ذكرى وفاة نجيب محفوظ.. قصة صداقته مع سعاد حسني ونور ومظهر

ثقافة وفن

اليمن العربي

عاش الأديب العالمي نجيب محفوظ (1911 - 2006) مخلصا للكلمة، كانت رائحة الحبر تمثل جزءا من تفاصيل حياته الدقيقة، عاش يتأمل أحوال الناس من نافذة واسعة ثم ينسج هذه الشخصيات في رواياته ويحولها لتجارب من لحم ودم، ولذلك أصبح الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل.

 

عاش الأديب الفريد منحازا لقضايا المهمشين ووصف حال الشوارع والحارات وكأنه يمتلك ألف عين، وفي ذكرى رحيله، "العين الإخبارية" أسماء أبرز المقربين له من نجوم الوسط الفني، الذين اقتربوا منه كأديب يمتلك زمام الكلمة وإنسان يعشق الحياة.

 

أحمد مظهر

بدأت علاقة الفنان أحمد مظهر بأديب نوبل قبل دخول الأول لمجال الفن، وبالتحديد عام 1943.

 

عندما اقتحم مظهر عالم التمثيل اتسعت دائرة الأصدقاء وضمت الدكتور مصطفى محمود، الشاعر صلاج جاهين، المخرج توفيق صالح، وأطلق أحمد مظهر على هذه النخبة "شلة الحرافيش"، وكانت تلتقي بشكل يومي على مقهى الفيشاوي بوسط العاصمة المصرية.

 

عندما سألوا أحمد مظهر عن العلاقة التي تجمعه بالروائي نجيب محفوظ رد قائلا: "هو صديقي الأول، ولا يعلو عليه أي شخص في قلبي".

 

سعاد حسني

العلاقة بين نجيب محفوظ والفنانة سعاد حسني بدأت عندما رشحها المخرج حسام الدين مصطفى لبطولة فيلم "الطريق"، عام 1964.

 

لم يرحب "محفوظ" بهذا الترشيح لأنه كان يرى سعاد حسني فتاة ماهرة في لعب الأدوار الخفيفة، لكنها لا تصلح للأعمال التراجيدية الصعبة، وذهب الدور للفنانة شادية.

 

بعد هذه الواقعة شاهد نجيب محفوظ السندريلا في أعمال رائعة وتغيرت نظرته تماما لها، ورشحها بنفسه لبطولة فيلم "القاهرة 30".

 

بعدها نشأت صداقة قوية بين "محفوظ" و"سعاد"، وكانت تعامله كشقيقها الأكبر الذي يرشدها ويوجهها.

 

وعندما رحلت سعاد حسني كتب عنها مقالا في مجلة "الكواكب" عام 2003 بعنوان "أعظم ممثلة عرفتها السينما"، ووصفها بالفنانة الشاملة، وقال إنها تمتلك موهبة استثنائية تؤهلها لتجسيد كل الأدوار دون عناء أو تعب.

 

نور الشريف

من حسن حظ الفنان نور الشريف أنه بدأ مسيرته الفنية بطلا، إذ شاهده الزعيم عادل إمام في مسرحية "هاملت" ورشحه للمخرج حسن الإمام ليجسد شخصية "كمال" في فيلم "قصر الشوق"، وهي الرواية التي كتبها نجيب محفوظ، ونال أداء نور إعجاب أديب نوبل وراهن على موهبته كثيرا.

 

قدم نور الشريف عبر مسيرته الفنية 9 أعمال من تأليف نجيب محفوظ، منها "ثلاثية بين القصرين، أهل القمة، الشيطان يعظ، وصمة عار، الطريق، السراب".

 

كثرة الأعمال التي جمعت بين نور الشريف ونجيب محفوظ نتج عنها صداقة قوية لم تنقطع إلا برحيل أديب نوبل في 30 أغسطس/آب 2006.