معارض تركي: أردوغان قضى على العدالة ودولة القانون بتركيا‎

عرب وعالم

اليمن العربي

انتقد أحمد داود أوغلو، زعيم حزب "المستقبل" التركي المعارض، رئيس الوزراء الأسبق، رفيق دربه السابق، الرئيس، رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، على خلفية الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد في كل القطاعات، ولا سيما الاقتصادية منها.

 

جاء ذلك في كلمة ألقاها، داود أوغلو، رئيس الحزب الحاكم السابق، مساء السبت، خلال مؤتمر لحزبه المعارض في مدينة قونيا، مسقط رأسه، وسط البلاد، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".

 

وذكر المعارض التركي أن "نظام أردوغان، نجح في تعطيل البرلمان وتهميش دوره، وجعل المؤسسات بلا معنى أو هدف، خاصة منذ تطبيق النظام الرئاسي للحكم في البلاد، قبل نحو عامين".

 

وشدد داود أوغلو، على أن "دولة القانون لم تعد موجودة في تركيا، ويبحث المواطنون عنها بالشموع، بعد أن ركّع أردوغان العدالة".

 

 

وتابع قائلا: "لقد فقد هذا النظام أدنى درجات اللياقة والجدية حيال القضايا الحيوية بالنسبة لتركيا"، مضيفًا: "ولقد شهدنا خلال الفترة الماضية قرارات صادرة عن هذا النظام تتسم بالعشوائية، وتتم وفق حسابات سياسية".

 

كما أشار إلى "تراجع مستوى المعيشة في البلاد"، مبينَا "زيف ادعاءات النظام الحاكم ووعوده السابقة بوصول دخل الفرد السنوي إلى 25 ألف دولار، فيما تراجع فعليًا من 11 آلاف دولار إلى 8 آلاف دولار سنويًا".

 

في سياق متصل، شن داود أوغلو هجومًا على تحالف الجمهور المكون من حزبي العدالة والتنمية، الحاكم، والحركة القومية المعارض بزعامة، دولت باهجه لي.

 

وأضاف في هذا الصدد قائلا: "لا أحد يعرف كيف تكون هذا التحالف، وكيف أصبح الحزبان شريكان، وعلى ماذا اتفقوا من أجل تكوين تحالفهما".

 

 

 

ولفت إلى أن "أحد شركاء التحالف (في إشارة لدولت باهجه لي) معروف في تركيا بشكل جيد، لا سيما حينما يتعلق الأمر بأية انتخابات مبكرة، فهو البطل الرئيس لأية أزمة سياسية واقتصادية شهدتها وتشهدها البلاد ".

 

وتابع قائلا: "لقد اتفقا على وأد الديمقراطية، والعدالة، ودولة القانون، وحقوق الإنسان في هذا البلد"، مضيفًا: "فحتى الأمس القريب كانا (أردوغان ودولت باهجه لي) يوجهان السباب لبعضهما البعض، سبابًا يعف اللسان عن ذكره".

 

وأشار إلى أن "أردوغان حينما يتعرض لأزمة لن يجد سياسيًا ذا تجربة وخبرة أفضل من دولت باهجه لي، لينقذه من أزماته".

 

في سياق آخر كشف داود أوغلو، في كلمته، تفاصيل جديدة حول واقعة "دقيقة واحدة"، التي جرت أحداثها خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي عام 2009، بين الرئيس الإسرائيلي الراحل شيمون بيريز، وأردوغان حينما كان الأخير رئيسًا للوزراء، مشيرًا إلى أردوغان لم يحكِ الحقائق كافة وقت الحادثة.

 

وفي 29 يناير من عام 2009، وبينما كان أردوغان يشارك في جلسة بعنوان "غزة: نموذج للسلام في الشرق الأوسط"، أظهر ردة فعل غاضبة على مدير الجلسة، ديفد إيجناتيوس، أحد كتّاب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لعدم السماح له بالتعقيب على تعليقات بيريز حول الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، قبل موعد انعقاد قمة "دافوس" بثلاثة أسابيع.

 

 

 

عقب ذلك، ألقى بيريز كلمة طويلة دافع خلالها عن العملية العسكرية التي شنتها بلاده في غزة، وألقى باللائمة في إراقة الدماء على حركة حماس، وقال إن "حماية الإسرائيليين من الهجمات الصاروخية كان أمرًا مطلوبًا".

 

وشدد أحمد داود أوغلو، الذي كان يتولى وزارة الخارجية التركية حينها، في تصريحاته، على أن أردوغان لم يُظهر وقتها الحقائق كلها، وأن داود أوغلو من اتصل بشيمون بيريز من هاتفه الشخصي من أجل أن يعتذر لأردوغان.

 

وأردف قائلا: "أي أن الأمر لم يكن كما روج له أردوغان في تصريحات أدلى بها عقب عودته لتركيا آنذاك، فلقد تم اعتذار بريز بعد اتصال شخصي مني، ولم يكن ينوي يعتذر لكن بعد إلحاح فعل ذلك".