"أزمة جبن".. أردوغان يقضي على ما تبقى من إنتاج تركيا

عرب وعالم

اليمن العربي

يتعمد نظام أردوغان يوما بعد يوم وضع قطاع التصنيع الزراعي في تركيا بأزمات طاحنة، وعلى مدار العامين الماضيين صار الرئيس التركي رجب أردوغان بطريقة ممنهجة لضرب آخر ما تبقي من هذا القطاع الإنتاجي.

قبل أيام أعلن المزارعون الأتراك أنهم يمرون بأسوأ فترة في تاريخهم بفعل ما ألحقته سياسات الرئيس رجب أردوغان التي دمرت أهم القطاعات الاقتصادية التركية بعد رفع أسعار مدخلات عمليات الزراعة وعلى رأسها سعر الوقود.

وأشار موقع "أوضه تي في" الإخباري إلى أن المزارعين يضطرون لترك المحاصيل بالحقول لعدم وجود من يشتريها.

وأوضح أن ارتفاع تكاليف الزراعة دفعت المزارعين إلى العزوف عن الاشتغال بالقطاع الزراعي، مضيفًا "فلتر الديزل وصل سعره إلى 6.20 ليرة، أي أن شراء لتر واحد يتطلب بيع 20 كجم من الطماطم".

أما ما يخص قطاع التصنيع الزراعي وتحديدا الألبان والجبن فليلة أمس أعرب حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، عن استنكاره لقرار نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، الخاص باستيراد الجبن من الخارج.

وقالت جانان قفطانجي أوغلو، رئيسة فرع الحزب المذكور بمدينة إسطنبول، إن "المسؤول عن النظام الحاكم (في إشارة للرئيس رجب أردوغان) لا يتحدث عما هو قومي ومحلي إلا وهو فوق المنصة، لكن بعد أن ينزل، تصدر قرارات باستيراد الجبن من الخارج، ولا يهم الإنتاج المحلي".

وخلال مؤتمر صحفي عقده الحزب، من منطقة "باقر كوي" بمدينة إسطنبول، لتسليط الضوء على السياسات الاقتصادية والزراعية للنظام الحاكم، أعربت قفطانجي أوغلو عن استنكارها للقرار الصادر عن النظام الحاكم باستيراد آلاف الأطنان من المنتجات الزراعية والغذائية ومن بينها الجبن من فنزويلا بدون أية رسوم جمركية.

أضافت مخاطبة النظام قائلة: "نحن نريد منكم كشف النقاب عن أسباب تعمدكم سحق أبناء هذا الوطن، ومنتجيه، ومزارعيه، نريد تسليط الضوء على أسباب نصبه العداوة تجاه الشعب؟".

ما سر دعم فنزويلا؟ وتابعت "ما السر وراء دعم فنزويلا التي تعيش فقرًا غذائيًا، وغرق اقتصادها في القاع؟ ولماذا تستحقرون الجهود التي يبذلها مزارعونا؟ فأنتم إما تنظرون له في نقوده وإما تقومون بالاستيراد من الخارج".

وأعربت كذلك عن انتقادها للسياسات الزراعية والاقتصادية التي يتبناها نظام أردوغان، مشيرة إلى أن "اقتصادنا يزداد سوءًا بمرور الأيام، فهناك ملايين العاطلين عن العمل، فقدوا الأمل تماما في العثور على وظيفة".

واستطردت قفطانجي أوغلو قائلة: "شبابنا حديثو التخرج من الجامعة باتوا فريسة للبطالة، والحرفيون يقاومون بكل ما أتوا من قوة للبقاء صامدين على أقدامهم، وفي مثل هذه الأوقات الصعبة لا يقدم النظام أية مساعدة للمواطنين المقهورين، بل يجعلهم يغرقون في الديون من خلال طرح قروض".

ولفتت إلى أن "المواطن التركي هو الذي يدفع فاتورة السياسات الاقتصادية التي يتبعها النظام الحاكم"، مطالبة الحكومة بـ"التخلي عن مسؤولية إدارة البلاد التي فشلتم فيها".

وزادت المعارضة التركية قائلة "الدولة التركية حتى الآن لم تدفع 175 مليار ليرة كان يتعين عليها دفعها للمزارعين الأتراك خلال الـ14 عامًا المنقضية، وذلك بموجب قانون الزراعة، وهذا يعني أنها مدينة لكل عائلة مزارع بـ80 ألف و754 ليرة".

واستطردت قائلة "لكن وكأن القائمين على الحكم لم يكتفوا بذلك، وأخذوا يفتحون أبواب الاستيراد على مصراعيها حتى في مواسم الحصاد، الأمر الذي يؤدي بدوره لانخفاض قيمة ما ينتجه المزارع المحلي، وفي هذا الصدد قررت حكومة القصر استيراد منتجات زراعية وغذائية من فنزويلا من بينها الجبن".

وأفادت قفطانجي أوغلو أن "النظام بهذا القرار قرر شراء المنتج من المزارع الفنزويلي، وتفضيله على المزارع المحلي، وهو قرار يدعو للغرابة".

وتابعت قائلة "يأتي هذا القرار في دولة مشهورة بتنوع الجبن بها، إذا أن هناك ما يقرب من 200 صنف منه، لدرجة جعلت تركيا تعرف باسم جنة الجبن، حيث تحتل مكانًا بين أول 10 دول في الإنتاج".

كما أشارت إلى أن "هذا القرار يوضح بشكل جلي مدى التناقض بين ما يقوله أردوغان في خطاباته من تشجيه للمنتجات المحلية، وبين ما ينفذ من قرارات على أرض الواقع".

  تركيا تجر للهاوية في سياق متصل أشارت قفطانجي أوغلو إلى أن "القائمون في القصر، يوميًا يرسمون في تصريحاتهم صورًا وردية للأوضاع الاقتصادية، تقص أشياءً عن الاقتصاد من وحي خيالهم ولا تمت للحقيقة بصلة".

وأضافت قائلا "النظام الحاكم مع بزوغ شمس كل يوم جديد يعكف على خداع الشعب من خلال أكاذيب وأجندات جديدة مصطنعة، وذلك لأن بات عاجزًا عن إدارة تركيا، هو فقط يجرها للهاوية، وهذا واضح للجميع".

وشددت على أن "هذا النظام لم يخدم الشعب، وعجز عن إيجاد حلول لمشاكله"، مضيفة "ولا يقول لشباب، ونساء، ورجال، وشيوخ هذا الوطن سوى كلمات جوفاء، وشعارات مملوءة بالحماس، شعارات يسب من خلالها المعارضة ويتهمها بالخيانة لمجرد سعيها لكشف الحقائق".