توابع سياسية لانفجار بيروت.. ما الذي يقلق نظام خامنئي؟

عرب وعالم

اليمن العربي

ظهرت على المشهد السياسي اللبناني بوادر تغييرات جذرية بعد أسبوع من الانفجار الكارثي في مرفأ العاصمة بيروت الذي راح ضحيته أكثر من 160 شخصا وإصابة 6 آلاف.

 

تطورات جعلت كبار المسؤولين في إيران يشعرون بالقلق البالغ خشية فقدان نفوذ طهران داخل التركيبة السياسية في لبنان عبر ذراعها حزب الله.

 

واعتبرت إذاعة فردا الناطقة بالفارسية ومقرها التشيك في تقرير لها، أن النظام الإيراني اكتسب نفوذه بصعوبة كبيرة على مر السنين داخل لبنان، ويخشى الآن أن يفقد وجوده الاستراتيجي وقدرته على التدخل في شرق البحر المتوسط.

 

ومع اشتداد الاضطرابات في شوارع بيروت والاحتجاجات على الحكومة اللبنانية، استقال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، وسط مطالبات بتشكيلة تخلو من المحاصصات ومليشيات حزب الله.

 

وأعرب العديد من الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم مع اللبنانيين من خلال نشر صور لبيروت، وانتقد البعض منهم تمويل وتسليح طهران لمليشيات حزب الله.

 

وأشار التقرير إلى أن دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإجراء إصلاح جذري في لبنان خلال زيارته بيروت قبل عدة أيام، قوبلت برد فعل حاد من مسؤولي طهران بسبب مخاوفهم من تقليص نفوذ مليشيات حزب الله.

 

وشكك محللون دوليون في قدرة إيران على تقديم مساعدات مالية للبنان الذي يعاني أزمة سياسية واقتصادية.

 

ويعاني نظام طهران من مشاكل اقتصادية ناجمة عن العقوبات الأمريكية، إضافة إلى أن إيران تعد من أكثر دول الشرق الأوسط المنكوبة بأزمة فيروس كورونا المستجد.

 

وأكد التقرير أن يد إيران ستكون مغلولة فيما يتعلق بالمساعدة في إعادة إعمار بيروت، ولا يمكنها فعل الكثير على غرار دعمها حزب الله ماليا بعد حرب 2006.

 

بالطبع، في ذلك الوقت كانت حكومة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قد جنت الكثير من الأموال من بيع النفط بسعر مرتفع، حسب التقرير.

 

ولفت التقرير إلى هذه المرة الأفضل لإيران أن تتعاون مع الدول الأوروبية التي تنسق المساعدات لإعادة إعمار لبنان.

 

واختتم التقرير أن هذا الموضوع يتطلب تغييرا في سلوك ومواقف النظام الإيراني، لكن بشكل عام الوضع بالنسبة لطهران أصبح معقد جدا.

 

وشهد لبنان يوم الثلاثاء الماضي انفجارا هائلا نجم عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت.

 

وأسفر الانفجار عن مقتل أكثر من 160 شخصا وإصابة 6 آلاف آخرين على الأقل، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة بيروت وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.

 

ودفع الحادث دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.

 

ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة.

 

وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ عام 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.