"الخليج": الشعب الليبي أسقط الشرعية عن حكومة الوفاق التي تدعي الشرعية

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة إماراتية،  فاض الكيل، وبلغ السيل الزبى، كما يقال، ولم يعد بمقدور المواطن الليبي الانتظار، وسقطت كل الأضاليل عن تمثيل ما يسمى حكومة الوفاق للشعب الليبي، أو أنها الممثلة الشرعية له. كل ذلك كلام لا يأخذ به الشعب الليبي الذي يرزح تحت حكم عصابة من المتمردين والمرتزقة تقودها تركيا، حولت معيشته اليومية إلى كابوس يؤرّق عليه حياته التي تحولت إلى جحيم لا يطاق.

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الإماراتية الصادرة اليوم الخميس تابعها "اليمن العربي"،  لقد صبر على الضيم طويلاً، وعاش على أمل كاذب بأن حكومة الوفاق ستحقق له الأمن والأمان والسلام، وتعيد إليه رغد العيش، لكن الذي تحقق هو مزيد من الإفقار والفساد والظلم والفوضى، خصوصاً بعد تدفق المرتزقة الذين جمعتهم تركيا من كل حدب وصوب ليعيثوا تخريباً وتنكيلاً، ويسلبوا المواطن الليبي حريته وكرامته وضاق المواطن الليبي ذرعاً لأن الظلم بلغ مداه، والاستهتار بحقه في الحياة وتأمين حاجياته المعيشية الأساسية تحوّل إلى أسلوب يمارسه الطغاة والفاسدون وناهبو المال العام وقادة الميليشيات والعصابات والمرتزقة الذين توفر لهم حكومة الوفاق الغطاء وما يلزم من حماية.

 

وتابعت لكل ذلك، خرج الليبيون بالآلاف إلى شوارع طرابلس العاصمة ومدن غرب ليبيا، في صبراتة والزاوية وصرمان وتاجوراء، يرددون هتافاً واحداً «ارحل ارحل يا سراج» و«لا كهرباء ولا ماء»، مؤكدين أنهم ضاقوا ذرعاً من تدهور الخدمات والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه، وطوابير الانتظار الطويلة أمام محطات توزيع الوقود، في بلد يعوم على بحيرة من النفط ولم يخش المتظاهرون سطوة الميليشيات، ولم يرعبهم المرتزقة، لأنهم قرروا عدم الصمت، واختاروا المواجهة بدل الانتظار والسكوت على المكاره، فنزلوا يعبّرون عما يختلج في صدورهم من مرارة وألم، يطالبون بحقهم في الحياة كما بقية البشر، بعد تسع سنوات من العذاب ورغم أن الميليشيات لم ترحمهم، وأطلقت عليهم الرصاص الحي، وسقط منهم ضحايا، إلا أنهم قرروا المواجهة طوال الأيام الثلاثة الماضية لأن الصمت على الظلم جريمة، والسكوت على الإذلال احتقار لإنسانية الإنسان.

 

وأشارت إلى أن البعثة الأممية في ليبيا استنكرت الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين من جانب قوات الأمن والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، واعتبرت أن «التجمع السلمي والاحتجاج وحرية التعبير من الحقوق الأساسية للإنسان». وأوضحت أن «الدافع وراء هذه التظاهرات هو الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة وانقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلاد». وشددت اللجنة الدولية على أنه «حان الوقت لكي ينخرط القادة الليبيون في حوار سياسي شامل».

 

وقالت في ختام افتتاحيتها إن الشعب الليبي أسقط الشرعية عن حكومة الوفاق التي تدعي الشرعية، كما أسقط عنها تمثيله؛ لأن حكومة لا تحمي مصالح شعبها ولا توفر له الخدمات الحياتية الأساسية ولا تصون سيادة واستقلال الوطن، وتسمح لدولة أجنبية ومرتزقتها والجماعات الإرهابية بأن تستولي على مقدرات البلد، لا تستحق أن تحكم أو تدعي الشرعي