أردوغان "جلاد" الصحافة.. كاتب يفقد النطق واعتقال آخر بعد تبرئته‎

عرب وعالم

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

 

واصل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتهاكاته بحق الصحافة وخنق الحريات الإعلامية بلغت حد اعتقال صحفي جراء تغريدة، واستمرار حبس آخر رغم إصابته بالسرطان إلى أن فقد النطق. 

وتعرض كاتب وصحفي تركي لفقدان النطق جرّاء تدهور مرضه بسرطان البنكرياس، الذي أصيب به خلال اعتقاله بالسجن لمدة عامين ونصف العام، على خلفية اتهامه بالانتماء لجماعة رجل الدين فتح الله غولن.

وفي تغريدة نشرتها على حسابها بموقع "تويتر" كشفت بشرى نجلة الكاتب والصحفي مولود أوزطاش، عن تفاصيل حالته الصحية التي تدهورت إلى أن وصلت إلى عجزه عن الكلام بسبب إصابته بسرطان البنكرياس.

بشرى أوزتاش، أوضحت أن والدها أصبح غير قادر على الكلام تمامًا، وبات يقول ما يريده عن طريق الكتابة، مضيفة: "والدي الآن لا يستطيع الكلام. يقول لنا ما يريد عن طريق الكتابة".

وتابعت قائلة: "أريد أن أطلعكم على الجملة التي كتبها لنا اليوم: الأمل موجود دائمًا، سنتحسن، وسنعيش إن شاء الله”.

وأوضحت أن السرطان انتشر في جسد والدها وانتقل إلى الكبد، مما أثَّر سلبًا على كامل وظائف كبده، "كل ذلك لم يكن كافيًا، فقد أصيب أيضًا بفشل كلوي. ويبدو أنه سيحتاج إلى غسيل كلوي بعد ذلك".

وأصيب أوزطاش بسرطان البنكرياس بسبب تأخر علاجه داخل السجن، حتى تدهورت حالته ووصلت للدرجة الرابعة من المرض، وبالرغم من مرور أشهر على إصابته، لم تفرج عنه السلطات إلا قبل شهرين فقط بتقرير من اللجنة الطبية.

اعتقال صحفي بعد أيام من إطلاق سراحه

على الصعيد ذاته، ألقت الشرطة التركية مرة أخرى القبض على الكاتب الصحفي حقان أيغون، في ولاية موغلا بعد أيام من الإفراج عنه.

وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، الإثنين، فإن الصحفي المذكور أعلن عن اعتقاله عبر "تويتر" قائلا: "ألقت قوات خفر السواحل القبض علي مرة أخرى على متن قاربي، في القضية نفسها التي حصلت فيها على البراءة من قبل. وتم إرسالي إلى النيابة العامة في داتشا".

أيغون، رئيس تحرير قناة "خلق تي في" الإخبارية، كان قد ألقي القبض عليه في أبريل/ نيسان الماضي، بعد أن نشر عبر تويتر تغريدة قصيرة قال فيها: "آه يا من تنشرون أرقام حسابات البنك"، في تهكم منه على حملة “نحن نكفي أنفسنا يا تركيا” التي أطلقها الرئيس رجب أردوغان لجمع تبرعات لمواجهة أزمة كورونا، وخصص رقم حساب بنكي لجمع التبرعات.

على خلفية التغريدة ألقي القبض عليه، وصدرت في حقه مذكرة اعتقال، ثم أفرج عنه، ليتم اعتقاله مرة أخرى الأحد في بلدة داتشا التابعة لمدينة بودروم في ولاية موغلا على خلفية القضية نفسها.

وتعتبر تركيا أكبر بلد سجنا للصحفيين على مستوى العالم.

واحتلت تركيا، المرتبة الـ154 من بين 180 دولة في التصنيف الأخير لحرية الإعلام الصادر في أبريل/نيسان الماضي، عن منظمة "مراسلون بلا حدود".

وفي 2018، أحكم أردوغان قبضته على جميع مفاصل القرار ببلاده، وذلك عقب تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية نقلت البلاد إلى نظام الحكم الرئاسي، في خطوة أراد من خلالها الرئيس التركي تصفية جميع معارضيه ومنتقديه.

وطيلة تلك الفترة، عملت سلطات أردوغان على تكميم أفواه الصحفيين، معلقة شماعة قراراتها على محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في يوليو/تموز 2016.

وعقب تلك المحاولة، فرضت في تركيا حالة الطوارئ لمدة عامين، وشنت فيها السلطات حملات أمنية واسعة استهدفت كل المعارضين للرئيس أردوغان.

وزير الداخلية، سليمان صوليو، قال الشهر الماضي في الذكرى الرابعة لفرض حالة الطوارئ إن الشرطة شنت 99 ألفا و66 حملة أمنية منذ المحاولة الانقلابية، أسفرت عن احتجاز وتوقيف 282 ألفا و790 شخصًا واعتقال وحبس 94 ألفا و975.

وأضاف صويلو أن عدد سجناء المحاولة الانقلابية يبلغ حاليا 25 ألفا و912 شخصًا، بينما بلغ إجمالي الأشخاص الذين تم اتخاذ إجراءات قانونية بحقهم 597 ألفا و783 شخصًا.

ويحمل أردوغان ونظامه حركة غولن مسؤولية تدبير انقلاب عام 2016، إلا أن اتهامه يفتقر لأدلة ملموسة، كما أنه لم يسمح إلى اليوم بنشر تقرير تقصي الحقائق حول المحاولة الانقلابية الذي انتهى منه البرلمان في عام 2017.