كيف رعت الإمارات اتفاق السلام التاريخي في السودان؟

عرب وعالم

اليمن العربي

وقعت الحكومة السودانية اتفاق السلام التاريخي مع حركات الكفاح المسلح، الاثنين، في مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان التي شهدت احتفالية ضخمة بالمناسبة، فيما رحبت دول عربية وغربية بالاتفاق؛ حيث أكدت دعمها لاستمرار كل ما يسهم في تعزيز أمن البلاد.

 

ويتيح الاتفاق الذي أنهى 17 عاماً من الاقتتال، وحظي بحضور إقليمي لافت، وشهده رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تمثيلاً سياسياً، وتفويضاً بصلاحيات، واندماجاً في قوات الأمن، وحقوقاً اقتصادية وفرصة لعودة النازحين.

 

وشملت البروتوكولات الموقعة مسارات دارفور إلى جانب المنطقتين والشمال والشرق والوسط إضافة إلى القضايا القومية.

 

ووقعت الاتفاق حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان بقيادة مني مناوي، والحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال بقيادة مالك عقار، في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم رئيس الحركة، وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي والتحالف السوداني وتجمع قوى تحرير السودان ومؤتمر البجا، والجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، وحركة تحرير كوش.

 

ووقع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت نيابة عن حكومته، فيما وقع محمد حمدان دقلو رئيس الوفد الحكومي.

 

وقال رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان: إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في السودان؛ بمعالجة جذورها، وأضاف: السلام يشكل المسعى الأهم لنا في ترتيبات الفترة الانتقالية، والاتفاق يمثل التزاماً بعبور المرحلة الحرجة التي تواجه البلاد، وأعرب عن أمله بأن يجني أبناء السودان ثمار الاتفاق؛ بتغيير حقيقي.

 

ودعا الذين لم يوقعوا الاتفاق إلى اللحاق به، وقال: «من جوبا أرسل دعوة صادقة للقائد عبد العزيز الحلو، والقائد عبد الواحد محمد نور؛ للانضمام إلى عملية السلام، وألا يفوتهما هذا الشرف».

من جانبه، قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام، الفريق أول محمد حمدان دقلو: إنه طوال عقود الحرب الطويلة لم يكسب أي أحد، ولن يكسب أحد، وأضاف: بل خسرنا كل الماضي، وربما نخسر المستقبل إن لم نعترف بالفشل، ونواجه الحقيقة، ونقف اليوم في الجانب الصحيح من التاريخ؛ بتجاوز تلك المراحل المؤسفة.

 

وحيا تضحيات النساء والأطفال والشباب والشيوخ في مناطق النزاع. وأشار حميدتي إلى أن الحروب لا تقوم من فراغ، وقال: في بلادنا تحديداً كانت الحروب نتيجة لغياب العدالة، وعدم اعترافنا بالتنوع، وغياب المشروع الوطني، ودعا للتحرّر من فشل وأخطاء الماضي، بدولة ورجالات دولة ونخب سياسية، مبيناً أن الحل في ذلك ب«أن نتحرر من فشل وأخطاء الماضي؛ كي نتحصن لرحلة الانتقال إلى سودان المستقبل».

 

وأكد حميدتي حرص ورغبة الدولة في استئناف المحادثات مع الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وانضمام حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور. وجدد الدعوة للشركاء الإقليميين والدوليين؛ للإيفاء بتعهداتهم تجاه عملية السلام في جنوب السودان حتى يعبر هذه المرحلة الحساسة من تاريخه.

وشكر دولة جنوب السودان والرئيس سلفا كير ميارديت والوساطة، ودول: الإمارات وتشاد والسعودية ومصر، ودول الترويكا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، وجميع المنظمات الإقليمية والدولية.

 

 

بدوره، أهدى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اتفاقية السلام التي تم توقيعها إلى الأطفال النازحين واللاجئين الذين اكتووا بنيران الحروب، وفقدوا مأواهم، وتعهد باستكمال مسيرة السلام.

 

وأضاف: اليوم بداية طريق السلام، السلام الذي يحتاج إرادة قوية وصلبة كإرادة ديسمبر التي حطمت حصون الطغاة والمستبدين.

وتوجه حمدوك بدوره إلى «رفاقنا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة القائد عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، نحن في انتظارهم».

 

ووجه حمدوك رسالة لشعبه قال فيها: إن هذا السلام أمانة يجب نحملها جميعاً ونتحمل مسؤوليتها.

 

كما شكر كل من قدم يد المساعدة من الدول الشقيقة والصديقة، كالاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وقال: اسمحوا لي بأن أخص بالشكر دول: الإمارات، تشاد، مصر والسعودية وكل دول الايقاد.

 

من جهته، أعلن رئيس الحركة الشعبية شمال، مالك عقار، نهاية الحرب بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

إلى ذلك، رحبت دول عربية وغربية بالاتفاق، وأكدت تلك الدول استمرار دعمها لكل ما يسهم في تعزيز أمن السودان.

ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بالاتفاق، وقال سفير دولة الإمارات لدى السودان حمد الجنيبي في تغريدات على حسابه عبر «تويتر» إن الاتفاق لحظة تاريخية، ودولة الإمارات وحرصاً منها على ترسيخ السلام في السودان؛ عملت على إنجاز هذا الاتفاق التاريخي.

 

بدورها، أكدت وزارة الخارجية السعودية، ترحيبها بالاتفاق.

 

كما اعتبرت، بحسب ما نقلت وكالة «واس»، أن هذا التطور يعد خطوة مهمة على طريق تحقيق طموحات الشعب السوداني وآماله المشروعة في السلام، وتعزيز سيادة بلاده،وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن ترحيبه بالاتفاق .

ورحبت مصر بالاتفاق، وجددت تأكيدها بالوقوف إلى جانب الأشقاء في مساعيهم الحثيثة؛ من أجل إحلال السلام، بما يعود بالاستقرار والمنفعة والرخاء على الشعب السوداني الشقيق.

 

وأعربت القاهرة في بيان لها، عن استعدادها لمواصلة دعمها لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في السودان، بالتنسيق مع مختلف الشركاء الإقليميين والدوليين.

 

ومن جانبها، رحبت جامعة الدول العربية بالاتفاق، وقال أمينها العام، أحمد أبو الغيط: إن الجامعة ملتزمة بدفع كافة أشكال التعاون والتنسيق مع جميع شركاء السلام السودانيين خلال الفترة الانتقالية القادمة.

 

كما رحبت الكويت بتوقيع الاتفاق، وأكدت الخارجية في بيان، مساندة الكويت للسودان في هذه المرحلة، ودعمها لجهود السلام.

 

ورحبت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، بالاتفاقية، مؤكدة أنها ترسي الاستقرار المستدام.

 

وطالبت الحكومة السودانية وشركاءها بإنشاء مفوضية السلام والمجلس التشريعي الانتقالي والبدء في تحقيق الإدارة والعدالة المسؤولة في كل السودان، كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للاتفاق.

 

وقال الممثل الخاص المشترك لبعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد)، جيريمايا مامابولو، نأمل أن ينظر إلى هذه الاتفاقية على أنها بداية لعملية تتضمن كل الخطوات الإيجابية نحو السلام والعدالة والوحدة الوطنية.

 

فيما أعلن رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، عن ترحيبه باتفاق السلام، وقال: أدعو جميع الأطراف لتحويل الاتفاق إلى واقع ملموس ونطالب المجتمع الدولي بدعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.