أردوغان يناقض نفسه ويشكك بدقة إعلان الكشف التاريخي للغاز

عرب وعالم

اليمن العربي

في خطابه عن الكشف التاريخي للغاز في البحر الأسود الجمعة الماضية، ناقض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نفسه خلال الحديث عن أهمية الإكتشاف وتأثيرته المستقبلية على إقتصاد تركيا .

 

فأردوغان عقب إعلانه الذي قلل خبراء إقتصاديون من أهميته، أقر بصعوبة عمليات البحث والتنقيب وتكلفتها المادية المرتفعة، وزاد على ذلك إعترافه أن شركات طاقة عالمية شهيرة مثل "شل" و"بي بي" قامت بعمليات بحث تراوح بين 100 و150 عملية على نفقتها الخاصة، لكنها لم تعثر على مصادر للطاقة في المنطقة برمتها.

 

وقال "ورغم فشل كبريات شركات الطاقة العالمية، مثل بي بي، ثالث أكبر شركة طاقة في العالم، و شركة شل، عملاق شركات البتروكيماويات العالمية، في اكتشاف أي مصادر للطاقة في البحر الأسود في أكثر من 100 عملية بحث، لكن سفينة الفاتح الوليدة تمكنت من اكتشاف الغاز في البحر الأسود في أقل من شهر"، وهو ما يضع الكثير من التساؤلات حول صحة هذا الإعلان والأرقام التي تضمنها .

 

من ناحية أخرى، يحذر مسؤولون ومحللون من أن بدء الإنتاج من أي كشف للغاز في البحر الأسود قد يستغرق ما يصل إلى عشر سنوات، وسيحتاج إلى استثمار مليارات الدولارات لتشييد بنية تحتية للإنتاج والإمدادات.

 

ولأن حقل تونة 1 المكتشف حقل بحري، فإن التكلفة ستكون عالية جدا مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الآبار في الحقل، وتركيبة الغاز، ونسبة الشوائب فيه، والحاجة إلى بناء معامل لمعالجة الغاز من الشوائب ومد شبكات كبيرة من الأنابيب، خاصة وأن كشف الغاز في الحقل كان على عمق 2100 متر تحت الماء، مع مد الحفر 1400متر إضافية تحت قاع البحر.

 

كما يقلل الخبراء في الطاقة من أهمية الكشف التركي لحقل تونة 1 خاصة في ظل الطلب المنخفض على الغاز وأسعاره المنخفضة بشكل غير مسبوق.

 

وحتى لو صدقت رواية أردوغان، ولو جزافا، عن كشفه "التاريخي"، فلن تتمكن تركيا من تقليص فاتورة واردات الطاقة الباهظة من روسيا وإيران وقطر التي تثقل الاقتصاد التركي لعدة سنوات، وسيبقى العجز المزمن في ميزان المعاملات الجارية لتركيا لفترة طويلة، مما سيهوي بالليرة إلى مستويات قياسية متدنية مقابل الدولار ويدفع الاقتصاد التركي نحو شفير الهاوية