بالأدلة.. دولة الإمارات حاضنة التسامح والسلام

عرب وعالم

اليمن العربي

عقود من الحرب أنهتها، ولحظات للتاريخ كتبتها، وأرض للتسامح والتعايش وهبتها.. إنها دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

فمن سلام إريتريا وإثيوبيا مرورا بالانتقال السلمي للسلطة بالسودان، إلى اتفاق الخرطوم والحركات المسلحة، سارت الإمارات على نهج ثابت توجته بمعاهدة إبراهيم مع إسرائيل التي أوقفت بموجبها خطة الضم الإسرائيلية، وأحيت آمال سلام دائم بالمنطقة..

 

إنها الإمارات، هذه الدولة التي نجحت عبر دبلوماسيتها الرصينة والهادئة، في تجميع الأطراف المتنازعة، وتفتيت الصراعات، وجمع المواقف المتباينة تحت راية السلام، سيرا على درب مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

 

مسار سلام رفرف انطلاقا من أراضيها التي تضم أكثر من 200 جنسية مختلفة، يعيشون في بيئة خالية من العنف والتشدد والعنصرية والتفرقة بين الشعوب، رغم اختلاف الدين والجنس والعرق.

 

وهي نفسها الدولة التي اختارها بابا الفاتيكان فرنسيس لتكون محطته في إطار زيارته إلى الخليج العربي، ما يعكس الدور الحضاري للإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان.

 

اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية الإثنين، بالأحرف الأولى وبرعاية إماراتية، مع حركات مسلحة في دارفور أنهى 17 عاما من القتال في الإقليم الواقع غربي البلاد.

 

ولاقى الاتفاق ترحيبا دوليا واسعا نظرا لأهميته بالنسبة لبلد يتأهب لإنهاء مرحلته الانتقالية وبناء مؤسسات دائمة تكفل لشعبه الاستقرار والأمن.

 

وفي كلمته خلال حفل التوقيع على الاتفاق، أكد حمد محمد حميد الجنيبي، سفير دولة الإمارات لدى الخرطوم، أن بلاده عملت على إنجاز هذا الاتفاق حرصا منها على ترسيخ السلام في السودان.

 

ولفت السفير الجنيبي إلى أن الإمارات ظلت، على مر واختلاف العهود، تحتفظ بعلاقات تاريخية وثيقة ووطيدة مع السودان، قائمة على التعاون والتنسيق والتشاور المستمر حول المستجدات من القضايا والموضوعات المشتركة.

 

وانطلاقا من تلك الثوابت، أضاف السفير أن دولة الإمارات رعت هذا الاتفاق التاريخي من خلال حث جميع الأطراف، منذ عام مضى، على التوصل لاتفاق يهدف إلى استقرار السودان، آملة أن يحقق التطلعات المرجوة، ويرسخ متطلبات السلام بما يعود بالخير والمنفعة على السودانيين والمنطقة.

 

ويعتبر الاتفاق ثمرة جهود كبيرة بذلتها الإمارات على مدار سنوات، وجزءا من مساعٍ موازية لمساعدة السودان على انتقال سلمي للسلطة فيه.

 

وفي 11 يونيو/حزيران 2019، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يقول عبر تويتر: "رصيدنا الخير، ومصداقيتنا وسيلتنا للمساهمة في دعم الانتقال السلمي بما يحفظ الدولة ومؤسساتها في السودان الشقيق، لا شك في أنها مرحلة حساسة، بعد أعوام ديكتاتورية البشير والإخوان".

 

وأضاف قرقاش: "علاقتنا التاريخية والمشتركة والمتميزة مع السودان الشقيق أبدية، وسعينا الدائم للمساهمة في قضايا التنمية والاستقرار سيستمر، خطوطنا ميسرة في التواصل مع كافة الأطراف ودورنا منظوره وطني وعربي هدفه دعم الاستقرار والانتقال السياسي المنظم والسلس".

 

الاتفاق مع إسرائيل.. نحو سلام شامل

لسنوات طويلة، ظلت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية مجمدة، لأسباب عديدة في مقدمتها التوحش الإسرائيلي في بناء المستوطنات ما هدد فكرة السلام وحل الدولتين، غير أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية جاءت لتعيد الأمل في هذا الحل من جديد.

