تكتل أوروبي لمواجهة استفزازات تركيا في شرق المتوسط

عرب وعالم

اليمن العربي

في ظل التوتر المتزايد في شرق المتوسط، باتت فرضية المواجهات التركية - الأوروبية أبرز الاحتمالات الصعبة مع مواصلة تركيا استفزازاتها، حيث تجري كل من تركيا واليونان مناورات بحرية منفصلة، في المنطقة نفسها بشرق البحر المتوسط، مما يصعّد التوتر.

 

وتوترت العلاقات بعد إرسال تركيا السفينة «عروج ريس» لإجراء مسح زلزالي من أجل التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، معلنة أن قواتها البحرية ترافق السفينة لتوفير الحماية اللازمة لها. وتهدد دورة التصعيد الأخيرة بتحويل المواجهة إلى صراع أوروبي تركي، حيث حذّرت فرنسا، اليوم الأربعاء، تركيا من أن شرق المتوسط لا يمكن أن يشكل «ملعباً» لـ«طموحات» وطنية، في وقت لا يزال التوتر يتزايد بين أنقرة وأثينا حول عمليات التنقيب عن الغاز في هذه المنطقة.

 

وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، في تغريدة: إن شرق المتوسط «يجب ألا يكون ملعباً لطموحات البعض: إنه ملكية مشتركة»، في وقت ستُجري باريس وروما وأثينا ونيقوسيا تدريبات عسكرية مشتركة، من الأربعاء حتى الجمعة في هذه المنطقة. وأضافت: «شرق المتوسط يتحوّل إلى مساحة توتر، احترام القانون الدولي يجب أن يكون القاعدة وليس الاستثناء».

 

وتابعت: «رسالتنا بسيطة: الأولوية للحوار والتعاون والدبلوماسية، كي يكون شرق المتوسط مساحة استقرار واحترام للقانون الدولي».

 

وأوضحت، أن فرنسا ستشارك في التدريبات المشتركة، من خلال ثلاث طائرات من طراز «رافال» وفرقاطة ومروحية.

 

ونشرت باريس قبل ذلك بشكل مؤقت، مقاتلتين من طراز «رافال» وسفينتين حربيتين في 13 أغسطس في شرق المتوسط، للمشاركة في تدريب مشترك مع البحرية اليونانية.

 

وأثار اكتشاف حقول غاز كبيرة في شرق المتوسط في السنوات الماضية، توتراً شديداً بين أنقرة وأثينا اللتين تتنازعان بعض المناطق البحرية.

 

وأرسلت تركيا منذ العاشر من أغسطس سفينة رصد الزلازل «عروج ريس»، ترافقها قوة بحرية، ما أثار غضب اليونان التي نشرت سفناً حربية في المنطقة.

 

ففي ظل التوتر المتزايد بالمنطقة، باتت فرضية المواجهات التركية - اليونانية أبرز الاحتمالات الصعبة، كما أنها ستضع حلف الناتو في مأزق، لكون أنقرة وأثينا أعضاء بالحلف.

 

 دعم اليونان

 

 من جهته أعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، دعمه لليونان ضد الانتهاكات التركية في شرق البحر المتوسط، في إطار زيارة الوساطة التي أجراها في أثينا، حسبما ذكر موقع «تي 24» التركي. وذهب ماس لأول مرة إلى أثينا كجزء من محادثات الوساطة الألمانية في أزمة شرق البحر المتوسط، والتقى نظيره اليوناني، نيكوس ديندياس، وأجرى تقييمات حول الأزمة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

 

وقبل أن تصل محادثات الوساطة إلى محطتها النهائية بزيارة ماس لأنقرة، أعلنت ألمانيا دعمها لليونان، وحذرت من الادعاءات الناشئة عن الأزمة بين اليونان وتركيا بشأن مصادر الطاقة بشرق البحر المتوسط، ودعت إلى الحل عن طريق المحادثات المباشرة، وحذرت من خطر نشوب صراع عسكري.

 

في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع اليونانية، اليوم الأربعاء عن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا في شرق المتوسط، وذلك وفق خبر عاجل لشبكة «سكاى نيوز».

 

 وجود مشترك

 

وأعلنت وزارة الدفاع اليونانية الأربعاء أن «قبرص واليونان وفرنسا وإيطاليا اتفقت على نشر وجود مشترك في شرق المتوسط في إطار + مبادرة التعاون الرباعية (اس كيو ايه دي)+».

 

ومن المقرر أن تُجرى التدريبات بين اليوم الأربعاء والجمعة في شرق المتوسط في جنوب وجنوب غرب قبرص.

 

وبدأت المناورات باستعمال الذخيرة الحية، في جزيرة كريت اليونانية لمدة ثلاثة أيام، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس».

 

 وقال موقع «Cyprus Mail» القبرصي أمس، إن فرنسا أرسلت ثلاث طائرات حربية من نوع «رافال»، وكذلك أرسلت اليونان ثلاث طائرات «F-16»، بينما سيشارك الحرس الوطني القبرصي في المناورات.

 

وكانت سفيرة فرنسا لدى قبرص إيزابيل دومون، قد أكدت قبل مغادرة منصبها في نيقوسيا أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يكون أكثر تواجداً في منطقة شرق البحر المتوسط، وذكرت دومون في تصريحات أدلت بها أمس الثلاثاء، عقب اجتماع عقدته مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس أن البحر المتوسط يجب أن يصبح مرة أخرى منطقة تعاون وأن يتوقف عن كونه منطقة توتر كما هو الحال اليوم، حسبما أوردت صحيفة (سايبرس ميل) القبرصية.

 

 وأشارت السفيرة الفرنسية إلى أن جهود بلادها كانت تعمل على تحقيق هذا الهدف، لكنها أوضحت أن هناك حاجة إلى مزيد من التواجد الأوروبي من أجل فعل ذلك.

 

قلق

 

وأعربت دومون عن قلق باريس من سلوك تركيا في المنطقة، وقالت إن ما يلزم القيام به الآن هو إعادة قبرص إلى وضع سلمي مع جيرانها.

 

وأضافت أن الوضع في شرق البحر المتوسط ​​على وجه الخصوص، وكذلك البحر المتوسط ​​بأكمله ليس كما ينبغي أن يكون، لافتة إلى أن المنطقة كانت خلال تاريخها موقعاً للتعاون والتبادل التجاري والسياسي بين كل الدول. وتوترت العلاقات بعد إرسال تركيا السفينة «عروج ريس» لإجراء مسح زلزالي من أجل التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، معلنة أن قواتها البحرية ترافق السفينة لتوفير الحماية اللازمة لها.