الحداد: الصلاة في المسجد الأقصى مسألة شرعية لا تتجاذبها السياسة

عرب وعالم

اليمن العربي

استنكر الدكتور أحمد الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الفتوى الصادرة عن مفتي القدس بتحريم صلاة الإماراتيين في المسجد الأقصى بعد الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مؤكداً أن الصلاة في المسجد الأقصى مسألة شرعية لا تتجاذبها السياسة والاتجاهات الفكرية، بل يحكمها الشرع قبل العقل والرأي.

 

وقال الدكتور الحداد «ما سمعناه وتناقلته وسائل الإعلام عن مفتي القدس الشريف عن تحريم زيارة الإماراتيين للمسجد الأقصى والصلاة فيه، يعد أمراً غريباً من المفتي؛ لأنه يعلم الحكم الشرعي الذي لا يجهله أحد من المسلمين، فإن أفتى بغير ذلك فإنه يكون قد غير مسار الفتوى إلى مزالق السياسة، وهو أمر غير مقبول لدى الناس أجمعين».

 

وأضاف فضيلته: «زيارة المسجد الأقصى متاحة لكل من يستطيع الوصول إليه من المسلمين للعبادة وغيرهم للسياحة، والأجدر بالمقدسيين المرابطين في أكناف المسجد الأقصى أن يشدوا أزرهم بإخوانهم المسلمين، فأين الرشد من هذه التصريحات غير الإسلامية والخارجة عن منهجية الإفتاء، فالإفتاء يعني الإخبار عن الأحكام الشرعية التي أؤتمن المفتون عليها؟!».

 

 

 

وقال مدير إدارة الإفتاء في «إسلامية دبي»: كنا مشاركين في مؤتمر نصرة القدس الذي عقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين قبل عامين، وحضره الساسة الفلسطينيون من أعلى هرم السلطة فناشدوا المسلمين أن يهبوا لزيارة بيت المقدس نصرة للأقصى والمقدسيين، وقالوا إن ذلك يعد نصرة للفلسطينيين، فما بال تلك التصريحات غابت اليوم لما قدمت لهم الإمارات دعماً لا نظير له لم ينالوا شيئاً مثله منذ الاحتلال، قدمت لهم خدمة بحماية ما بقي لهم من أراضٍ ومكتسبات؟!! أليس هذا تناقضاً صريحاً عن تلك الدعوات والمناشدات؟!!

 

واجب إماراتي

 

ورأى الدكتور الحداد أن الإمارات قامت بواجبها الشرعي والمصلحي والمقاصدي «الذي سيحقق للشعب الفلسطيني مكسباً سيشهد به التأريخ قبل الفلسطينيين أنفسهم، فإن تنكروا لها اليوم فهي لا تعمل لإرضائهم، بل لإرضاء الضمير الإنساني والواجب الشرعي والسياسي والمصلحي، وغداً يحمد القوم السرى. وإن غداً لناظره قريب»