داود أوغلو عن ضريبة الاستهلاك: أردوغان يرفّه حاشيته على حساب الأتراك

عرب وعالم

اليمن العربي

شنّ أحمد داود أوغلو، رئيس حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، هجومًا على نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، على خلفية قيامه برفع ضريبة الاستهلاك الخاص على السيارات المستوردة.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الأسبق، مساء الأحد، خلال مؤتمر حزبه الأول بولاية سكاريا (غرب)، حيث شارك فيه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة .. وفق "العين الإخبارية".

 

ووفق الموقع الإخباري التركي "تي 24"، وتابعته "العين الإخبارية"، قال داود أوغلو إن "نظام أردوغان وحاشيته يقومون بزيادة الضرائب حتى يتسنى لهم الإنفاق على حياتهم المرفهة الفاخرة".

 

وأضاف: "بعد ضريبة الاستهلاك الخاص الجديدة، لا أحد من المواطنين سيتمكن من شراء سيارة أو بيع ما لديه؟".

 

وأشار إلى أن النظام يستغل القيم الدينية من أجل التستر على الحقائق، ويزعم أنه يحارب الفوائد، والسنوات الأخيرة شهدت زيادة نفقات الفوائد بالبلاد بمقدار 85%، لتسجل قيمتها حاليًا 120 مليار ليرة".

 

ولفت إلى أن 10% من الأتراك (في إشارة لأردوغان وحاشيته) هم من يعيشون الحياة الأوروبية، فيما يعيش الباقون ما هو أسوأ".

 

وتابع قائلا: "هذا النظام دأب على زيادة الضرائب بكافة أشكالها حتى يتسنى له الإنفاق على حياتهم الفاخرة بالقصور".

 

على الصعيد ذاته، قال داود أوغلو إن 12 مليار دولار ضاعت هباءً في يوليو/تموز الماضي من أجل الحفاظ على سعر الليرة عند 6.85".

 

وأشار إلى تلاشي وضياع 106 مليارات خلال عام ونصف العام، 60 مليار منها دفعت للمستثمرين الخارجين من تركيا بعد أن فقدوا الثقة بها.

 

وأكد على أن النظام الحاكم بزيادة ضريبة الاستهلاك الخاص الأخيرة، جعل من تركيا بطلًا على مستوى العالم.

 

وأوضح أن "50% من المواطنين الأتراك يتقاضون رواتب أقل من 2500 ليرة، إجمالًا هناك 83% من المواطنين يتقاضون رواتب تتراوح بين ألفين و4 آلاف".

 

واستطرد مستنكرًا: "بالطبع أصحاب المعالي من يعيشون حياة الرفاهية ويركبون أحدث سيارات، لا يتقاضون مثل هذه الرواتب".

 

ولم يجد النظام التركي حيلة لوقف رحلة انهيار صناعة السيارات والتي بدأت منذ مطلع العام الجاري، سوى تلك التي يجيدها نظام الجباية، وهي فرض المزيد من الرسوم على السيارات المستوردة.

 

ووفقا لما تم نشره في الجريدة الرسمية، الأحد، فإن معظم السيارات ذات سعة محرك 1600 سي سي، والتي تمثل أغلب السيارات التي تستوردها تركيا، سيتم رفع ما يسمى بضريبة الاستهلاك الخاصة عليها من 60% إلى 80%.

 

ووفقا لوكالة "بلومبرج" للأنباء فإنه بالنسبة للسيارات الكهربائية ذات السعة الأكبر من 2000 سي سي، فقد تم رفع الضريبة من 100% إلى 130%، أما سيارات الفئات العالية فسيتم رفع الضريبة عليها من 160% إلى 220%.

 

يأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة من زيادة الضرائب التي فرضتها تركيا منذ بداية جائحة كورونا لدعم الصناعة المحلية وجعل المستهلك يبتعد عن السلع المستوردة.

 

ويعاني الاقتصاد التركي من أزمة حادة، حيث انخفضت الليرة التركية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، وارتفعت نسبة التضخم.

 

وأكد تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أن إصرار أردوغان على مضاعفة أخطائه السابقة سوف يجلب مزيداً من الدمار الاقتصادي لتركيا، مع عواقب مالية وجيوسياسية تستمر إلى ما بعد انتهاء وباء انتشار فيروس كورونا