لهذه الأسباب.. "أردوغان" يضعف جيشه

عرب وعالم

اليمن العربي

رأى محللون سياسيون وعسكريون، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يضعف جيشه من خلال إرساله خارج البلاد، كما أنه يستمر في عمليات التطهير التي تشمل عشرات الآلاف من كبار الضباط والجنود على حدّ سواء، وذلك بسبب خوفه من احتمالية قيام الجيش بعملية انقلاب ضده.

 

وقال عالم الأنثروبولوجيا والسياسة يكتان تركيلماز، إنّ تركيا شهدت انقلابات عسكرية عدّة بأساليب مختلفة أعوام 1960 و1971 و1980 و1997، ولذلك فإنّ حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان سعى إلى إضعاف القوة السياسية وتأثير الجيش في فترات حُكمه الأولى، وفقا لموقع "أحوال تركية".

 

وأضاف تركيلماز، أن حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم تنتهج سياسة تصعيد التوترات مع العديد من الدول على جبهات عديدة، واللجوء إلى تكتيكات عسكرية بشكل متزايد على الرغم من استمرار عمليات التطهير في الجيش التركي والدبلوماسية وقوات الأمن التي تلقت الضربة الأكبر، مما ألحق خسائر كبيرة بجهاز الدولة داخلياً وخارجيًا.

 

ورأى تركيلماز، أن أيديولوجية الجيش التركي قد تغيرت مع انعكاسات على نظرتها الجيوسياسية للعالم، حيث تم استبدال النخبة العسكرية العلمانية في التسعينيات بأولئك الموالين لحزب العدالة والتنمية.

 

وتابع: "أنك تضع فجأة آمالا كبيرة على الجيش الذي تعرّض لضربات غير مسبوقة".

 

وأضاف أن الحكومة تُبدّد ما يقرب من 70 عامًا من تراكم رأس المال الدبلوماسي لتركيا، بما في ذلك تحالفاتها الاستراتيجية ومكانتها الدولية وتقدّمها في التطلعات الجيوسياسية طويلة الأمد.

 

من جهته يرى المحلل السياسي والعسكري الروسي سعيد جفوروف، أنّ الرئيس التركي يحتاج إلى الحرب بحدّ ذاتها، وليس إلى النصر. فالوضع السياسي في البلاد غير مستقر، والظروف موضوعيا تنقلب ضدّه.

 

وبعد عمليات التطهير للجيش، لم يعد هناك توازن في القوات المسلحة، فكل قيادتها المتبقية تنتمي إلى حزب واحد هو حزب العدالة والتنمية الإسلامي، ولذلك فمن الضروري إشغال الجيش طوال الوقت خوفاً من قيام بعض الضباط المُستاءين بعزل رئيسهم، وليس أفضل من الحرب لهذا الغرض حتى بدون سبب.

 

ويُدرك أردوغان تمام الإدراك، أنّ النمو الاقتصادي في بلاده لن يعود أبداً كما كان قبل سنوات عدّة، وذلك بعد الفشل المُتكرّر لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يُديره زوج ابنته ووزير المالية والخزانة بيرات البيرق رغم كل المُطالبات لإقالته سواء من أحزاب المُعارضة أم من داخل حزب العدالة.

 

وفي محاكمات كبيرة سابقة، اتُهم مسئولون عسكريون رفيعو المستوى - بمن فيهم قادة كبار في الجيش - بالتآمر لقلب نظام الحكم، وحُكم عليهم بالسجن لفترات طويلة.

 

وقد زاد الانقلاب العسكري الفاشل عام 2016 من مخاوف الحكومة طردها من السلطة، وهي تتهم الحركة التي يقودها رجل الدين فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة بالتسلل إلى مؤسسات الدولة، بما في ذلك قوات الأمن والجيش والقضاء والوزارات وغيرها، والتخطيط للانقلاب.