خبراء سودانيون: الإمارات بلد السلام ودورها محوري في اتفاق جوبا

عرب وعالم

اليمن العربي

أعد موقع "العين الإخباري" تقرير كشف فيه عن دور الإمارت في اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة الذي وقع خلال الأيام الأخيرة.

 

وحسب الموقع، قال خبراء سياسيون سودانيون إن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورا محوريا في اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة وتحالف الجبهة الثورية المسلح في جوبا.

 

واعتبروا أن ما قامت به الإمارات تجاه السلام، يأتي امتدادا للدور الريادي الذي لعبته في عملية التغيير السياسي في البلاد ودعمها اللامحدود لخيار الشعب السوداني في التحول الديمقراطي.

 

وكانت الإمارات من أوائل الدول التي قدمت دعما ماليا وسياسيا للسلطة الانتقالية التي تشكلت عقب الإطاحة بنظام عمر البشير، كما استضافت القادة السودانيين في الحكومة والحركات المسلحة ضمن مساعيها لتمهيد المواقف بما يقود إلى تحقيق السلام.

 

وأثمرت هذه الجهود عن توقيع اتفاق تاريخي بين الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية في العاصمة جوبا، الإثنين الماضي، تلك الخطوة التي وجدت ترحيبا عربيا واقليميا ودوليا، لكونها تمهد لطي صفحة عقود من الحرب الأهلية في البلاد.

 

وامتدح رئيس حزب الأمة السوداني، مبارك الفاضل المهدي، الدور الكبير الذي قامت به الإمارات في عملية السلام في بلاده، وأحصى مواقف بعينها تؤكد مسيرة أبوظبي ومساعيها لوقف الحرب في السودان.

 

وقال المهدي وفقا لـ"العين الإخبارية: "الإمارات قادت جهود تليين المواقف وتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، إذ قامت بدعوة جميع قادة هذه الحركات لمشاورات في أبوظبي".

 

وأضاف: "كما دعت معظم أحزاب الحرية والتغيير لمشاورات منفصلة في أبوظبي، وجمعت بين بعض قادة الفصائل وممثلين للسيادي في الإمارات لتقريب وجهات النظر".

 

وشدد على أن أدوار أبوظبي امتدت لاستضافة فريق الوساطة من دولة جنوب السودان، ومولت اللوجستيات الخاصة بمفاوضات جوبا كاملا لما قارب العام.

 

وشكلت الإمارات حضورا لافتا في مفاوضات السلام ومراسم توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى، تلك المواقف وجدت الإشادة من الوساطة الجنوبية والقيادات السودانية خلال الاحتفال الذي أقيم في جوبا.

 

وعلى ذات المنحى، قال المحلل السياسي محمد علي محمدو إن السند الإماراتي للمفاوضات كان واحدا من المسائل التي عجلت بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح.

 

وقال محمدو لـ"العين الإخبارية": "ليس مستغربا أن تقود الإمارات هذه المساعي الإيجابية بحق السودان، فهي من أوائل الدول التي أيدت ثورة ديسمبر المجيدة ودعمت خيار الشعب السوداني في التغيير والتحول الديمقراطي".

 

وأضاف "الإمارات تتمتع بكاريزما سياسية ودبلوماسية ومقبولية لدى الطيف السوداني والأطراف المتفاوضة، لذلك تكللت مساعيها بالنجاح في الوصول إلى اتفاق سلام أسعد الملايين في ربوع البلاد وشكل أساسا لطي عقود من الحرب".

 

وتابع: "ينتظر أن تواصل دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة دعمها لمسيرة السلام في السودان وإسناد عملية التنفيذ حتى تحقق هذه الاتفاقية غرضها".

 

وتسود الأوساط السودانية حالة من الرضاء إزاء وقفة الإمارات الصادقة مع بلادهم ومساندتها ماليا وسياسيا، وتعززت هذه الصورة الإيجابية عقب بروز دور أبوظبي الهام والمحوري في محادثات السلام.

 

مسؤولة القسم السياسي في صحيفة "صوت الأمة" السودانية، وفاق التجاني، قالت إن "الإمارات بلد محبة للسلام والتسامح والإخاء وليس مستغربا دعمها لمفاوضات الأطراف في بلادنا والتي أفضت للنتائج التي نتطلع إليها جميعا".

 

وأضافت التجاني، خلال حديثها للعين الإخبارية: "في تقديري أن الإمارات تكن كثيرا من الاحترام لشعب السودان لذلك دعمت خياره في التحول الديمقراطي، وأسهمت في حجب نزيف الدماء من خلال دورها الفاعل في الوساطة الإثيوبية الأفريقية التي قادت للمصالحة بين المدنيين والعسكريين".

 

وتابعت: "جزيل الشكر للإمارات حكومة وشعبا على وقفتهم التاريخية مع بلادنا وإسهامها في تحقيق السلام، الذي طالما استعصى على جميع النخب في الحقب الماضية".

 

والإثنين الماضي، شهدت عاصمة جنوب السودان مراسم توقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى، بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية، وذلك بعد مفاوضات استمرت نحو عام.

 

التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق سلام ينهي سنوات من الصراع الدامي، يأمل السودانيون أن يعيد صياغة مستقبلهم بعد رحلة ماراثونية لأكثر من عام انخرط فيها الفرقاء في مفاوضات رعاها الاتحاد الأفريقي.

 

وأظهرت مشاهد بث مباشر للقاعة التي احتضنت مراسم التوقيع رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك، يلوحان بعلامة النصر فيما تبادل وفدا المفاوضات التحية عقب توقيع الاتفاق الذي وقع عليه أيضا الرئيس سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان .