تعطيش الحسكة.. الرئيس التركي يروي أطماعه بظمأ النساء والأطفال

عرب وعالم

اليمن العربي

"العطش" معاناة يومية يعيشها أكثر من مليون ونصف المليون سوريا في مدينة الحسكة، بعد أن عمدت القوات التركية إلى إيقاف عمل مضخة مياه الشرب في محطة علوك بريف المدينة.

 

ابتزاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأهالى المدينة والأكراد، دفع العديد من النشطاء إلى إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار "العطش يخنق الحسكة" للضغط على تركيا، والفصائل المسلحة الموالية لها من أجل إعادة تشغيل المحطة المائية المحلية الوحيدة في المدينة.

 

الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استخدمت رسوما تعبيريه لتوصيل صوت ريف الحسكة إلى العالم، وكشف ابتزاز تركيا الغير إنساني.

 

سلاح لا إنساني تسخدمه أنقرة والقوات الموالية لها في سوريا، إذ تقوم تلك المليشيات بقطع الماء عن المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، لإجبار الأخيرة على تزويد المناطق التي تسيطر عليها تلك الفصائل بالكهرباء.

 

وخلال عام قطعت تركيا نحو 8 مرات المياه عن محافظة الحسكة السورية، بعد احتلالها لمدينة رأس العين. ودفع هذا الانتهاك السكان للجوء إلى حفر آلاف الآبار بحثا عن المياه.

 

ويأتي سلاح التعطيش، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار الضغط المتكرر على السكان من أنقرة في مناطق نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية"، وذلك للمرة الثامنة منذ سيطرة القوات التركية على المحطة الواقعة بريف الحسكة الشمالي.

 

ففي منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019، تمكّنت القوات التركية بمساندة مليشيات إرهابية من السيطرة على مدينة رأس العين وعلى محطة "علوك" بشكل كامل.

ومنذ ذلك التاريخ، بدأت مدينة الحسكة تعاني كل فترة وأخرى، أزمة في تأمين مياه الشرب، وانقطاعاً متكرراً للمياه بسبب تحكم تلك المليشيات بمحطة "علوك" التي تُعدّ المصدر الوحيد لمياه الشرب في المنطقة.

 

من جانبه، أكد المدير العام لمؤسسة مياه الشرب في الحسكة المهندس محمود عكلة، بحسب وكالة الأنباء السورية، أن الحل الوحيد لمحطة علوك هو خروج قوات الاحتلال التركي ومرتزقته منها ودخول عمال المؤسسة لتشغيلها بكامل طاقتها وإيجاد ضمانات لعدم التدخل بالمحطة من قبل تلك القوات والمليشيات التي تساندها.

 

الانتهاكات التركية في ريف الحسكة والمناطق السورية لم تكتفي بسلاح التعطيش، ففي أبريل/نيسان الماضي، قام المرتزقة المواليون للرئيس التركى، في سوريا بسرقة الممتلكات الأعمال، واختطاف عدد من الأهالي في بريف الحسكة وإجبارهم على القتال في صفوف المليشيات المسلحة.

 

من جانبها رفضت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" قطع النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التابعة له مياه الشرب المغذية لمدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها.

 

واعتبرت المنظمة أن هذا الأمر يعرض حياة أكثر من مليون شخص للخطر، لا سيما في الوقت الذي يبذل فيه العالم جهوداً للتصدي لفيروس كورونا قبل أن ينتشر.

 

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن ممثل اليونيسيف في سوريا، فران إيكيثا، قوله "إن محطة علوك للمياه تعرضت مجددًا للتعطيل؛ ما يجعله الحدث الأخير في سلسلة استهداف مراكز تزويد المياه للبلدات والمخيمات المجاورة"

 

 

 

وأكد إيكيثا أن قطع المياه من خلال تعطيل عمل المحطة في ظل الجهود الحالية للتصدي لفيروس كورونا يضع الأطفال وأسرهم في خطر غير مقبول.

 

وأوضح ممثل "اليونيسيف" في سوريا أن المحطة تمثل مصدر المياه الرئيسي لمدينة الحسكة والتجمعات السكانية التابعة لها، لافتاً إلى أن الحصول على مصدر مياه مأمونة وموثوق به، وغير منقطع، مهم لضمان عدم لجوء الأطفال والعائلات إلى مصادر مياه غير مأمونة.