيه نجاح دونالد ترامب في الفوز بفترة رئاسية ثانية الطريق أمام حل الأزمة الصينية بشكل قطعي ويؤدي إلى ظهور عداءات واضحة ضد الصين من جميع الدول الأوروبية والمملكة المتحدة والهند وكذلك بعض الدول الأسيوية، التي ستنشأ بينها حروب تجارية جديدة للمنافسة، على حد قولها.

 

3 – الاضطرابات في أمريكا اللاتينية

أشار التقرير إلى أن المظاهرات العنيفة التي تجتاح القارة من ساو باولو في البرازيل إلى سانتياجو في تشيلي، التي خرجت احتجاجا على تنامي مستويات الفقر ومعدلات الإصابة بفيروس كورونا، ستتسبب في تخلف منطقة أمريكا اللاتينية عن الركب، في الوقت الذي تلتحق فيه أوروبا الشرقية بالدول الأكثر ثراءً وستشهد أمريكا اللاتينية قفزات كبيرة في معدلات الفقر والفقر المدقع نتيجة للوباء.

 

4 – الصراع على السلطة في تركيا

كشف التقرير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يأخذ موقفًا أكثر عداءً في منطقة شرق المتوسط، بعد أن تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي الأخيرة، وأن تركيا ستواجه المزيد من العقوبات المشددة في الفترة المقبلة بسبب انتهاكها للمياه الإقليمية لقبرص واليونان، محذرة من أن الليرة التركية قد تشهد موجة قاسية جديدة من الانهيارات، وتفرض السلطات قيودا أكثر صرامة على السوق.

 

ويقول كريستيان ماجيو، الخبير الاستراتيجي في شركة تي دي سكيورتيز في لندن: "إذا تصاعدت التوترات بين تركيا واليونان، أتوقع فرض المزيد من العقوبات القاسية على تركيا."

 

5 – الحرب الأهلية في ليبيا

حذرت الوكالة في تقريرها من تحول ليبيا مستنقع جيوسياسي وأن يشهد الصراع المزيد من التوتر نتيجة لتدخل عدد من الأطراف مثل فرنسا وتركيا، لن يتمكن الاتحاد الأوروبي أو أمريكا من تهدئته. وأوضح التقرير الأموال الساخنة ستهرب من كافة دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن حالات الفزع والهلع المالي ستسيطر على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان.