مبادرة لإعادة تدوير الزجاج المحطم بانفجار بيروت

عرب وعالم

اليمن العربي

منذ تعرّض العاصمة اللبنانية بيروت لانفجار مروّع تعمل مبادرة لإعادة التدوير على تحويل حطام الزجاج في أنحاء المدينة إلى أباريق ومرطبانات وأوانٍ زجاجية أخرى.

 

وتعرّض لبنان، الذي يعاني بالفعل انهياراً اقتصادياً وتداعيات جائحة «كورونا»، لانفجار ضخم في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس أسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصاً وإصابة زهاء ستة آلاف بجروح. ومنذ ذلك الحين تعمل مجموعة من المتطوعين على جمع بقايا الزجاج المهشّم من المناطق المنكوبة وتحميله في شاحنات صغيرة وإرساله إلى مصنعين للزجاج في مدينة طرابلس بشمال لبنان من أجل إعادة تدويره وتحويله إلى آنية زجاجية.

 

وقال مهندس البيئة زياد أبي شاكر: «الفكرة جاءت وقت الانفجار لأنني كنت هنا وسمعت أصوات الزجاج حولنا وهو يتكسّر، ومع مرور الوقت أدركنا أن الانفجار كبير جداً وتحطمت فيه أبنية كثيرة، ثم بدأنا نفكّر ماذا نفعل في هذا الحطام الزجاجي، وخصوصاً أن لبنان اليوم يعيش أزمة نفايات. قمنا بعملية حسابية وقدّرنا وجود 5000 إلى 7000 طن من الزجاج المحطم، وأن تذهب هذه الكمية إلى مطمر نفايات أمر غير مقبول أبداً».

 

مواد أولية

 

وتطرق أبي شاكر كذلك للفوائد الاقتصادية للمشروع، موضّحاً أنها لا تقتصر على تقديم الزجاج المكسور للمصانع مجاناً فقط، لكنها تشمل أيضاً مخصّصات مالية لتشغيل مزيد من العمال للمساعدة في العملية برمتها. وقال: «الفكرة هنا أن تعطي هذه المادة الأولية، التي كانت ستذهب للمكبّات، مجاناً لمصانع محلية لبنانية في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة».

 

وقال المتطوع أنطوني عبدالكريم: «بعثنا أول عشرة أطنان من الزجاج بالفعل لإعادة التدوير، واستعملتها المعامل وبدأت التصنيع بالاعتماد عليها، وسنبعث كمية أخرى تقريباً وهي ثمانية أطنان».

 

وقال حسن قبيطري، وهو مدير معمل زجاج: «كما رأينا كل الناس تساعد بيروت بسبب ما حصل، ونحن أحببنا أن نساهم ونساعد بالذي نقدر عليه». وأضاف: «بدلاً من أن يطمروا الزجاج ويضر بالبيئة، نحن نأخذه ونعيد تدويره». وأوضح أبي شاكر أن المبادرة ممولة من متبرعين أفراد، وأنها سوف تستمر طالما لا يزال هناك بقايا زجاج مهشّم يمكن جمعها أو حتى نفاد المخصصات المالية المتاحة.