صحيفة: نحن أمام جريمة جديدة يرتكبها النظام التركي بالحسكة السورية

عرب وعالم

اليمن العربي

كتبت صحيفة إماراتية، في شمال شرق سوريا؛ حيث مدينة الحسكة التي يقطنها مليون إنسان، ترتكب تركيا منذ 13 أغسطس الحالي، جريمة حرب ضد المدنيين؛ من خلال قطع المياه عنهم؛ بهدف تعطيشهم، في وقت يعيشون تحت وطأة وباء «كورونا»، إضافة إلى الطقس الحار الذي يضرب المنطقة، وقد فشلت الجهود التي يبذلها الجانب الروسي، حتى الآن، في مفاوضاته مع الجانب التركي، و«الإدارة الذاتية» الكردية، لتأمين المياه للمدينة من «محطة علوك».

 

ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن مدينة الحسكة وأريافها وسكانها تدفع ثمن الصراع التركي - الكردي في المنطقة؛ إذ أقدم الأتراك وميليشياتهم على قطع المياه من «محطة علوك»؛ رداً على قيام «الإدارة الذاتية» الكردية بقطع الكهرباء عن رأس العين وتل أبيض وأريافهما. وجاء قطع الكهرباء، بعد تخفيض الجانب التركي الوارد المائي من «محطة علوك» إلى أقل من عشرة في المئة من طاقتها الفعلية، واقتصاد الضخ على مضخة واحدة من أصل عشر مضخات.

 

وذكرت أن هذه هي المرة الـ 13 التي يقطع فيها الأتراك المياه عن هذه المدينة منذ احتلالهم مدينة رأس العين وأريافها خلال عملية «نبع السلام» في أكتوبر 2019، وإذا ب«نبع السلام» يتحول إلى «نبع العطش».

 

ونبهت إلى أن أزمة المياه تنذر بكارثة إنسانية في ظل نفاد أغلب الكميات المخزنة من مياه الشرب والاستهلاك المنزلي، وعجز الصهاريج الحكومية عن نقل ما يكفي من إمدادات المياه؛ حيث يتم نقل 16 صهريجاً يومياً إلى 65 خزان مياه، بكمية تصل إلى 650 ألف لتر، ما اضطرالأهالي إلى حفر آبار ارتوازية داخل المدينة؛ لعلها تعينهم في الحصول على حاجاتهم من المياه وأطلق الأهالي وناشطون مدنيون نداءات استغاثة؛ عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ من بينها: «أنقذوا الحسكة»، و«الحسكة تختنق عطشاً»، في محاولة للفت الأنظار إلى مأساتهم، وإيصال أصواتهم إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة؛ للضغط على تركيا ولجمها، وإجبارها على ضخ المياه إلى المدينة، ومنعها من استخدام المياه، ورقة ابتزاز وضغط في حربها على الشعب السوري.

 

وأشارت إلى أن منظمة «الهلال الأحمر» السوري أطلقت من جهتها نداء، قالت فيه: إن «الظروف الإنسانية القاسية التي يضطر أكثر من مليون مدني من أهالي محافظة الحسكة لعيشها؛ نتيجة قطع المياه عن المحافظة، أمر مخالف للقانون الدولي الإنساني»، وأشارت إلى «منع فرق الهلال الأحمر العربي السوري من الوصول الآمن لمحطة علوك؛ لإصلاح أعطالها، وتأمين وصول مياه الشرب».

 

وأكدت أن تعطيش مدينة الحسكة وأريافها؛ يعد «جريمة حرب» وفق القانون الدولي الإنساني، و«جريمة ضد الإنسانية» وفقاً للمحكمة الجنائية الدولية، و«جريمة إبادة» بحسب اتفاقية الأمم المتحدة للعام 1948؛ لأن قطع المياه؛ يعد حرماناً من مقومات الحياة الأساسية.

 

واختتمت "الخليج" افتتاحيتها بقولها : " نحن أمام جريمة جديدة يرتكبها النظام التركي.. "