بعد تشغيل أول محطة عربية للطاقة النووية السلمية.. الإمارات تقهر قيود فيروس كورونا وتسطر المجد للعرب

عرب وعالم

اليمن العربي

خلال 10 أيام فقط، زيّن اسم الإمارات الفضاء والطاقة النووية السلمية، كأول إنجازين عربيين غير مسبوقين، في ظروف عالمية وصفت بالأصعب، بفعل التبعات الاقتصادية والصحية لتفشي جائحة كورونا.

 

المتتبع لمسيرة الإمارات تحضيرا لعبور الفضاء،أو الدخول إلى نادي دول الطاقة النووية السلمية، يظهر جهودا يعود عمرها لأكثر من 12 عاما، تخللها تحديات ونجاحات وتدريبات أفضت إلى تتويج الطموح خلال 2020.

 

ونجاح الإمارات في الدخول للفضاء والطاقة النووية،يؤكد أنها قدمت إضافة للبشرية، سواء عبر تسخير مسبار الأمل الذي أطلقته الشهر الماضي للعلم وتقديم معلومات جديدة للبشرية، أو تخفيض الانبعاثات الكربونية والتحول للطاقة النظيفة، من خلال محطات براكة النووية.

 

بكلمات بسيطة لكن مدلولها واسع، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، السبت: "الإمارات شطرت الذرة.. وتريد استكشاف المجرة.. رسالة للعالم بأن العرب قادرون على استئناف مسيرتهم العلمية.. ومنافسة بقية الأمم العظيمة.. لا شيء مستحيل".

 

في 20 يوليو/ تموز الماضي، أطلقت الإمارات بنجاح، مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، في إنجاز وصف بالتاريخي، باعتباره سابقة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي والإسلامي، في مهمة تهدف إلى دراسة الطقس والمناخ في الكوكب الأحمر.

 

 

ويعبّر إطلاق المسبار، عن طموح الإماراتيين ،إذ أنتج مهندسوها مسباراً متطوراً في ست سنوات فقط، ومن المتوقع أن يقدم علماً جديداً، وأن يكشف عن رؤى جديدة حول عمل الغلاف الجوي للكوكب.

 

ويعتبر مسبار الأمل إلى حد كبير وسيلة للإلهام  وهو شيء سيجذب المزيد من الشباب الإماراتي وفي المنطقة العربية للإقبال على العلوم في مراحل التعليم المختلفة.

 

 

ولم تقدم الإمارات على خطوتها تلك على طريقة "أنا أيضا"، لذلك لم يرغبوا في الذهب إلى الكوكب الأحمر وتكرار تجارب قام بها آخرون.

 

فقد ذهبت الإمارات إلى لجنة استشارية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) تسمى "مجموعة تحليل برنامج استكشاف كوكب المريخ؛ لمعرفة وما الذي يمكن أن يضيفه مسبار الأمل إلى الوضع الحالي للمعرفة.

 

في سطر واحد، سيقوم القمر الاصطناعي الإماراتي بدراسة كيفية تحرك الطاقة عبر الغلاف الجوي - من الأسفل إلى الأعلى، في جميع أوقات اليوم، وخلال جميع مواسم السنة. وسوف يتتبع سماتٍ مثل الغبار العلوي على المريخ والذي يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الغلاف الجوي.

 

واليوم، نجحت الإمارات في تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، وذلك في محطات براكة للطاقة النووية بأبوظبي.

 

وستكون المحطة من المحاور الرئيسية لخطة الإمارات للطاقة 2050، الهادفة إلى توفير 50% من الطاقة عبر مصادرة الطاقة الجديدة والمتجددة.

 

ووفق بيانات لمؤسسة الإمارات للطاقة السلمية، ستوفر محطات براكة للطاقة النووية السلمية وعددها 4 محطات، عند التشغيل الكامل، ما يصل إلى 25% من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، ستستخدمها البلاد على مدار الساعة.

 

ويعني ذلك أن المحطات الأربع ستسهم في خفض الانبعاثات الكربونية داخل الإمارات، بنسبة 70% بحلول 2050، من خلال مساهمتها في توفير ما قدرته 50% من الطاقة الكهربائية من مصادر منخفضة البصمة الكربونية، عبر الطاقة النووية والشمسية والكهرومائية وطاقة الرياح.

 

ويعد مشروع محطات براكة للطاقة النووية، من أضخم المشاريع في العالم من حيث بناء 4 محطات متطابقة في الوقت والمكان ذاتهما، كما تعد أول مشاريع الطاقة النووية السلمية الجديدة في العالم، التي تبدأ المرحلة التشغيلية منذ 24 عاما.

 

وتُعَد الإمارات العربية المتحدة، الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تدعم  اتفاق باريس للمناخ، وتوفر منصة عالمية لتقييم تنفيذ المساهمات الوطنية المحددة، عبر استضافة وتنظيم اجتماع أبوظبي للمناخ.