المرأة الإماراتية.. شراكة وطموح يسطران البرنامج النووي السلمي

عرب وعالم

اليمن العربي

تحرص المرأة الإماراتية، في ظل ما تحظى به من دعم ورعاية من قيادة دولة الإمارات، على القيام بدورها كشريك مهم في تحقيق الإنجازات التاريخية للدولة في المجالات كافة، فمسيرتها في قطاع الطاقة النووية السلمية تعتبر من أبرز المحطات ضمن عملية تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، وهي امتداد لحضورها في مختلف ميادين العمل على المستوى الوطني.

 

وفي موازاة تسطير إنجاز تاريخي جديد في البرنامج النووي السلمي الإماراتي تمثل في بداية التشغيل الآمن والناجح لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي واستكمال عملية ربط المفاعل بشبكة الكهرباء الرئيسية للدولة ووصول أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة إلى المنازل والقطاعات التجارية.

 

وتحتفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بإنجاز لا يقل أهمية كون هذه المحطات يجري تطويرها وتشغيلها بقدرات بشرية وطنية تضم كفاءات نسائية إماراتية على قدر كبير من الخبرة والمهارة، تسهم في عمل هذه المحطات وفقا لأعلى معايير السلامة والأمن على مدى الـ60 عاما القادمة.

 

وتشكل المرأة الإماراتية نسبة كبيرة من هذه العقول والكفاءات التي تسلحت بالمعرفة، لخوض غمار هذا التحدي في واحد من أكثر القطاعات تقدما وتتألق لتكون شريكا في هذا الإنجاز الذي أصبحت دولة الإمارات بفضله أول دولة عربية والـ31 على مستوى العالم في إنتاج الطاقة الكهربائية، باستخدام تكنولوجيا الطاقة النووية وعلى نحو آمن وموثوق وصديق للبيئة.

 

ولا يقل دور المرأة في هذا المجال عن شريكها الرجل، وذلك ترجمة لرؤية الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بشأن المرأة الإماراتية وطبيعة دورها في المجتمع عبر تمكينها في المجالات كافة.

 

وشكلت النساء 20 في المائة من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها: شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى، وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم، بينما تصل نسبة النساء العاملات في موقع محطات براكة إلى 10% وهو ما تحقق بفضل التزام المؤسسة بتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة الخاصة بأولوية تطوير الكفاءات الإماراتية وتمكين المرأة.

 

ولم تكن مسيرة المرأة الإماراتية في هذا القطاع بسيطة وإنما كانت سلسلة من المحطات الصعبة من التحصيل العلمي والتدريب المهني والعملي والتقني، فبدأت المسيرة مع برنامج "رواد الطاقة" الذي أطلقته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في العام 2009 والذي قدم أفضل المنح الدراسية بالتعاون مع أهم المؤسسات الأكاديمية المحلية والعالمية وغيرها من المبادرات والبرامج التدريبية لتأهيل هذه الكفاءات.

 

واستفاد من البرنامج أكثر من 500 مهندس ومهندسة انضموا إلى الكوادر المتميزة التي تعمل على المشروع البالغ عددهم 3000، يشكل مواطنو الدولة 60 في المائة منهم.

 

والتقت وكالة أنباء الإمارات "وام" وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام عددا من الكوادر النسائية الوطنية العاملة في قطاع الطاقة النووية السلمية اللائي تحدثن عن دورهن المهم في القطاع، وما حظين به من دعم ورعاية قادهن إلى المشاركة في تسطير هذا الإنجاز التاريخي للدولة.

 

وأعربت ليلى الظاهري، مهندسة مفاعل في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عن فخرها بكونها جزءا من مسيرة الإنجازات الطموحة لدولة الإمارات وبخاصة من خلال البرنامج النووي السلمي الإماراتي الذي فتح المجال واسعا للمرأة الإماراتية للمشاركة والتطور والعمل في قطاع جديد كليا ليس في دولة الإمارات وحسب بل على مستوى العالم العربي، وهو بمثابة نقلة نوعية لشراكة المرأة في التنمية الوطنية الشاملة وحافز لبناء جيل جديد قائم على المعرفة.

 

كما أعربت عن فخرها بكونها جزءا من الكفاءات الإماراتية النسائية التي أثبتت جدارتها في العمل وتجاوز التحديات، لا سيما أن ليلى الظاهري تعمل ضمن فريق المشغلين الميدانيين الذين وصل عدد الإماراتيين المعتمدين منهم إلى 28 وكانت لهم مساهمتهم المميزة في تحقيق الإنجازات.

