خبراء: حول غاز أردوغان لن تنقذ الاقتصاد التركي

عرب وعالم

اليمن العربي

شكك خبراء اقتصاد،  في إمكانية أن تسعف اكتشفات الغاز في البحر الأسود التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان، الاقتصاد التركي الذي يعاني من عثرات متواصلة.

 

وقلل مايكل روبن الكاتب والمحلل في مقال بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية من قيمة ما أعلنه أردوغان، ووفق ما ذكر، اكتشافات الغاز في البحر الأسود لن تنقذ الاقتصاد التركي، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان وصهره البيرق على خطأ في اعتقادهما بأن اكتشاف الغاز سيكون الدواء الشافي لمشاكل تركيا الاقتصادية المزمنة.

 

وأشار تقرير ناشيونال إنترست الأمريكية  إلى أن عجز الطاقة في الحساب الجاري لتركيا عام 2019 بلغ 34 مليار دولار، ورغم الآمال بأن يملأ الغاز الطبيعي هذه الفجوة، لكن الغاز -الذي لن يجد معظمه طريقه إلى السوق في أي وقت قريب- لن يكون علاجا لجميع المشاكل الاقتصادية في تركيا.

 

وقالت وكالة أسوشيتد برس في تقرير إن  الكمية المكتشفة من الغاز  ليست مؤثرة، ولن تحول البلاد إلى مصدر إقليمي كبير للطاقة، ولن يكون لها تأثير مالي كبير، كما يقول أردوغان.

 

 ونقلت الوكالة عن رئيس قسم بحوث العملة في شركة كومرتس بانك، أولريش لويشتمان، قوله إن الاكتشافات تلك لن تحدث التأثير الكبير الذي يتوقعه البعض، بعدما أشارت تقارير سابقة إلى أن الاكتشاف سيغطي احتياجات تركيا من الطاقة لعقدين قادمين.

 

وأضاف أن "الأمر يتطلب عادة عقدا كاملا لاستخراج الغاز"، مضيفا "لدى المستثمرين الشكوك أيضا في هذا الأمر".

 

ورغم التوقعات التركية الكبيرة بشأن هذا الاكتشاف إلا أنه أصغر من اكتشافات أخرى في شرق البحر المتوسط، فهو يمثل ثلث حقل ظهر المصري، أحد أكبر الاكتشافات في المتوسط، والذي يقدر احتياطه بنحو 30 تريليون قدم مكعب، من الغاز الطبيعي.

 

كما شكك مراقبون بالأرقام التي أعلن عنها أردوغان، خاصة أن سفينة الحفر والتنقيب التركيّة "فاتح" تعمل منذ أواخر يوليو الماضي، في منطقة الاستكشاف "تونة 1"، التي تبعد نحو 100 ميل بحري إلى الشمال من الساحل التركي في غرب البحر الأسود.

 

وتستهلك تركيا سنويا بين 45 و50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهي كمية مستوردة بالكامل تقريبا، ويشكل ذلك حوالى 11 مليار يورو، وفق هيئة تنظيم أسواق الطاقة.

 

وخلال السنوات الماضية فشلت منصات وسفن التنقيب التركية عن إيجاد أية مصادر تجارية للغاز أو النفط في المياه الإقليمية التركية، وهو ما دفع أردوغان للسطو والتنقيب في مياه قبرص وسواحل ليبيا و"جرف" اليونان.

 

ونجحت مصر في وضع أطماع أردوغان في مأزق كبير خلال عام 2019، بعد أن تمكنت القاهرة من تشكيل منتدى غاز شرق المتوسط، الذي مثل عائقا أمام اعتداءات أردوغان السافرة.

 

وتستورد تركيا سنويا 90% من احتياحات الطاقة سنويا.