 

معاهدة تاريخية، أجمع أنصار السلام عبر العالم على أنها تشكل نقطة ارتكاز في تاريخ السلام بالشرق الأوسط، ومنعطفا نحو تعليق خطط الضم، البند الذي اشترطته الإمارات بقوة قبل توقيع المعاهدة، ما يحيي آمال استئناف المفاوضات، وقيام دولة فلسطينية.

 

وتعتبر المعاهدة إنجازا للفلسطينيين، من حيث نجاحها في وقف خطة إسرائيل لضم أجزاء من الضفة في مهدها.

 

وفي هذا الإطار، وصف الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في تصريحات سابقة، اتفاق وقف ضم الأراضي الفلسطينية بالإنجاز الدبلوماسي المهم.

 

كما أكد أن الاتفاق يفتح آفاقا جديدة للسلام والاستقرار في المنطقة.

 

إريتريا ـ إثيوبيا.. مصالحة برعاية إماراتية

لم يكن أكثر المتفائلين في إريتريا وإثيوبيا ليتخيل يوما أنه من الممكن أن يرى العناق الحار بين الرئيس الإريتري أسياس أفورقي وهو يستقبل ضيفه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي في المطار.

 

مشهد تلته لحظة تاريخية، في 2018، بإعلان البلدين إنهاء "حالة الحرب" بينهما، ليضعا حدا لعداء استمر لنحو عقدين من الزمن، في خطوة جاءت تتويجا لرعاية دولة الإمارات للمصالحة بين البلدين، في إطار دبلوماسيتها الهادئة والحكيمة.

 

وبتوقيع اتفاق السلام، أسدل البلدان الستار على واحدة من أطول المواجهات العسكرية في أفريقيا، والتي استنزفت البلدين، وجعلت مواردهما توجه نحو التسليح بدل التنمية الداخلية وتحقيق رفاه شعبيهما.

 

البابا فرنسيس يختار أبوظبي

اختار البابا فرنسيس أبوظبي لتكون محطته في إطار زيارة تاريخية أجراها في فبراير/شباط 2019 إلى الخليج العربي، ما ترجم الدور الحضاري للإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان.

 

وجاء الاختيار استنادا لما تتمتع به الإمارات من سمعة منبثقة عن كونها نموذجا في التسامح والتعايش الإنساني بين الثقافات والحضارات وأتباع الديانات المختلفة على أسس سليمة، قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر وإشاعة روح المحبة والسلام.

 

وللإمارات مسار ملموس في تحقيق مبدأ التعايش المشترك، فهي الأرض التي تضم أكثر من 200 جنسية، يعيشون جميعا في كنف التسامح وقبول الآخر، كما سبق للبلاد أن نظمت العديد من المؤتمرات والفعاليات التي تعكس قيم الحوار بين الأديان، على غرار ملتقى تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات.

 

ولترسيخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر المختلف، استحدثت الإمارات منصب وزير دولة للتسامح في فبراير/شباط 2016.

 

استقرار اليمن 

في اليمن، تبنت الإمارات استراتيجية سلام على مدار سنوات، في إطار التحالف العربي لاستعادة الشرعية، عبر بدور حيوي متعدد الأوجه.

 

دور لم يقتصر على المشاركة العسكرية في مواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية، وإنما بذلت جهودا جبارة في مواجهة الإرهاب والتصدي لمحاولة تنظيم القاعدة استغلال الظرف الاستثنائي في اليمن والاستيلاء على أجزاء من أراضيه.

 

كما أظهرت الإمارات دعما للجهود الأممية الرامية إلى حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية.

 

وفي إطار استراتيجية السلام نفسها، امتدت سواعد الإمارات عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، لتصل إلى اليمنيين الأكثر تضررا، عبر مساعدات متنوعة من أغذية وأدوية وألبسة وأغطية ومعدات إيواء، وافتتحت العديد من المدارس وقامت بتجهيزها.