 

وتعمل هند النقبي كمدير تشغيل مفاعل في شركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة إلى جانب اثنتين من الفتيات الإماراتيات اللواتي حصلن على ترخيص الهيئة الاتحادية للرقابة النووية كمديري تشغيل ومشغلي مفاعلات نووية من بين 30 مواطنا إماراتيا حصلوا على مثل هذا الترخيص.

 

وقالت النقبي: "نجحت الكفاءات النسائية الإماراتية في المساهمة بتحقيق رؤية دولة الإمارات في مجال تنويع مصادر الطاقة، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا الفرصة الذهبية التي أتاحتها لنا مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة من خلال التعليم والتدريب والتطوير وتولي المهام المحورية والرئيسية في مختلف مراحل العمليات التشغيلية، وهو ما أسهم في التأسيس لجيل جديد من الكفاءات الوطنية النسائية الشابة التي ستحمل على عاتقها مسؤولية تطوير الأجيال القادمة وتمكن المرأة من لعب دور رئيس في مختلف القطاعات الاقتصادية والتقنية ليس على صعيد الطاقة النووية وحسب بل لتمتد إلى مجالات استراتيجية أخرى".

 

وأشارت زميلتها شمسة أحمد، مدير تشغيل مفاعل، إلى أن تكريس يوم الثامن والعشرين من أغسطس الذي أعلنته الشيخة فاطمة بنت مبارك يوما للمرأة الإماراتية من كل عام يعكس إنجازات المرأة الإماراتية بفضل دعمها إياها وتمكينها في كافة المجالات.

 

وأكدت: "نفتخر في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة بانضمام الكفاءات من الإماراتيات اللاتي يضطلعن بدور حيوي في تنفيذ مهام تشغيل وهندسة المفاعلات في محطات براكة للطاقة النووية السلمية، وتمكينهن للمساهمة في بناء مجتمعنا وخدمة الوطن".

 

وقالت هند الزعابي، مهندسة مراقبة المواد النووية في شركة نواة للطاقة: "نفخر بالدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية والذي ترجمته مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها بشغل المرأة الإماراتية مناصب قيادية مهمة في قطاع الطاقة النووية السلمية على مختلف المستويات الإدارية والتنفيذية والتقنية، ونجحنا من خلالها في إحراز التقدم والإنجاز جنبا إلى جنب مع الرجل في هذا القطاع الذي يتمتع بأهمية استراتيجية في الدولة والمنطقة على حد سواء".

 

وقالت هند الزيودي، مشغل مفاعل في شركة نواة للطاقة: "المرأة الإماراتية استطاعت أن تتبوأ مكانة مرموقة في قطاع الطاقة النووية، مما جعلها شريكا مهما وفاعلا في تأسيس هذا القطاع الحيوي ومن خلال العمل مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها نجحنا في المساهمة بتعزيز دور المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في التنمية المستدامة مستفيدين من برامج التدريب والتطوير والتأهيل لرفد القطاع بكوادر وطنية متميزة تعمل على تنفيذ مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية طبقا لأعلى المعايير العالمية الخاصة بالجودة والسلامة وفاعية الأداء".

 

وأضافت فاطمة محمد المطروشي، خبيرة أول في جودة دورة المفاعل النووي في المحطتين الأولى والثانية ضمن محطات براكة: "مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي، مصدر فخر لجميع من عمل على وصول هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى المنطقة إلى إنجازات جذبت أنظار العالم وهو ما تحقق بفضل جهود مشتركة لمختلف فرق العمل التي تضم بينها كفاءات نسائية بصفات قيادية ومعارف علمية لا تختلف فيها عن نظيراتها حول العالم، ولنا في فريق تشغيل المفاعلات أبرز الأمثلة على قدرة المرأة الإماراتية على خوض أي مجال والتغلب على كافة التحديات".

 

ويتواصل الدور البارز للمرأة الإماراتية في قطاع الطاقة النووية السلمية حتى استكمال تطوير المحطات الأربع ضمن المشروع والتي ستنتج عند تشغيلها بشكل كامل 5.6 ميجاواط من الكهرباء وستحد من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا، وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة كل عام، وذلك بفضل جودة مفاعلات هذه المحطات التي تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة "APR1400"، وتعتبر هذه التقنية من أحدث التقنيات المتطورة من بين تصاميم مفاعلات الطاقة النووية حول العالم وتضم أعلى المواصفات والمعايير العالمية الخاصة بالسلامة.