"الخليج": كانت الإمارات إلى جانب لبنان تسارع بالمساعدات وتعجّل بالنصيحة

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، إن المعادلة التي تقول إن لبنان ما بعد انفجار بيروت لن يكون كما كان قبله، مشروطة بجملة من التصورات والتغيرات والرهانات، قد تبدو صعبة التحقق، إلا أنها ليست أقسى على اللبنانيين من انفجار المرفأ وما أحدثه من ضحايا ودمار وخسائر وصدمة نفسية لن تُمحى من ذاكرة هذا الجيل.

 

وأشارت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم الثلاثاء تابعها "اليمن العربي"، إلى أن هناك العشرات ممن فقدوا أرواحهم. وهناك مفقودون لن يتم العثور عليهم، أما ما عدا ذلك فيمكن إصلاحه وإعماره، وستعود بيروت جميلة وبهية كما كانت. وأما الأمر الأجمل والأصح، فأن تتم إعادة إعمار الواقع السياسي على أسس جديدة تحفظ للدولة اللبنانية سلطتها وهيبتها وتكسر كل المعادلات الطائفية المقيتة التي رهنت لبنان وتركته يدور في قلب مأساة متعددة الفصول تتلاعب بها أجندات دولية وإقليمية. ولن يتم الخروج من هذه الدائرة إذا لم يحدث «انفجار كبير» في وعي جميع اللبنانيين ينسف كل المساوئ والأفكار المريضة ويؤسس لواقع مختلف ينسجم مع تطلعات الشباب الذين لم يعرفوا الحرب الأهلية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لكنهم ما زالوا يخضعون بالإكراه لتجارها وباتوا بمثابة غنيمة مقسمة بين أكثر من بارون.

 

وشددت على أن هيبة الدولة هي كلمة السر إذا صدقت النوايا في العمل على تحقيق الاستقرار ورسم صورة لمستقبل لبنان تتسم بالشفافية والتعايش وإعلاء القانون والولاء للوطن وحده، وهذا ما يرجوه كل المحبين والغيورين على هذا البلد العربي العزيز والمكوّن العجيب المتميز بفسيفسائه الخاصة والفريدة.

 

وأضافت أنه من هذا المنطلق، كانت دولة الإمارات إلى جانب لبنان، تسارع بالمساعدات وتعجّل بالنصيحة. وكان الموقف واضحاً وصريحاً في مؤتمر المانحين حين أكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ، أن تجاوز الأزمة وتداعياتها «يتطلب أن تكون كافة المنافذ والموانئ والمطارات تحت الإشراف المنفرد للدولة، وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1701 الهادف إلى نزع الأسلحة لتكون محصورة في يد القوات المسلحة اللبنانية». وهذا الأمر يتوافق مع آمال الأغلبية اللبنانية التي تريد أن ترى بلدها سيداً على أرضه ويمتلك زمام أمره بيد مرجعية واحدة هي الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية. فكل كوارث لبنان سببها استقواء بعض الأطراف على الدولة وارتهانها إلى الخارج، بما يعطّل الدولة عن القيام بمهامها وواجباتها إزاء كل مواطنيها بمختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية.

 

بعد انفجار مرفأ بيروت، التغيير قادم في لبنان، لكنه تغيير لن تلبيه الاستقالات المتوالية والدعوة إلى انتخابات مبكرة تعيد إنتاج الأزمة نفسها بذات الوجوه واللاعبين.

 

وأوضحت في ختام افتتاحيتها أن التغيير الحقيقي يتطلب إعادة بناء المشهد من جديد، وكسر النمطية السياسية المسيطرة على البلاد منذ عشرات السنين. بعد انفجار مرفأ بيروت يجب أن ينهض لبنان مثل طائر فينيق من بين أكوام الرماد بعدما احترق طويلاً، ويجب أن يتعافى وينطلق من جديد.